ترامب يبلع وعوده!
قال صديقي المهتم بالشأن العام ألا تلاحظ أن الرئيس الأمريكي الجديد ترامب يبتلع وعوده واحدا تلو الآخر ويتصرف بشكل مختلف ويتخذ قرارات تتناقض مع هذه الوعود؟.. لقد ظل يكرر بإلحاح أن أمريكا تحت رئاسته سوف تتعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب، ولكنه منذ أن تولى الرئاسة وهو يسلك طريقا آخر هو طريق التصادم وليس التعاون مع روسيا وتوج ذلك بتأييد زيادة العقوبات الغربية على روسيا..
كما أعلن مرارا خلال حملته الانتخابية أنه سوف ينهي السياسات الأمريكية الهادفة لإسقاط الأنظمة ولكنه في الأزمة السورية تصرف عكس ذلك حينما سار على خطى أوباما الهادفة إلى إسقاط نظام بشار الأسد.. كذلك أعلن ترامب أن بلاده سوف تتفرغ تحت رئاسته لاستعادة قوتها وإعادة بناء اقتصادها لتتخلص من الضعف الذي اعتراها خلال السنوات الأخيرة، رافعا شعار أمريكا أولا، ولكن ترامب يسهم الآن في زيادة التوتر العالمي وتأزيم أوضاعه.
قلت لصديقي ألم أنبهكم من قبل إلى أن الرئيس ترامب سوف يفاجئكم بل ويصدمكم حينما يصير رئيسا لأمريكا بقراراته ومواقفه وسياساته أيضا.. شخصيته جعلتني أستنتج ذلك.. فهو ليس رجلا أيديولوجيا أو رجل دولة وإنما هو رجل أعمال فقط، وتحديدا رجل أعمال يعمل في مجال المقاولات والعقارات.. لا يرى غضاضة في أن يتحمس اليوم لصفقة ثم يفقد حماسه لها غدا، الذي يحدد ذلك الربح والخسارة الشخصية أولا.. وهذا ما يفعله ترامب الآن.
