رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التفجيرات الأخيرة.. والدروس المستفادة!


علينا أن نقف طويلًا عند التفجيرات الأخيرة بالفحص والمراجعة حتى نخرج بدروس مستفادة أقلها مضاعفة درجات الحيطة والحذر فالإرهاب أعمى وأضل سبيلًا لا وطن له ولا دين.. وسيظل السؤال: كيف تمكن الإرهابي من دخول كنيسة مارجرجس بطنطا بينما عجز الآخر عن اختراق كنيسة الإسكندرية.. كيف حدث هذا التطور النوعي في العمليات من وضع متفجرات في محيط المكان إلى اختراق الأماكن بهذه السهولة وتفجيرها من الداخل..


وهو تطور ينبغي أن يزعجنا وأن يحفزنا طول الوقت لإبقاء أجهزة الاستشعار بكامل طاقتها بعد أن أصبحت دور العبادة أحد الأهداف الرئيسية للإرهاب لإحراج الدولة وإظهارها بمظهر غير القادر على حمايتها، وهو أمر تكرر للأسف بعد حادث كنيسة البطرسية بالعباسية.. وهنا يثور سؤال آخر: إلى متى تستغرق الدولة وأجهزتها في الجهود الأمنية لمحاربة الإرهابيين.. وإذا كان هذا الأمر من الأهمية بمكان لردع من تسول له نفسه إزهاق أرواح الأبرياء أو استهداف رجال الجيش والشرطة..

فمتى نجد جهودًا ملموسة لتغيير البيئة الفكرية والثقافية الحاضنة للإرهاب بذات الدرجة من الحيوية والكفاءة.. أين اللجنة التي أمر الرئيس بتشكيلها من كبار علماء الدين والاجتماع والنفس لبحث نقاط الضعف والقوة في المجتمع المصري وتنقية النصوص وصياغة خارطة طريق لتصحيح الأفكار المغلوطة وترسيخ الفهم الديني الصحيح.. أين جهود الأزهر والأوقاف والمثقفين وأطياف المجتمع المدني والجامعات ومؤسسات البحث العلمي والأحزاب السياسية والإعلام والمعارضة..

متى تصطف هذه القوى خلف استراتيجية موحدة لإنقاذ مصر من أزماتها في الاقتصاد والعنف السياسي والفقر والعشوائيات والمرض والفساد والجشع.. متى ندرك أن الخطر يحيق بالجميع وأن السفينة إذا نجت فإنها تنجو بنا جميعًا وإذا تعثرت -لا قدر الله- غرقنا جميعًا.. متى ندرك أن الروح المعنوية للمصريين باتت مستهدفة وأن الهدف هو إضعافها وخلق فجوة بين الشعب وحكومته وبين عنصري الوطن.
Advertisements
الجريدة الرسمية