رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: لماذا لا يوجد دواعش في إسرائيل رغم وجودهم بأرض سيناء

فيتو

  • نثمن جهود الأزهر في الحرب على الإرهاب 
  • أصحاب أيديولوجية الفكر الدموى يجب مواجهتهم على كل الأصعدة
  • لم أكن أتمنى إعلان الطوارئ لأنه قانون سيئ السمعة لمصر
  • زيارة البابا فرانسيس لمصر ليست بروتوكولية

قال المتحدث الرسمى للكنيسة الكاثوليكية بمصر، الأب رفيق جريش، إن عيد القيامة مناسبة جيدة، يجب أن يستغلها الإنسان لينتصر على خطاياه ويتجنب ارتكاب المعاصى، مضيفا في حوار مع "فيتو" أن من بين أهداف عيد القيامة أن يدرك الإنسان أنه مولود ليس ليذهب للفناء بينما للحياة الأبدية في السماء المنتصرة مع القديسين والأبرار.. وإلى نص الحوار:

*ما الرسالة التي يحملها عيد القيامة للعالم؟

عيد القيامة يحمل معانى ودلالات كثيرة، وتعد حافزًا للإنسان لأن ينتصر على خطاياه ويقوم، وتدفعه للخروج من حالة الإحباط والخروج من الشرنقة الضيقة للحياة الجديدة، وتزامنًا مع عيد القيامة جميعنا نحتاج للقيامة في حياتنا اليومية بفضل الله علينا.

والهدف الثاني من القيامة أن يدرك الإنسان أنه مولود ليس ليذهب للفناء بينما للحياة الأبدية في السماء المنتصرة مع القديسين والأبرار وليكن له رجاء بالحياة الأبدية.

*تفسيرك لاستهداف الكنائس دائمًا تزامنًا مع الأعياد وأبعاد تلك الضربات؟
استهداف الإرهاب للكنائس مواقيت الصلاة بالأعياد نظرًا لامتلاء الكنائس بالحضور، وسبق واستهدف الإرهابيون البطرسية الكنيسة المجاورة للمقر الباباوى واعتقد أنها جاءت لتشتيت الأمن، وبعدها استهداف البابا بصورة مباشرة حال صلاة أحد الشعانين بالمرقسية بالإسكندرية وتدخل الله ومنع حارس الكنيسة للإرهابى أدى لانفجار القنبلة على أبوابها.


*إذن هدف الجماعات الإرهابية إيقاع مصر في حروب أهلية ودوامة صراع؟
الجماعات الجهادية الإرهابية والتي تزعم نفسها إسلامية، لديها أيديولوجية هادفة لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين وليس هدفهم مصر فقط، والدليل على نجاح تلك الجماعات المتطرفة ومعاونيهم أنه حال الغزو الأمريكي على العراق كان هناك أكثر من مليون مسيحي في العراق وحاليًا لا يتجاوز عددهم الـــ 300 ألف يعيشون الشتات.

وكذا الأمر في سوريا بات المسيحيون مشردين على الحدود ومنهم من لجأ لأوروبا وأمريكا والسويد والنرويج وغيرها، وفى لبنان ضرب صمام أمانها الحروب الأهلية التي أدت لانخفاض تعداد المسيحيين بنسبة كبيرة وبات يشكل وجودهم 35% فقط.

وفى السودان مثال تقسيم السودان الشمالية للدولة الإسلامية والجنوبية للمسيحيين وتشهد حروبًا دامية فإن المخطط واضح جليًا للجميع أن الهدف إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين، وبالطبع مصر صاحبة نصيب الأسد من المخطط كونها أكبر الدول الإسلامية بالمنطقة وذات أكبر تجمع مسيحي أيضًا.

*والحل في رأيك للتصدي لمخطط التفريغ بأرض مصر.. حسب تعبيرك؟
على الدولة والمؤسسات الدينية الإسلامية أن يدركوا أن هدف المتشددين والإرهاب هو إفراغ الشرق من المسيحيين، وعلينا العمل لمواجهة الأمر بعيدًا عن الشعارات الرنانة، هناك مشكلات للمواطنين بسبب جهل وفقر وجوع وإلى آخره، بالإضافة إلى مواجهة فكر "المجاهدين أو الإرهابيين" أصحاب أيديولوجية الفكر الدموي الذي يجب مواجهته على كل الأصعدة.

*ماذا يستفيد الإرهاب من إجلاء مسيحيي الشرق الأوسط عن بلدانهم؟
بالطبع.. هدفهم إقامة ما يسمونها "دولة الخلافة الإسلامية"، هناك خطة "دولية شيطانية" بالتعاون مع الإسلاميين الجهاديين لتفريغ المسيحيين من الأرض التي يسمونها "أرض الإسلام"، غافلين أن المسيحي مواطن بالدرجة الأولى وصاحب الأرض كالمسلم تمامًا، ومصر بها قرابة الـــ 17 مليون مسيحي، بالإضافة للموجودين ببلدان المهجر، ويستهدف الإرهاب مصر باعتبارها قلب الشرق ويهدف إلى تشتيت المسيحيين الموجودين بها بالهجرة أو الرحيل، وللأسف الأكثر تعليما وثقافة وثراءً هم المهاجرون، بينما البسطاء والفقراء متمسكون بمستقر بلادهم.

