رئيس التحرير
عصام كامل

القول الفصل فى أزمة أقباط مصر


تتداعى الأزمات القبطية وتتصاعد فى مصر بشكل واضح وملحوظ، مما ينذر بخلل واضح فى تركيبة المجتمع؛ لأن الشعب المصرى مسلمين وأقباط نسيج واحد متماسك، ولم نكن نرى هذه الحالة من التقسم والتحزب وظهور حالات التطرف والتشدد الدينى الواضحة فى مصر هذه الأيام من قبل، فأصبح السؤال عن الديانة قبل الوطنية والانتماء سلوك شاذ يمارسة بعض المتطرفين ومشعلى الفتن والحرائق فى مصر.


وما يحدث هذه الأيام من أزمة مدينة الخصوص ليس بجديد، ولن يكون الأخير فى ظل حالة الاحتقان السياسى الذى تعيشه مصر والارتباك الواضح لمؤسسة الرئاسة فى التعامل مع القضايا المصيرية للشعب المصرى.

والمؤسف هو خروج أصوات سياسية ودينية تفتقر للحكمة وفن إدارة الأزمات تشارك فى إشعال الفتنة وتصاعدها بدلا من سياسات احتواء الأزمة، وهذا بالطبع تفسيره شيء واحد أن متصدرى المشهد الآن يفتقرون للخبرة والرؤية الحكيمة فى إدارة الأزمات السياسية، والأهم من ذلك غياب الثقة الواضح بين مؤسسات الدولة والشعب فى الشارع وغياب العدالة ودولة القانون مما يؤدى لممارسات عنف لفظى وبدنى يؤدى لإشعال الموقف أكثر، فغاب فى مصر صوت العقل والحكمة وتعالى صوت الجهل والفتنة، ولكن حل الأزمة القبطية واضح إذا توافرت الإرادة السياسية لذلك فى خطوات واضحة ومنها:

1- إسراع الدولة فى خروج قانون بناء دور العبادة الموحد حتى تنتهى أزمة بناء الكنائس وهى أزمة يعيشها الأقباط بشكل واضح، وعملية بناء مؤسساتهم يحتاج لموافقة رئيس الجمهورية مما يشعرهم بالاضطهاد وعدم المساواة والعدل فى بناء دور العبادة الخاصة بهم.

2- أن تنتهى لغة الخطاب المتطرفة من المشهد المصرى أنهم أقلية دينية فهم شركاء فى الوطن ودورهم وتاريخهم السياسى والاقتصادى والاجتماعى واضح جدا لمن يريد أن يفهم أن مصر وطن للجميع.

3- غياب الإدارة الأمنية للأزمات القبطية فالأمن سلاح ردع، وعليه تقديم الجناة للعدالة فى القضايا القبطية الكثيرة التى تنتهى بلا مُدَان واحد، مما يشعر الأقباط بغياب واضح للعدل والقانون وليس دوره حل مشاكل دينية واجتماعية بل على مؤسسات الدولة السياسية والدينية التعاون للخروج من حالات الاحتقان الطائفى المنتشرة فى أزمة الملف القبطى.

4- دمج الأقباط بشكل واضح وعملى فى إدارة شئون البلاد عبر المناصب السيادية من نواب لرئيس الجمهورية والوزراء والمحافظون وكافة المناصب القيادية فى الدولة على أساس العلم والخبرة، وليس من أجل الترضية السياسية بتعيينات صورية فى مجلسى الشعب والشورى والمجالس المتخصصة ووزير للبيئة، فما حدث فى العصور الماضية يعاد تكراره فى عصر الثورة المصرية.
5- العمل على نشر قيم المحبة والأخوة بين المصريين فى المناهج الدراسية لكى نؤسس لأجيال قادمة تعزز مفهوم الوطنية المصرية وتغيب الأفكار السلبية عن الطائفية والمذهبية وغيرها من الأفكار والرؤى الهدامة التى تسعى لتمزيق المجتمع المصرى بشكل واضح.

مصر فى أزمة حقيقية، وطيور الظلام يعبثون بأمن مصر فى القضية القبطية ويريدون إحداث أزمة كبرى تفجر الأوضاع فى مصر، ومواجهة بين الشعب الواحد على أساس دينى لندخل فى صراع ينتهى بمطالب بتقسيم مصر وتكوين دولة للأقباط، وأحذر منه، وهو واقع معروف للجميع فهل نتعلم الدرس جيدا ونرى بأنفسنا ما حدث فى السودان أم يستمر الغباء السياسى والإدارة المرتعشة للرئيس فى هذه الأزمة المصيرية، وعلينا جميعا العمل مسلمين وأقباط على وأد الفتنة حتى لا تضيع مصر.
dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية