رئيس التحرير
عصام كامل

خالد الزعفراني خبير شئون الحركات الإسلامية: فتاوى السلفيين عن الأقباط تأكل من شعبيتهم

فيتو

*اتحاد علماء المسلمين كيان وهمى لا يضم إلا القرضاوى
*الأزهر رأس الحربة للقضاء على الفكر المتطرف
*الجماعات التفجيرية خرجت من عباءة «القاعدة» وأصبحت أكثر تشددا وعنفا

*الدولة لها تجربتان ناجحتان ضد التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية
*عقائد داعش وبيت المقدس تتشابه مع الخوارج في أن كل من يخالفهم كافر
*مخابرات عالمية تدعم التفجيريين لتفكيك الأمة الإسلامية مثلما فعلت بريطانيا مع الخلافة
*لا يمكن إصلاح جماعة الإخوان إلا بالتخلى عن الفكر القطبى وإلغاء مبدأ السمع والطاعة 


الدكتور خالد الزعفراني، الخبير بشئون الحركات الإسلامية، هو أحد القيادات التي تنتمي إلى جيل الوسط في الحركة الإسلامية بمرحلة السبعينيات، وله مواقف ورؤى مختلفة عن ذلك الجيل.

من أوائل الذين بدءوا الدعوة الإسلامية المعاصرة في الإسكندرية، وأعطى زخمًا لدعوة الجماعة الإسلامية والإخوان بالإسكندرية قبل الانفصال عنهما حينما أسس مسجد "عصر الإسلام" الذي كان المركز الرئيسي للدعوة بالإسكندرية في السبعينيات والثمانينيات وقاده حتى انضمامه للأوقاف، بالإضافة إلى أنه من أوائل الإسلاميين الذين بدءوا التحالف مع حزب العمل وتدرج في سلمه القيادي حتى وصل إلى منصب عضو بالمكتب السياسي وأمين حزب العمل بالإسكندرية... "فيتو" حاورته عن تداعيات أحداث التفجيرات الأخيرة وآلية تعامل الدولة مع التنظيمات الإرهابية.. وإلى نص الحوار: 

في البداية نريد التعرف على منهجية الجماعات التفجيرية وكيفية مقاومة الدولة لهم ؟
المنهجية التي يعتمد عليها ما يسمى تنظيم "داعش" و"أنصار بيت المقدس" وغيرهما جميعها منشقة عن تنظيم "القاعدة"، وهى أكثر تشددًا منها وتعتمد هذه الجماعات على أن المجتمعات جاهلية وبعيدة عن الإسلام وأنهم لا يؤمنون بالحاكمية التي هي جزء من التوحيد، وبالتالى هم يؤيدون إعادة حكم الله بالقوة المفرطة واستحلال دماء كل من يخالفهم حتى وإن كان يقول لا إله إلا الله فهم يكفرون الآخرين ثم يلجئون للعنف، والدولة لها تجربتان ناجحتان في مواجهة هذا الفكر ضد جماعة التكفير والهجرة في السبعينيات ونتج عنها انهيار الجماعة وعودة 75% إلى صوابهم ولم يثبت إلا 15% والـــ10% تركوا التدين، أما التجربة الثانية فكانت في التسعينيات من خلال مراجعات الجماعة الإسلامية بعد عمليات عنف كبيرة في الصعيد والقاهرة وتمت مراجعة 20 ألفا وأوقفت الجماعة العنف، وبالتالى الدولة المصرية قادرة على تكرار التجربة والأزهر صاحب دور أساسى في المواجهة بدليل أن شكرى مصطفى قتل الشيخ الذهبى بعد قاموا بمناقشات في السجون فكانت المراجعات بمشاركة علماء اجتماع وعلماء نفس وخبراء أمن، وبالتالى الانطلاقة تبدأ من الأزهر باعتباره رأس الحربة للقضاء على هذا الفكر.

