رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نهاية عصر اللا معقول


إسرائيل جزء من الهلال السنى في مواجهة الشيعة.. نعم، اللامعقول أصبح معقولا.. السعودية أحد نماذج الحكم الدينى المتجمد، أصبحت المدافع عن ثورة سورية مزعومة من أجل الحرية، لا معقول أصبح معقولا.. مصر التي تكتوي بنيران الإرهاب وتحاربه لم تستطع أن تدين هجمة البلطجة الأمريكية في سوريا لصالح تنامي الإرهاب، ومساعدته في السيطرة على سوريا.. لا معقول أصبح معتادا.. باختصار، اللا معقول أصبح معقولا ويمضى في طريقه، والشعوب العربية منه كما لو كانت قد اعتادت كل شاذ على أراضيها!!


يقول المعقول: إن سوريا وحلفاءها يحققون انتصارات على الإرهاب العالمى المتجذر على أراضيها بمباركةٍ وأموال عربية، والمنطق يقول إن من يحقق الانتصارات لا يسعى إلى توريط نفسه فيما يدفع العالم كله للوقوف ضده.. لذا فمن المنطقى ألا تتورط سوريا فيما ادعته آلة الغشم والبلطجة الترامبية الجديدة، بشأن استخدام الحرب الكيماوية، وهي التهمة البالية التي ساقها نظام المتجبر الجديد دونالد ترامب في هجمته غير الشرعية، بغطاء سعودى أردنى تركى إسرائيلى على أشقائنا في سوريا.

من المعقول أن تكون هجمات أمريكا على الدولة السورية وفق المواثيق الدولية المتعارف عليها، غير أن اللا معقول أن تتم وفق قرار منفرد من دولة اعتادت ممارسة الإرهاب دعما لتيارات خلقتها ومولتها وتدافع عنها في المحافل الدولية، وتسعى من أجل مساعدتها على السيطرة على الأرض العربية، وهو النهج الذي طالما واجهته مصر.. واجهناه في ثمانينيات القرن الماضى وحدنا، بينما كان العالم الغربى بقيادة أمريكا يجعلون من أراضيهم ملاذا آمنا للإرهابيين وقادتهم.

أن تتحول إسرائيل إلى صديق لعرب لا تزال أراضيهم نهبا تحت سيطرتها، ولا تزال فلسطين ترزح تحت نير احتلالها، باعتبارها الدولة الوحيدة على ظهر الكرة الأرضية المحتلة حتى تاريخه، فإن هذا حتى وقت قريب لم يكن معقولا.. سعْى العرب وعلي رأسهم مسئولون سعوديون للتقرب من الكيان المحتل لم يكن حتى وقت قريب علنيا، حتى أصبح يمارس هذا اللون من العشق المحرم علنيا، ومصدر فخر بل وتتهرب منه إسرائيل وتتنصل منه أمام شعبها.. كل ذلك لم يكن ضمن فئة المعقول وأصبح بفعل الواقع معقولا رغم أنوفنا.

صواريخ الإرهاب الأمريكي تدك مطارات الجيش الوطنى السورى، وبأموال عربية خدمة للإرهاب وجماعاته، وضمانة للسيطرة على مقاليد الأمور هناك، وتهديدا للأمن القومى المصرى، وسعيا لتوريط القاهرة فيما كانت تعتبره شرعية عالمية تقودها لوضع حد للإرهاب وجماعاته.. والمثير أن القاهرة التي طالما كان لها وجهة نظر مغايرة لرؤية المملكة في الملف السورى؛ تصمت وتسكت ولا تملك حتى حق الرفض والإدانة!.

التاريخ وحده سيلقى في سلة المهملات بمن تورط، ومن مول، ومن خطط بليل، ومن دبر مع عدو معروف، ومن خان، ومن هان، ومن تجاهل حقائق التاريخ، ومن حاول صنع مجد بالوهم، ومن توهم، ومن تجهم، ومن أطاع ومن باع ومن مارس الخداع.. والقاهرة لم تخن ولم تهن ولم تمارس الخداع، ولا يجب أن تفعل مهما كانت النتائج.
Advertisements
الجريدة الرسمية