رئيس التحرير
عصام كامل

مجتمع خال من العنف والإرهاب.. كيف؟!


آن الأوان لتبني هدف إستراتيجي نحو مجتمع خالٍ من العنف والإرهاب والفساد والمرض.. مجتمع متماسك بفضائله وقيمه الحضارية الموروثة وتعليمه الجيد.. مجتمع الترابط الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. حتى نظل مجتمعًا في رباط إلى يوم القيامة.. آن الأوان لتغيير مفاهيم مغلوطة كثيرة ترسخت لأنها لم تجد من يفندها أو يتصدى لها ولو بعمل درامي جيد، يعيد صياغة الوجدان المصري على أسس سليمة، يعيد زرع قيم الولاء والانتماء والتعايش والترابط والاجتهاد وإتقان العمل، مجتمع خالِِ من مفاهيم مغلوطة تكرس العنف والكراهية وتغرس بذور الفتنة على أساس الطائفة أو المذهب أو الفئة أو الدين.. حتى لا نصل إلى مرحلة يخلع هؤلاء وأولئك رداء الوطن ويتمترسون خلف أسوار الطائفة أو النقابة أو الجماعة أو العشيرة.


نحن في حاجة لاصطفاف وطني حقيقي يبادر إليه جميع أفراد المجتمع، حتى نحاصر دعوات التعصب والتطرف التي لا تمت للأديان بأي صلة، وإذا كان رهان الإرهابيين ومن يدعمهم على تفكيك وحدة الشعب المصري، والإيقاع بين عنصريه بحوادث طائفية فقد أثبتت الأيام أن هذا الشعب يملك وعيًا فطريًا، ولن تفلح محاولات الفتنة التي يرفضها المصريون بكافة فئاتهم منذ حاول داهية السياسة البريطاني اللورد كرومر تكريس مبدأ "فرق تسد"، والذي اعتراف بفشله الذريع في الوقيعة بين أبناء الشعب المصري، وتكريس الفرقة بين مسلميه وأقباطه.. فإذا كانت بريطانيا العظمى في أوج ازدهارها قد فشلت في النيل من وحدة آبائنا فهل ينجح الخسيس في ذلك؟!
الجريدة الرسمية