رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«جاموسة» داعش.. والأزهر!!


فتحت التلفاز منذ عدة أيام، فرأيته وقد اكفهر وجهه وازمهرت عيناه وقد استشاط غضبًا ليقول: "إن الأزهريين راضعون مع الدواعش من (جاموسة) واحدة".. لأجد نفسي قد أشفقت عليه، فهذه هي بضاعة المفلس، كما أنني لم أكن أتخيل يومًا ما أن باحثًا إسلاميًا كما يصف نفسه -في صفحته على Twitter- أن ينزل إلى هذه الدرجة من الإسفاف في الألفاظ والدلالة.


أما إسفافه في كلامه فهذا أمر يخصه، فتلك آدابه وثقافته، لا يستطيع أحد أن يحجر عليها أو أن يهذب منها؛ أما مضمون كلامه، فهذا أمر يخص العالم كله، مسلميه ومسيحييه، شرقه وغربه، فالأزهر هو هبة الله للعالم؛ لنشر الفكر الإسلامي الراشد في أرجاء الكون.

وقد زعم الباحث – كما يصف نفسه - أن الوضع الحالي لمناهج الأزهر قد تؤدي إلى حرب أهلية.. في حين نرى الباحث المذكور يؤلب المسيحي ضد المسلم فيقول ما نصه: "إن المسيحي الصابر قد ينفجر في لحظة ما ويعمل زي المسلم".. أليس كلام الباحث المذكور هو طيف جنون أو بالأحرى دعوة إلى حرب أهلية.

أنا لا أعرف للمذكور أن له فكرًا إسلاميًا، فلا أعرف عنه إلا محاولات بائسة للهجوم على التراث تارة والأزهر وقاداته تارة أخرى وهو في كل هذه المحاولات نراه يحمل الضغناء ضد علماء الأمة وعلماء الأزهر.. إلى أن ظهر أخيرًا يصول ويجول في الإعلام، وقد فتح الإعلام له أبوابه، ليذكر لنا بعضا من خزعبلاته مثل قصة (الجاموسة) والحرب الأهلية وغلق المعاهد الأزهرية.

واسمح لي أيها القارئ أن أوضح لك ما هو سبب خزعبلات الباحث المذكور: أولًا: قصور في المعرفة، ثانيًا: قام بقطع بعض النماذج من كتب الأزهر عن سياقها العام خدمة لأغراضه، ثالثًا: يرجع المذكور – متعمدًا أو جاهلًا - إلى طبعات قديمة من كتب الأزهر غير المقررة الآن بسبب مراجعتها وعدم مواكبتها العصر، رابعًا: يستنتج المذكور - بفهمه هو - من النص ما لا يحتمله النص تحقيقًا لهدفه، خامسًا: ينسب المذكور من الكتب إلى الأزهر مما ليس من كتبه.

السادة القراء.. إن قرابة 40 ألف طالب وافد، يدرسون مناهج الأزهر، من 106 دول حول العالم، فهل اشتكت دولة ما من مناهج أو خريجي الأزهر؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية