رئيس التحرير
عصام كامل

لعنة الفراعنة تضرب الجمايلة في أسيوط.. انتشار الحرائق في كل أرجاء القرية منذ أسبوع.. الأهالي: الجن يعاقبنا بسبب التنقيب عن الآثار.. والأمن: اشتعال النيران بفعل فاعل

فيتو

روايات كثيرة كتبت في الجن وإيذائه للإنسان ولكن الغريب أن تنتقل هذه الحكايات الخيالية إلى الواقع في قلب صعيد مصر بمحافظة أسيوط بعدما انتشرت الحرائق في كل أرجاء عزبة الجمايلة بساحل سليم منذ أسبوع الأمر الذي فسره الأهالي بأن الجن ينتقم منهم بسبب التنقيب عن الآثار.


ويعيش أهالي عزبة الجمايلة بقرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم والذين يبلغ عددهم أكثر من 1500 نسمة، حالة من الذعر والهلع في ظاهرة غريبة لم تحدث من قبل بعدما اشتعلت النيران بأحد المنازل ثم انتقلت لـ8 منازل متجاورة وبعدها إلى 5 أخرى دون معرفة السبب للمرة الثالثة على التوالى.

استمرار اشتعال النيران
والأغرب من ذلك هو استمرار اشتعال النيران وامتدادها حتى طالت كل ما تجده وبمجرد إطفائها تعود مرة أخرى والتي بدأت منذ أكثر من أسبوع قبل واستمرت حتى وقتنا هذا والسبب مجهول، الأمر الذي جعل أصحاب المنزل يؤكدون أن أحد حراس الآثار من الجن هو السبب في اندلاع الحرائق وتكرارها أكثر من مرة بعد أن تأذى من الأهالي الذين حاولوا التنقيب عن الآثار فظهرت لعنة الفراعنة في حرق كل شيء وبطريقة غريبة جعلت أصحاب المنازل ينزحون من منازلهم إلى منازل أخرى خارج القرية.

وقال محمد معروف، فلاح، مقيم بمنتصف القرية، صاحب أحد المنازل المحترقة:" فوجئت منذ أيام باشتعال النيران في منزلى دون معرفة السبب فتوجهت لطلب المطافئ والحماية المدنية إلا أنه وبمجرد انطفاء النيران اشتعلت من جديد في منازل مجاورة لعائلات عثمان إبراهيم وإخوته وأحمد علام ومرسي على ".

التنقيب عن الآثار
وأضاف: "كل ذلك بسبب قيام أحد الجيران بالتنقيب على الآثار وإيذاء خدام وحراس المقبرة من الجن الذين سخرهم الفراعنة لحفظ ممتلكاتهم فقرر الجن الثأر لهم وأشعل النيران في المنازل بالتبادل، وهذا ما قرره الشيوخ الذين أتوا لمعرفة سبب اندلاع الحرائق، إلا أنني أتحدى الجن وراضى بقرار الله وقدره ولن أترك منزلي".

وأكد محمود راضى، أحد أصحاب المنازل المحترقة، أن وفد من الشيوخ جاءوا من القاهرة وأقروا أنه تم التنقيب عن الآثار بمنطقة تسكنها قبيلة مكونة من أكثر من 100 جن من الحراس الذين جندهم الفراعنة، إلا أنه ما زال صابرا ولا يطلب شيئا سوى إخلاء المنازل لحين السماح أو تقديم القربان، مما ينبأ بكارثة ومجزرة بين الأهالي، ولذلك قررت إخلاء منزلي وأخذت زوجتى وأولادى للإقامة عند أقارب زوجتي في القرية المجاورة لحين انتهاء الأمر أو فك لغز الحرائق.

وقال خالد فياض، 28 سنة، موظف بالمحمية الطبيعية بالوادي الأسيوطى، شاهد عيان على الحادث: إنه لم يكن يصدق قبل ذلك كل ما يقال حول الجن وإن لعنة الفراعنة ربما تدمر المنازل والأشخاص ممن يقتربون من آثارها، لكن ما رأيته جعلني في حيرة تامة، حيث توجهت مع بعض أصدقائى لإخماد نيران الحرائق بعد أن شاع الخبر وكنا نطفئ أحد المنازل إلا أن شجرة عنب متطرفة تقع على ضفاف الترعة وبعيدة عن المنازل اشتعلت دون أن يقترب منها أحد.

وقال فياض:" الأهالي حاولوا السيطرة على الحرائق إلا أن الجن يلاعبنا فنحاول إخماد حريق في جهة بالقرية ويشتعل آخر في الجهة الأخرى على بعد عشرات الأمتار، كما أن العائلات حاولت إرضاء الجن من خلال الشيوخ لكن النيران لم تهدأ منذ أكثر من أسبوع".

انتشار النيران
وأشار ضياء بكر، من سكان قرية مجاورة، أن "النيران تتبدل على المنازل وتندلع في أماكن مختلفة دون إيذاء البشر أو الأرواح من المواشي والطيور ولكنها تلتهم الأثاث وتندلع في الحوائط فنجد غرفة مغلقة تشتعل دون سبب وشجر المانجا يحترق من الأعلى، وبعض الزراعات بنطاق العزبة".

وأكد فياض سيد أمين شرطة شاهد عيان على وقائع الحريق، أن الأهالي يعيشون حالة من الرعب جراء النيران التي تشتعل وخاصة أن أحد المشايخ أتى إلى العزبة وقرأ القرآن وأكد للمواطنين أن الجن طيب ولا يريد إيذاء أحد، ولكن ما سببوه له جعله ينتقم منهم ويصمم على إخراجهم من المنطقة.

وأضاف:" قال الشيخ إنه لن يتم صرفه هو وقبيلته إلا من خلال ذبح طفلة وإسالة دمها، ولكن نظرا لصعوبة الطلب قرر بعض أهالي العزبة الخروج وبالفعل شهدت العزبة مساء الثلاثاء الماضي انتقال 13 أسرة وإخلاء منازلهم واللجوء لأقاربهم في قرى مجاورة".

قوات الحماية المدنية
وانتقلت قوات الحماية المدنية وسيارات الإطفاء ومازالت منذ أكثر من 3 ليالى متتالية أمام المنازل لا تفعل شيئا سوى التنقل للسيطرة على الحرائق في الاتجاهات المختلفة، وأكدت مباحث المركز برئاسة المقدم أحمد عبد المالك أن الحادث ربما يكون مفتعلا بفعل فاعل والتحريات جارية حولها والبحث أن كانت تربط تلك العائلات خصومات بعائلات أخرى أو لا.

وتوجه أهالي القرية إلى المسئولين ومشيخة الأزهر ورجال الدين والمتخصصين لإخراجهم من النكبة التي يعيشون فيها وإيجاد حل فوري للأسر المهددة والمشردة التي انتابها الرعب والقلق فلم ترى عينهم النوم قط منذ أسبوع تواصلت فيه الحرائق، وخاصة أن معظمهم من عائلات مختلفة وبعضها لا تربطها بهم أي مشكلات.
الجريدة الرسمية