رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مستشفى المعلمين في بني سويف «خرابة» للأشباح.. «تقرير»

فيتو

سيطر الغضب على أعضاء الجمعية العمومية لنقابة المعلمين في بني سويف؛ بسبب تأخر تشغيل مستشفى المعلمين، المنشأ منذ أكثر من عشرين عامًا، على مساحة 20 ألف متر بمدينة بني سويف الجديدة، بشرق النيل، وهو مبنى من ثلاثة طوابق ويضم 70 سريرًا وأجهزة ومعدات طبية، كلفت النقابة أكثر من 15 مليون جنيه، والمعلمون لا يستفيدون منها، رغم ما يستقطع من مرتباتهم شهريًا لصالح المستشفى، الذي أصبح «خرابة» تسكنها الأشباح والحيوانات الضالة.


ورصدت «فيتو» حالة المستشفى، الذي أصبح مهجورًا وتأكل أشعة الشمس صيفًا والأمطار شتاءً في جدرانه، بينما تآكلت معداته وأجهزته، وأصبحت قابلة للتكهين في مبنى كامل المرافق والإنشاءات، ومقام على مساحة 14 ألف متر بالإضافة لمساحة 6 آلاف متر أخرى ملحقة بالمبنى الذي يقع في منطقة حيوية بمدينة بني سويف الجديدة، بشرق النيل؛ لكنه أصبح مرتعًا للحيوانات الضالة، وراغبي ممارسة الرذيلة، خاصة وأنه يخلو من أي وسائل للتأمين، وتحيطه الرمال، بينما يختفي جزء كبير من سور المبنى خلف حشاش «العاقولة» الحاضنة للحيوانات الضالة والثعابين والحشرات السامة.

ويقول محمد عبدالحليم، مدرس بجامعة بني سويف زودت المستشفى بالمعدات والأجهزة الطبية وأجهزة ومعامل التحاليل وأطقم الأطباء والتمريض والإداريين، ولكن جاءت ثورة 25 يناير التي تبعتها فترة انفلات أمني تعرض خلالها المستشفى للسرقة.

وأضاف محمد سيد، مدرس، إن فترة إشراف كلية الطب على المستشفى كانت الأفضل؛ ولكنها لم تستمر طويلًا، مؤكدًا أن المستشفى في تلك الفترة كانت تعمل 24 ساعة، بطاقة 130 سريرًا، و12 عيادة خارجية لكل التخصصات، وبها 8 حضانات، وقسم خاص للأطفال المبسترين، و20 سريرا خاصا بالعناية المركزة، وكانت تستقبل معلمي محافظة بني سويف وأسرهم، وتتحمل 50% من تكاليف العلاج أو العمليات، وتتحمل النقابة 25%، ويتحمل المريض 25% الباقية.

وتابع: "تعاقدت المستشفى أيضًا مع بعض النقابات الأخرى، مثل الأطباء والمحامين والمهندسين، وبعض الشركات والمصانع والمصالح الحكومية مثل البريد، ولكن جاءت ثورة يناير لتطيح بالمشروع بأكمله".

واقترح شريف عيد، معلم، استغلال المستشفى للاستفادة من إمكانياتها، وتأجيرها إلى إحدى الجهات الحكومية أو الخاصة لإدارتها مع منح مزايا للمعلمين تتمثل في منح أعضاء النقابة خصومات عند تلقيهم العلاج أو إجرائهم عمليات هم أو أفراد أسرهم، واستغلال مساحة الأرض المجاورة للمستشفى التابعة للنقابة؛ لإقامة حديقة ونادٍ للمعلمين بمدينة بني سويف الجديدة شرق النيل.

من جانبه، أكد مصطفى الديب، رئيس لجنة تسيير الأعمال بنقابة المعلمين في بني سويف، أن المستشفى منذ إنشائه وهو دائمًا محل شكوى من المعلمين، لدرجة أن الشكاوى كانت عنصرًا هامًا في تأخر الإنشاءات؛ بسبب تضرر المعلمين من الاشتراكات التي تخصم منهم بمقدار 2 جنيه شهريًا من المعلم و100 دولار سنويًا من المعلم المسافر بالخارج.

وأضاف "الديب" أن المستشفى تم تأجيرها لكلية الطب بجامعة بني سويف، عام 2008 مقابل 15 ألف جنيه شهريًا، وبعد مرور أقل من عام تم تأجير المستشفى من الباطن لأحد الأطباء مقابل 25 ألف جنيه شهريًا لتستفيد خزانتها بـ10 آلاف جنيه فرق الإيجار.

وتابع: دخلت النقابة في خلافات قضائية مع الجامعة، وتم إلغاء العقد وأبرمت النقابة عقدًا جديدًا مع أحد الأطباء، مقابل 480 ألف جنيه سنويًا، ومع تقاعس المستأجر عن الالتزام بالسداد لسرقة المعدات والأجهزة مرتين خلال ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013م، وتراكم الديون على المستأجر ودخول النقابة معه في نزاعات قضائية دخلنا معه في مفاوضات انتهت بتنازله عن العقد وتسليمنا المستشفى وسداد المستحق للنقابة عن عامي 2015 و2016، وأعلنا مؤخرًا عن تأجيرها مزايدة علنية، لأي من الشركات والهيئات والأشخاص الاعتبارية ذات الملاءة المالية المناسبة والخبرة، مؤكدًا أنه يتوقع استفادة المعلمين منها.
الجريدة الرسمية