* هل ترى أن أجهزة مخابراتية إسرائيلية تدخل على خط المؤامرة؟
ذلك ليس تخصصي لأتحدث فيه، بينما المؤامرة واضحة للجميع، ولكن ليس لدى ما يجعلنى أوجه الاتهامات صراحة لأحد.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يوجد دواعش في إسرائيل رغم وجودهم بأرض سيناء؟!

*حادثا تفجيري كنيستي "طنطا والمرقسية" أديا لتخوفات لدى المسلمين والمسيحيين معًا.. كيف يتجاوز المصريـون المحنة؟
أعتقد أن المصريين عمومًا والمسيحيين على وجه الخصوص ليس لديهم أي خوف بينما هو قلق، فإن الحادث تزامن مع أسبوع الآلام ورغم ذلك لم يتأثر أعداد المصلين بينما تزايد التوافد.

وإنما هناك قلق وهو طبيعة الإنسان لدى المسيحيين والمسلمين، ويصعب تجاوز هذه المرحلة، ودون تنظير، في اعتقادي الدولة تقوم بتأمين الكنائس بالجنود وتركيب بوابات حرارية وغيرها، ولكن هناك ضعف في المعلومات عن التنظيمات الإرهابية التي تسهم في وقف الجريمة قبل وقوعها؛ ويجب استباق الأحداث معلومات أجهزة الاستخبار والمعلومات والأمن القومى، لتخترق تلك التنظيمات وتضبطها قبل أعمال أخرى، وأرى أن هناك تقصيرًا في ذلك الأمر.

*وماذا عن دور الأزهر والكنيسة في عدم الوصول لمرحلة النفور أو الصراع الداخلي؟
حقيقة الأمر الأزهر يبذل جهدًا كبيرًا متوجهًا ناحية الكنيسة المحلية والكنيسة في العالم، وكان هناك لقاء مع "الفاتيكان" منذ شهرين في مشيخة الأزهر ولكنه بحاجة لثلاثة أمور، أهمها الإسراع في الخطى لتجديد الفكر الديني، وإعلان الأزهر بوضوح أن هذه الجماعات ليست جماعات إسلامية، ومن ثم تعلن الدول العالمية كلها أن هؤلاء الجماعات ليسوا مسلمين بصورة لا لغط فيها.

وعلينا أن ندرك أن المشكلة لدى المسلمين والمسيحيين هم الشباب، فاللغة الدينية المسيحية والإسلامية ليست على المستوى الذي ينتظره الشباب من إجابات، والكنيسة معتادة ولو بشكل جزئي على التواصل مع الشباب، ولكن الكنيسة والمؤسسات الإسلامية أيضًا عليهم ألا يخاطبوا الشباب بلغة الشريعة بلغة القانون (متعملش واعمل وحلال وحرام).

*كيف نواجه الفكر الإرهابي؟
مواجهة الأفكار الإرهابية تتطلب 3 أبعاد "قصير ومتوسط وطويل المدى"، قصير المدى من خلال "تقوية وتعضيد الأمن" والاشتراك مع الدول "حسنة النية"، والتي يمكنها مساعدتنا في معلومات استخباراتية حول التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" وغيره.

أما الخطة متوسطة المدى تدخل "الإعلام"، فالإعلام يجب أن يحاكم لأنه لم يقم بدوره في التنمية بمصر، فإن الدول النامية تعتمد على الإعلام كما لو كان مؤسسة التربية تابعة لوزارة التعليم.

البعد الأخير طويل المدى، هو "التعليم" والتكوين الإنساني الذي يبدأ من المدارس التي تأخرت كثيرًا ولم تعد مواكبة للعصر.

* تعليقك على رد فعل الرئيس السيسي على حادثي "طنطا والإسكندرية" وزيارته للبابا للتعزية؟
شيء متوقع من الرئيس الذي نحبه ويتعامل مع المصريين على حد سواء.

*الشباب يتساءلون لماذا لا يزور الرئيس أهالي الشهداء والمصابين؟
البابا هو رمز للمسيحيين وزيارته كافية ومعبرة عن التعزية.

ترى أن إعلان حالة الطوارئ كافٍ لمحاصرة الإرهاب؟
لم أكن أتمنى إعلان حالة الطوارئ من جديد لأنه قانون سيئ السمعة في مصر، ولكن علينا النظر لفرنسا حال وقوع حادث نوفمبر العام الماضى أعلنت الطوارئ، ووجود قانون ينظم الحالة لضبط الإيقاع الأمني ضمن الخطط متوسطة المدى لمحاصرة الإرهاب أمر مطلوب.

*مغزى زيارة البابا فرانسيس لأرض مصر رغم أعمال الإرهاب السابقة لمجيئه؟
بابا روما يوجه رسالة قاطعة بأنه رجل شجاع لا يخاف، وهو واقع الإيمان المسيحي، وكما طلب يسوع من بطرس أن يرعى إخوته فإن دور البابا تقوية إيمان لإخوته، وزيارة البابا فرانسيس لمصر ليست زيارة بروتوكولية، بينما هي رسالة طمأنة للشعب المصري بمسلميه ومسيحييه وبناء جسور تواصل مع المؤسسات الدينية، فإن البابا كلمة تعنى "موحد عائلته".

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...

Advertisements
الجريدة الرسمية