وما رأيك في تشكيل المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب ومدى احتمالات نجاحه؟
المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب خطوة مهمة، وطالبنا بأن يضم المجلس علماء من كل الاتجاهات التي تؤسس عقلية الشباب من خبراء أمن ورجال الأزهر وعلماء نفس واجتماع وخبراء تربية وتعليم لوضع خطتين إحداهما عاجلة لمواجهة الإرهاب وأخرى طويلة المدى وإعداد الردود على مزاعم هذه الجماعات التفجيرية وهناك دور للإعلام أيضًا في تحصين الشباب من هذا الفكر وإجراء مناظرات على الهواء أو منشورات توزع على الأهالي في سيناء مع عمل توعية للشباب وفصل قيادات الجماعات الإرهابية عن قواعدها في السجون.

هل سيدخل التفجيريون الجنة كما يصور لهم قادتهم بتفجير أنفسهم ؟
بالطبع لا لأن ما يرتكبونه يخالف الإسلام وهذا الفكر يضعف وينحصر رغم المساعدات التي تنهال عليهم من جهات متعددة مثلما يحدث في ليبيا إلا أن هؤلاء يضعفون وفى طريقهم للانتهاء. 

مدى تطابق أفكار الخوارج وعقائدها مع عقائد داعش وأنصار بيت المقدس؟
*هذا الأمر صحيح فأفكار الخوارج تتشابه نصا وحرفا مع أفكار داعش وبيت المقدس؛ لأن الإسلام دين واضح وبسيط، وهذه الأفكار قديمة من أيام الصحابة فلم يحمل أحد من الصحابة هذا الفكر الذي خرج به الخوارج. 

هل تعتقد أن الشعب يمكن أن يتعاطف معهم مثل أيام مبارك ؟
مستحيل أن يتعاطف الشعب مع هؤلاء الذين يروعون الآمنين في فترة لا أيام مبارك ولا في أي فترة أخرى، خاصة أنهم ارتضوا لأنفسهم استخدام أبدانهم في إيذاء الآخرين بلا جريمة ارتكبوها بتفجير أنفسهم، وبالتالى لا يمكن أن يتعاطف الشعب مع مجموعات من الإرهابيين فهؤلاء يكفرون الناس وأحكام الإسلام واضحة والعلماء والأئمة الأربعة اتفقوا على أن من ينطق الشهادتين فهو معصوم من الدم ولو ارتكب معصية يحاسب عليها في حين أنهم يكفرون كل من لا يدخل في جماعتهم ويكفرون من لا يؤمن بالحاكمية حسب شرحهم الغامض وهو نفس المنهج الذي يطبقه داعش والتفجيريين وأنصار الشريعة.

ما حقيقة قيام مخابرات عالمية بالعمل على نشر الفكر التكفيرى ؟
هذا الكلام صحيح ففكر داعش بداخله صراع المخابرات الأمريكية والإيرانية والأكراد، وبالتالى لو كان فكر داعش حركة وطنية لالتف حولها الناس مثل عمر المختار في ليبيا أو عبد الكريم الخطابى بالمغرب أو قادة الجزائر أو المقاومة في مصر، وبالتالى لو كان داعش مثل الشعب لالتف حوله الناس لو كانوا يقاتلون اليهود أو الأمريكان لكن أفكارهم الشاذة جعلت أجهزة المخابرات تستخدمهم، بدليل أن المخابرات البريطانية مهتمة بالإسلام السياسي واستخدمته في هدم الدولة العثمانية من خلال خروج الشريف حسين على الخليفة العثمانى وتفكيك الخلافة ونفس الطريقة تستخدمها مخابرات الغرب لتفكيك العالم الإسلامي، بدليل أن كلام إسلام البحيرى منقول من كلام المستشرقين البريطانيين في مهاجمة أهل السنة. 

هل تستمر حالة الطوارئ التي فرضت مثلما كان يفعل مبارك وهل توافق عليها ؟
حالة الطوارئ لن تستمر كثيرا من أجل القضاء على الإرهاب، بدليل إنشاء المجلس القومى لمكافحة الإرهاب وهو الأهم، وبالتالى لا مانع من الطوارئ مؤقتا لأن هناك اتجاهات عالمية وعربية ووسائل إعلام تساعد داعش عن طريق مهاجمة الأزهر لخلق حالة من الفوضى الخلاقة باعتباره إحدى ركائز الدولة العميقة في مصر مثل الجيش والشرطة. 

