رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو النوبي يكتب: مدينة بدر.. الكنز المركون

عمرو النوبي
عمرو النوبي

سمعت في مرة قصة تحكي عن ولد صغير كان يلعب في قريته ووجد قطعة زجاجية صغيرة متربة ولم يهتم بها وذهب إلى منزله الفقير بدون مبالاة فقد كانت ماسة ثمينة والتي كانت بمثابة الكنز الذي سيغير مجرى حياته تماما فالولد لا يعلم قيمة ما في يده وترك هذا الكنز مركونا على رف دولابه المتهالك...و هكذا فلدينا في مصر الموارد القيمة والتي لا نعلم قيمتها وتم ركنها كثيرا وأقصد هنا الأراضي الفضاء الشاسعة.

وفي هذا المقال أخص إحدي المدن الجديدة وهي مدينة بدر تلك المدينة الواقعة على أطراف القاهرة بالقرب من محافظة الإسماعيلية.

فعلي الرغم من بناء هذه المدينة من أكثر من 34 سنة إلا أنها لم تحظَ بأي اهتمام من جانب الدولة فعلى مدار هذه السنوات كانت تلك المدينة تفتقر إلى أدنى الخدمات فتلك المدينة كانت ولفترة قريبة لا تدخلها المواصلات وكان لا يسمع عنها أحد بل وكان هناك من يدعي بأنها صحراء جرداء على الرغم من أنها ليست مدينة سكنية فحسب ولكنها أيضا مدينة صناعية بل وستتفاجأ عزيزي القارئ عندما تعلم أن بها عدد كبير من مصانع الأدوية والصناعات الكيماوية بل ومصانع أجهزة منزلية وكهربائية معروفة في السوق المصري فكانت هي تلك الماسة وهي ذلك الكنز المركون على الرف والتي لم تلتفت إليه الدولة فإن تنمية مثل هذه المدينة سيكون من شأنه استقطاب أكبر قدر ممكن من الكثافة السكانية التي خنقت القاهرة بل وأن تنمية مدينة بدر هو بمثابة جذب لمزيد من الاستثمارات وبالتالي فرص عمل أكثر.

إلا وأنه في السنوات الأخيرة بدأت الحكومة في الانتباه إلى تلك الماسة الغالية والثمينة وبالأخص في العام 2014 عندما تم طرح شقق سكنية ضمن المشروع القومي للإسكان الاجتماعي بمدينة بدر وتزامن هذا الطرح مع بداية تفكير الحكومة في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة والتي تعد مدينة بدر اقرب المدن اليها وذلك في خطوة هامة وجريئة في استغلال الموارد الطبيعية من أراضي وصحراء هنا بدأت تلك المدينة الواعدة في الظهور وبدأ يتوافد عليها الباحثون عن مكان للهدوء والاستقرار فإن هذه المدينة أصبح لها وضع على الخريطة الاستثمارية بل وعلى خريطة الاستثمار العقاري على وجه الخصوص.

ويبدو اهتمام الدولة واضحا بزيارة رئيس الجمهورية السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي لافتتاح أحد مراحل المشروع القومي للإسكان الاجتماعي من مدينة بدر. 

وبدأت الدولة متمثلة في جهاز المدينة ومجلس أمنائها في الاهتمام بالمدينة وبالخدمات بل وتم عمل أول منظومة نقل داخلي في المدن الجديدة والذي قد تمتد هذه المنظومة إلى كافة أنحاء القاهرة لربط المدينة بباقي أنحاء المحافظة. 

فكان اهتمام الدولة واضح بهذه المدينة وأن كانت لم تصل إلى الحد من الاهتمام الذي وصلت إليه مدن أخرى مجاورة فحتى الآن لم تتواجد بالمدينة المجمعات التجارية الكبيرة التي تلبي احتياجات سكان المدينة وأمور كثيرة يسعى إليها سكان هذه المدينة لتوفيرها. 

و لكن إن شاء الله في القريب العاجل سيتضح مدى استغلال الدولة لمثل هذه البقعة العقارية الكبيرة والمهمة وذلك بقياس مدى التقدم الخدمي للمدينة ووقتها تكون مثالا لمدى اهتمام الدولة بمؤسساتها المختلفة باستغلال أكبر قدر من الموارد المتاحة.

وذلك بدون ركن هذه الموارد (الكنز) على الرف.
الجريدة الرسمية