رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

والمستندات مع الروس.. ماذا ستفعل مصر مع بريطانيا!؟


بينما كنا مسحوبين مذهولين مما يجري أمام أعيننا على شاشات فضائية بخصوص جريمتي الإرهاب في طنطا والإسكندرية، سواء يوم الدم والدموع، أو يوم استضافة الزميلين عمرو أديب وأسامة كمال لشقيق الإرهابي، وزوجته على التوالي وهو محزن ومؤسف خلق تعاطفا، كانت هناك معركة دولية حامية الوطيس(تعبير قديم مهجور لكنه الآن راشق في المعنى حقًا)، تجري محمومة في قاعة مجلس الأمن الدولي، طرفاها سافرونكوف نائب المندوب الروسي البلدوزر، والمندوب البريطاني.


ما وجه العلاقة بين الدموع والدماء والأشلاء في مصر، وطلقات المدفعية الروسية المدوية في الأمم المتحدة؟

وجه العلاقة أن ما جرى لنا في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وكنيسة مارجرجس في طنطا، أرجعه نائب المندوب الروسي إلى بريطانيا، وقال إن رعايتها وحمايتها للجماعات المسلحة غير القانونية وتمويلها وراء تفجير الأقليات والمسيحيين في الكنائس في أحد الشعانين-عيد السعف -في مصر يقصد!

وتوجه نائب المندوب الروسي سافرونكوف إلى المندوب البريطاني، وهتف فيه: إياك أن تهين روسيا، انظر إلى في عيني، ولا تشح بوجهك عني، لا تصرف وجهك عني. أنتم تعرقلون دور ميستورا (الموفد الولي في سوريا) وأنتم توسعون للجماعات الإرهابية!

العلاقة إذن وثيقة وموثقة بين جريمتين إرهابيتين على أرض مصرية، كشفت أبعادهما دولة كبرى بحجم روسيا، وحددت من الفاعل، وجهًا لوجه!

يلفت النظر أن المندوب البريطاني راوكروفت نزل عليه سهم الله وانكتم، وقد وبخه المندوب الروسي الشجاع واتهمه بإهانة تركيا وإيران وسوريا، لكنني لن أسمح لك بإهانة روسيا، فأنتم خائفون من إجراء تحقيق دولي حول استخدام الأسلحة الكيماوية، لأنكم تخشون الحقيقة!

والحق أن العقوبة الدولية الغربية سبقت التحقيق الدولي المستقل في سابقة تطيح بكل معايير العدالة والقانون الدولي!
لقد ضربوا سوريا قبل التحقيق والتحقق، واليوم سيجرون التحقيق ليتحققوا من الفاعل، وبينما يواصل تيلرسون القطع بأنه واثق أن روسيا لها دور في ضربة الكيماوي، يكذبه مساعد كولين بأول وزير الخارجية الأمريكية أيام بوش الأبن في تصريح كاشف لمحطة ( روسيا اليوم RT) تساءل فيه عن نهاية أكاذيب تيلرسون وجرأته عليها!

بغض النظر عن قضية الكيماوي وسوريا نفسها طلبت وروسيا والغرب وافقوا على تحقيق مستقل تقوم به المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، فإن علينا في مصر أن نطلب ثلاثة مطالب محددة تبدأ باستدعاء السفير الروسي أولًا قبل البريطاني، وأن نطلب منه تقديم الوثائق والمستندات الفيلمية والورقية والرقمية والعينية التي ساندت قلب ولسان نائب المندوب الروسي في مواجهة مندوب بريطانيا، إذا كانت روسيا صادقة حقًا في علاقتها وصداقتها بمصر، وإذا كانت صادقة حقًا في اتهامها لبريطانيا، ولا نظن أن اتهاما بهذا الحجم بين طرفين بهذا الحجم هو هواء وهراء!

المطلب الثاني أن تستدعي مصر فورًا السفير البريطاني وتسأله عن حقيقة الاتهامات التي تلقاها مندوب بلاده في مجلس الأمن خاصًا بالأوضاع ومعاونة الإرهاب وتمويله في مصر!

وبلا أدنى ريب، فإن الاتهام كبير وخطير، ولا بد من أدلة دامغة، ولا بد أن مصر حين تستدعي وحين تستفسر وتسأل ثم تساءل السفير البريطاني، ستكون متأكدة من أن وثائق الإدانة ضد بريطانيا تحت يديها.

المطلب الثالث، وما دامت الأوراق انكشفت واللعب على المفضوح، فنحن نتصور أن على الخارجية المصرية أن تحيل إلى مجلس الأمن الدولي المستندات والمعلومات والمواد العينية القاطعة بتسليح دول في المنطقة، أبرزها قطر، للإرهاب، في مصر. ونتصور أن عقد مؤتمر صحفي عالمى يسبق إحالة أوراق دول دعم الإرهاب إلى جلسة علنية في مجلس الأمن، سوف يقطع الطريق على أية مزايدات أو ضغوط أو تراجع!

هذه فرصة ذهبية بكل المقاييس لكي يواجه الغرب المنافق، وبالذات بريطانيا، مسئولياته، ولكي نضع دولة مثل قطر في حجمها، لا تتجاوزه، ولا تتمطع خارجه وإلا سقطت منه!

جلسات مجلس الأمن القادمة ستكون هى التوك شو الليلي الدولي بلا منازعة، يستمتع فيها العالم كله عمومًا، ونحن الضحايا خصوصًا، بالهجوم الروسي والمكر البريطاني، والتدبير الأمريكي الصامت.
نتوقع أن تتحرك الخارجية المصرية سريعًا، قبل أن تبرد جبهات القصف، وتتداخل المصالح، وتتراضى وتختفي الأدلة تحت إغواء متبادل بين الكبار!
يا عرب أنتم اليوم مجرد كرة تتقاذفها أقدام الكبار.
Advertisements
الجريدة الرسمية