رئيس التحرير
عصام كامل

آية حجازي ومحمد حسانين.. لقاء طال انتظاره 1085 يوما

آية حجازي ومحمد حسانين
آية حجازي ومحمد حسانين

ينادي الحاجب « محكمة» ينتبه الحضور.. الجميع في ترقب، دموع الأم ممزوجة بدعائها « يارب براءة تعبنا»، في القفص زوجان يرتديان ملابس السجن البيضاء، لسان حالهما كالعادة «تأجيل»، القاضي ينادي: آية محمد نبيل حجازي،، تجيب «أفندم » كذلك محمد حسانين مصطفى فتح الله يجيب «موجود» هنا يقرأ المستشار محمد الفقي حيثيات القضية وينتهي: بعد الإطلاع على أوراق القضية قررت المحكمة إخلاء سبيل المتهمين وإسقاط التهم المنسوية إليهم.


بعد 1085 يومًا والفراق مصيرهما، تعاهدا فيها على استكمال المشوار، ومواجهة ظلمة السجن طالما يتسلحان بالحب، ويتزودان بالإخلاص والود، أخيرًا يلتقى الأحبة.

أما آية حجازي، تلك الفتاة العشرينية التي قدمت من الولايات المتحدة الأمريكية بعد استكمال دراستها للحقوق بجامعة جورج تاون لتلتحق بركب الثوار، عاقدة العزم على أن تسخر كل طاقاتها وإمكانياتها التنموية والمادية، في تحقيق حلمٍ طالما راودها ببلاد المهجر، وهو أن تصبح قاهرة المعز مدينة أفلاطونية ينطلق شعاعها من ميدان التحرير.

التقت "آية" بشاب خمري اللون من أبناء حى إمبابة بمحافظة الجيزة، يدعى محمد حسانين، تخرج هو الآخر في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ولم يكن أحدهما يعلم أن القدر يومًا سيجمعهما تحت سقف بيت واحد، ليصبحا زوجين، يجسدان نموذجًا لكل معاني الحب والتضحية.

والتقت أفكار الشابين بل وتقاربت، وعكفا على تحقيق أحلامهما على أرض الواقع، وفى ظل الحراك السياسي الذي شهدته مصر عقب ثورة الـ25 من يناير، أسست آية حجازي وزوجها، بمشاركة عدد من أصدقائهما مؤسسة "بلادى.. جزيرة إنسانية"، بهدف القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع من خلال تأهيلهم نفسيًا وعلميًا عن طريق الموسيقى والرسم.

ولما كان ميدان التحرير ملهمهما، حرصا أن يكون مقر مشروعهما الإنساني في رحابه، وبالفعل اتخذوا من أحد العقارات بشارع محمد محمود المجاور لميدان التحرير مقرا له، بعد موافقة الجهات المعنية، وبدأ الجميع يعمل على قدم وساق كل حسب موقعه وطاقته، وسط تجاوب كبير من الأطفال الذين اكتظت بهم ساحات التحرير عقب اندلاع الثورة، ومع كل حدث جلل.

وجاءت غرة مايو من العام 2014، ليصبح ذلك اليوم تاريخا لن يمحى من ذاكرة الزوجين ورفاقهما، عندما اتهم والد أحد الأطفال الذين يترددون على المؤسسة بأن ابنه تعرض للتعذيب وتم استغلاله في أعمال مخلة للآداب العامة، حينها تم القبض على الرفقاء، وتبدل الحال، وتفرق الحبيبان، لينطبق عليهما المثل القائل «دوام الحال من المحال».

ليأتي 16 أبريل لعام 2017 وتقضي محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد مصطفى الفقى، ببراءة آية حجازى و7 آخرين من اتهامهم بالاتجار في البشر، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة العاشقين، بعدما قضيا من عمريهما 3 سنوات سوف يحكيان عنها للأبناء والأحفاد وتخلدها كتب التاريخ والروايات.


الجريدة الرسمية