وهل الانشقاقات داخل جماعة الإخوان بين جبهتى محمود عزت والكماليين ستتسع أم يتم السيطرة عليها؟
الانشقاق داخل جماعة الإخوان أمر كان متوقعًا بعد 30 يونيو؛ لأن الجماعة كان لها سيطرة كاملة على أفرادها وبعد 30 يونيو بدأت الانقسامات والانشقاقات وستزيد من جانب من يطلقون على أنفسهم الثوريين من جماعة محمد كمال، ليس هذا فحسب فجماعة محمد كمال ستنقسم على نفسها لمجموعات وجزء كبير من الجماعة سيكون سلبيًا رافضًا للطرفين وفى النهاية الانهيار التام للجماعة قادم لا محالة. 

وهل إصلاح الجماعة يكمن في الثورة على الفكر القطبى وإلغاء السمع والطاعة ؟
الفكر القطبى موجود في جبهة محمود عزت وجبهة محمد كمال وجماعة الإخوان انفصلت عنها جماعات عديدة في الكويت والأردن والجزائر وجميعها اتخذ قراره بالابتعاد عن الفكر القطبى وابتعد عن مبدأ السمع والطاعة والشعب المصرى لن يقبل بجماعة سرية ذات تفكير غامض، وبالتالى على الجماعة الابتعاد عن الفكر القطبى وإلغاء السمع والطاعة والابتعاد عن السياسة أو ترك الدعوة والاكتفاء بالسياسة مثلما فعل الغنوشى في تونس وحزب العدالة بالمغرب ترك الدعوة للأزهر. 

وهل ترغب الجماعة فعلا في عمل مراجعات فكرية أم حيلة للعودة للمشهد السياسي ؟
الجماعة الآن في موقف ضعيف جدًا وتعانى من الانقسام ورغم ذلك فهى لا يمكن أن تقدم تنازلات حتى لا تتهم كل جبهة من الأخرى ببيع الجماعة وبالتالى الأمر يحتاج لقرار جريء إن كانت الجماعة جادة في دعوات المصالحة أو من يقولون إن لديهم رغبة في التراجع عن العنف ولكن هنا إذا اتخذت الجماعة قرار المراجعات سيكون قرار مراجعات سياسية لا فائدة منها لأنها ليست فكرية وهذا ما نريده بضرورة الابتعاد عن الفكر القطبى ومبدأ السمع والطاعة والحاكمية والتقية وعموما الجماعة ليس لديها قيادة شجاعة لاتخاذ قرار المراجعات. 

وما تعليقك على اتحاد علماء القرضاوى وهل هو كيان حقيقى ؟
اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه القرضاوى هو كيان وهمى ليس له دور سوى خدمة أهداف جماعة الإخوان وكل قياداته وأعضائه القرضاوى وبالتالى هو كيان ليس له تأثير إلا لدى من مهدوا لإقامته والترويج له إعلاميًا دون وجود حقيقى على أرض الواقع. 

وكيف ترى مصير حزب النور في المرحلة القادمة بعد الفتاوى التي تصدر عن قياداته تثير اللغط في الشارع المصرى؟
الشيخ ياسر برهامى ليس له فتاوى جديدة وكلها قديمة يعاد نشرها فهو ليس له مشكلة مع الدولة وبعض الفتاوى الأخرى تأكل من شعبية الحزب والتيار السلفى مثل احتفالات عيد الأم وشم النسيم وتهنئة الأقباط، وبالتالى لابد من قيام الحزب بمنع أفراده من الإدلاء بمثل هذه التصريحات التي تثير اللغط، خاصة أن الحزب والدعوة عادوا لأسلوب الخدمات والمجتمع يقبلهم كجماعة خدمية فقط.
الجريدة الرسمية