رئيس التحرير
عصام كامل

خطوة مهمة.. ولكن


صحيح أن الحوادث الإرهابية جمعت المصريين-كالعادة- على قلب رجل واحد؛ لكننا ينبغي ألا ننتظر مثل تلك الحوادث حتى نتحرك في طريق تمتين وحدة نسيج الأمة فلا بد أن نفتح الملفات كلها، ونعيد النظر في المعالجات الحالية على مستويات الأمن والفكر والثقافة، حتى ندفع بالأمور في مسارها.. صحيح أن المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب خطوة مهمة سوف تتلوها خطوات أبعد على طريق التشريع والردع.. لكن لا بد من تغيير البيئة الحاضنة وكسب الأجيال الجديدة في صف الدولة؛ فليس الإرهاب وحده هو عدونا اللدود بل ثمة أعداء آخرون لا يرضيهم لمصر أن تقوم ولا أن تنهض.. وعلينا أن نجيب عن سؤال مهم: من المستفيد مما نحن فيه.. حتى نعلم من هو العدو الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب في الداخل والخارج.


ونحمد الله أن شعب مصر لا يزال على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات والمخاطر، فهو يدرك أن هدم الدولة هو الهدف بتصدير صورة قاتمة للخارج ولي ذراع السلطة وممارسة الضغوط عليها لابتزازها وهو هدف اجتمعت له قوى وأطراف عديدة هنا وخارج هنا بالتمويل والتخطيط والمعلومات؛ وهو الأمر الذي لا يبرئ بحال تقصير المقصرين ولا تقاعس المتقاعسين أيًا ما كانوا.

لكن هل نجح الإرهاب في ذلك.. والجواب يتوقف على مدى استعدادنا نحن للقبول بهذا الوضع والخضوع له أو رفضه وتحديه ومقاومة أغراضه الخبيثة.. وهنا علينا أن نترجم هذا الرفض إلى صمود وإصرار على المواجهة بالتماسك الداخلي والاحتشاد خلف الدولة التي لا يتوانى أعداؤها عن استهدافها وتفكيكها ليسهل التهامها والزج بها في أتون الفوضى التي لن تحدث أبدًا بإذن الله.
الجريدة الرسمية