رئيس التحرير
عصام كامل

محمود حافظ يكتب: كلمتين وبس..!

محمود حافظ
محمود حافظ

لا بأس يا صديقى بالقليل من النفاق..

لا بأس أن تنسى القيم التي نشأت عليها و عاداتك وتقاليدك القديمه ؛

وتُنحى المبادئ جانبًا ؛


كى تستطيع أن تحيا في هذا المجتمع ؛

فيه الجميع يتنافقون ليل نهار _  “أي ينافق بعضهم بعضا”، _

أرأيت زملاءك في العمل، أصدقاءك، أقاربك، العامة من الناس ؟

لا بأس يا صديقى من أن تكون بارعا في مادة “النفاق المجتمعى” فغالبية القوم أصبحوا يتنفسون نفاقا ويحيون به في كل المناسبات، أصبحوا يقولون ما لا يفعلون، ويخفون في قلوبهم عكس ما يظهرون، يتظاهرون بالمحبة والاحترام وهم من داخلهم يبطنون الغل والكراهية والحقد؛ أصبحت الحياة لا تستقيم إلا بالنفاق.


يا صديقى نحن نحيا في متحف كبير يضم كل أنواع النفاق فيه من ينافق الحاكم ومن ينافق المدير ومن ينافق السائق والبائع، أصبح الناس يقدمون كل ما هو غالِ ونفيس من أجل المصالح والمنافع من أجل الصعود إلى المناصب بسرعة البرق؛ لقد بات الصدق أمرًا مرفوضًا وغاب الوفاء واستشرى الفساد، وبات النفاق أمرًا طبيعيًا وأسلوب حياة.

 ستجد المنافقين في كل مكان ما أكثرهم حولك يا صديقى بأقنعتهم الزائفه وابتسامتهم الباهته، ما أحقرهم وقد تواطأوا على طمس الحقائق وتزيين الباطل، يا صديقى لقد أصبح النفاق غاية والتملق عادة لقد بات الناس يبالغون في المجاملات والإطراء على بعض الأشخاص ويقدسونهم حتى جعلوهم في مصاف الأنبياء!! ؛؛ ومن الناس من يؤمن بمقولة أنا منافق إذًا أنا موجود أنا مخادع إذًا أنا موهوب... هذا هو منهجهم وتلك هي شريعتهم.

لا تتعجب يا صديقى عندما ترى أحدهم  يصمت ويدير وجهه عن الأخطاء التي يرتكبها الآخرون حتَّى يقبلوه بينهم، فهذا المنافق لا يقدر ولا يجرؤ على إظهار موقفه الحقيقي الرافض للخطأ، بل يتنازل عن ذلك في سبيل تحقيق نوع من القبول الاجتماعي،  لأنَّه يظن أنَّه لو لم يسلك هذا الطريق لأصبح منبوذًا منقطعًا معزولًا.

اتدرون من هو صديقى الذي ظللت أقنعه بـفوائد ”النفاق الاجتماعى” هذا ؟..

إنه “عقلى” ؛؛

أتدرون ما الذى قاله ؟؛؛

_ قال: “فليذهب الجميع إلى الجحيم، لن أكون مثلهم لن أنسى القيم والمبادئ والتربية السليمة من أجل حفنة انتهازيين وقحين ففى النهاية لن يصح إلا الصحيح، فما من شىء سأكسبه قادر على أن يعوضنى نفسى التي كنت سأخسرها، أنا كفرت بدين هؤلاء وعقيدتهم”.

معك حق يا صاحبى وأنا أيضًا؛؛ لقد كفرت بدين هؤلاء وعقيدتهم ولن أكون يومًا على شريعتهم.
الجريدة الرسمية