رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب تدفع ترامب للتراجع عن فكرة ضرب كوريا الشمالية

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

استغل زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، «يوم الشمس» العرض العسكري المهيب لتوجيه رسالة تهديد مباشرة إلى أمريكا، وبالفعل تصاعدت حدة التصريحات بصورة مفزعة، ما جعل البعض يعتقد أن الحرب مقبلة لا محالة بين الولايات المتحدة وبيونج يانج، خاصة بعد إعلان إدارة ترامب إلقاء «أم القنابل» على أفغانستان.


وتراجعت واشنطن عن فكرة توجيه ضربة عسكرية إلى كوريا الشمالية، ورصدت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عددا من الأسرار والأسباب، التي دفعت أمريكا للتراجع عن فكرة ضرب كوريا الشمالية:

تهور الزعيم
يبدو أن تهور، كيم جونج أون، بحسب صحيفة «ذا ديلي ميل» البريطانية، كان أحد الأسباب الرئيسية، التي دفعت ترامب للتراجع عن ضرب كوريا الشمالية، خشية أن يضع جميع أنحاء منطقة شرق آسيا في خطر بالغ.

وقالت الصحيفة البريطانية: «رغم أن ترامب ينظر إليه على أنه متهور، وقد يتخذ قرارات متهورة، لكنه يدرك متى يمكن التوقف، وهو يدرك أن أي نزاع مع بيونج يانج سيكون مدمرا بصورة غير مسبوقة للمنطقة، وينذر بحرب عالمية حقيقية».

ونقلت الصحيفة البريطانية عن المحلل السياسي، مارك ألموند، قوله: «زعيم كوريا الشمالية يدرك أنه رغم تهديداته لأمريكا لن يفوز، ولكن ترامب يدرك أيضا أن قرار حربه بمثابة انتحار، كليهما يعلم جيدًا أنه لو اختار الدخول في حرب سيحول بلده إلى حمام دم، كما سيتعرض لإهانة كبيرة يصعب عليه التراجع بعدها».

توازن القوى
توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى كوريا الشمالية، سيكون من شأنه تغيير كبير في توازن القوى في منطقة متفجرة، هذا ما وصفت به مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية سبب تراجع ترامب عن فكرة ضرب بيونج يانج.

وأوضحت المجلة الأمريكية قائلة: «هناك توازن حقيقي تم خلقه في المنطقة، حيث يتم تقاسم وتوزيع النفوذ في المنطقة ما بين الصين وأمريكا وروسيا، حيث تحظى أمريكا بدعم كوريا الجنوبية واليابان، فيما تربط بكين وبيونج يانج اتفاقات تجارية واسعة، فيما لا ترغب روسيا في زيادة النفوذ الأمريكي في المنطقة أو نشرها منظومة ثاد في شبه الجزيرة الكورية، حتى لا تشكل تهديدا على الأمن القومي الروسي».

ومضت المجلة قائلة: «الإعلان عن ضربة في هذا التوقيت كان سيشكل خللا كبيرا، لذلك التوازن، وقد يدخل واشنطن في صراعات مع قوى كبرى».

الدعم المفقود
نقلت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، عن مصادر داخل البيت الأبيض، أن السبب الأبرز، الذي دفع ترامب للتخلي عن فكرة ضرب كوريا الشمالية، هو عدم حصوله على الدعم الدولي المطلوب لتلك العملية.

وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته: «ترامب كان يعول كثيرا على الحصول على دعم روسيا والصين لتوجيه ضربة محدودة تحد من قدرات كوريا الشمالية، لكنه لم يحظ بهذا الدعم، بالعكس وجهت له رسائل قاسية من بكين وموسكو».

الشعب الكوري الجنوبي
من جانبها، أوضحت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية أن الشعب الكوري الجنوبي، وعدم تأييده التصعيد مع جارتها الشمالية، كان أحد أبرز الأسباب للتراجع عن فكرة توجيه ضربة عسكرية، لأنها لا تحظى بدعم الجبهة الداخلية.

وأشارت المجلة الأمريكية: «الوضع الحالي يناسب الجميع، فالشعب الكوري الجنوبي ليس مستعدًا بأي حال من الأحوال لحرب شاملة، لقد عاش عقودا من الازدهار الاقتصادي لن يفرط فيها لأي سبب».

وتابعت قائلة: «أي هجوم أمريكي كان سيخلق موجة واسعة من الانقسامات في المجتمع الكوري، الذي تربطه علاقات قرابة كبيرة مع عائلات عديدة في كوريا الشمالية، ورغم العداوة الرسمية، إلا أن هناك تقاربا شعبيا، يجعل نشوب حرب، بحاجة إلى تجهيز الجبهة الداخلية أولا».

توابع مخيفة
لا يزال يحوم بشأن أي رئيس أمريكي شبح «هيروشيما ونجازاكي»، فلن يخاطر أي رئيس للولايات المتحدة، حتى لو كان ترامب بتكرار تلك التجربة المريرة، ذلك ما ذكرته مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية لتحليلها المواقف العسكرية الأمريكية تجاه كوريا الشمالية.

كما حذر موقع «بولتينو» الروسي من أن خبراء عسكريين روس تحدثوا بوضوح استعدادهم بقوة للرد على أي تهديد على أمنها القومي.

وتحدث أكثر من خبير روسي بشأن احتمالية تأثير أي هجوم نووي محتمل على موسكو، حيث قال مدير الدراسات الكورية في معهد دراسات الشرق الأقصى، قسطنطين أسمولوف: «في حالة وقوع هجوم أمريكي على أي من المنشآت النووية الكورية الشمالية فإن هذا سيشكل تهديدا غير مباشر لنا».
الجريدة الرسمية