رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. خريطة الصراع الإقليمي والدولي على «سقطرى».. مركز التحكم في الملاحة الدولية.. تنافس أمريكي روسي لإحكام السيطرة.. صراع قطري إماراتي.. ومصر تراقب من بعيد

فيتو

فجأة أصبحت جزيرة سقطرى التي تبلغ مساحتها 3500 كيلو متر مربع محل اهتمام وتنافس إقليمي دولي على الجزيرة التي تسيطر على أهم خطوط ومضايق الملاحة البحرية وسط حملة إيرانية قطرية تزعم سيطرة وفرض الإمارات الوصاية عليها في وقت تراقب مصر فيه الأوضاع، نظرا لأهمية الجزيرة في تهديد الملاحة بقناة السويس.


تقع جزر أرخبيل سقطرى اليمنية في المحيط الهندي على بُعد نحو 80 كيلومترا قبالة القرن الأفريقي، و380 كيلومترا في جنوب الساحل اليمني، وهي محمية للحياة البرية معترف بها من قِبل “اليونسكو”، كموقع للتراث الطبيعي العالمي.

للمزيد اضغط هنا 10 أماكن على ظهر الأرض.. «سقطري» باليمن..


الموقع الإستراتيجي
يرى ضابط البحرية والخبير الجيوستراتيجي في البحرية الأمريكية" ألفريد ثاير ماهان"، الذي توفي في 1914، أن "كل من يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية" لافتا إلى "إن المحيط الهندي هو المفتاح للبحار السبعة في القرن الحادي".


فمن يسيطر على سقطري يملك مفاتيح السيطرة على البحار السبعة الرئيسية في العالم، فهي تعد ممرًا إجباريا يتيح الوصول للمحيط الهندي والمحيط الهادئ وبوابة دخول للقرن الأفريقي، بالإضافة إلى كونه منفذا هاما يربط غرب وشرق آسيا بقارة أفريقيا وأوروبا.


ويمكن لأي قوة عسكرية في العالم تتمكن من بناء قاعدة عسكرية في سقطرى أن تصبح المسيطرة على أهم المضايق المائية في العالم، وهما "هرمز" وباب المندب، والذي بدوره يؤثر على الملاحة في قناة السويس ما يهدد المصالح المصرية، ومضيق ملقا الذي يفصل بين اندونيسيا وماليزيا. 


كما يستطيع من يسيطر على "سقطري" أن يوجه ضربات بالطيران أو الصواريخ إلى إيران وأفغانستان وباكستان والعراق وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا دون أن يخشى تلقى ضربات مقابلة.


صراع القوى الدولية
وتعد جزيرة سقطرى، منطقة صراع إقليمي ودولي، نظرا لموقعها المتحكم في الملاحة الدولية حيث يمكن أن تسيطر من خلاله على اربع مضايق بحرية، بالإضافة إلى شن هجمات ضد عدة دول دون وقوع أضرار.


وقد أصبحت سقطري فجأة محط أنظار القطريين والإيرانيين والإماراتيين والروس بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ تخلي الرئيس اليمني على عبد الله صالح عن الحكم في 2012.


الأطماع الأمريكية
وفي إطار السعي الأمريكي للسيطرة على المحيط الهندي بنت الولايات المتحدة قاعدة دياجو جارسيا في ارخبيل تشاجوس على بعد نحو 3 آلاف كيلو متر من جزيرة سقطرى.


وتشير تقارير إعلامية، إلى أن الولايات المتحدة عقدت صفقة مع الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، في 2010 بعد زيارة الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات المركزية الأمريكية إلى صنعاء، تقضي بمنحهم تسهيلات غير مسبوقة في الجزيرة لإقامة قاعدة عسكرية.


روسيا والحلم القديم
وفي مواجهة التوسع العسكري الأمريكي في المحيط الهندي، فإن روسيا من ناحيتها أعلنت أنها لن تتنازل عن رغبتها في إقامة قاعدة عسكرية لها في الجزيرة.


وكانت روسيا منذ استقلال اليمن الجنوبي عن بريطانيا وتأسيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تمتعت بامتيازات بحرية في عدن وسقطرى، لكن هذه الامتيازات لم تلبث أن تقلصت كثيرا بعد الوحدة اليمنية عام 1990.


وفي عام 2010، بعد اجتماع الرئيس صالح والجنرال الأمريكي بترايوس، أكد بيان من البحرية الروسية أن “روسيا لم تتنازل عن خططها في امتلاك قواعد لسفنها في جزيرة سقطرى".


إيران وصفقة الـ 3 مليارات دولار
ومع سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014، سعت طهران إلى إحياء حلمها بامتلاك جزيرة "سقطرى"، وأجرت طهران سلسلة لقاءات مع قيادات الميليشيا الحوثية وتوصلت إلى اتفاق يقضي بقيامها باستئجار الجزيرة وبعض الجزر الصغيرة المجاورة لمدة ١٠سنوات، مقابل 3 مليارات دولار سنويًا تقدمها للحوثيين مع زيادة التمويل العسكري للميليشيات بهدف تأمين وحماية تجارتها البحرية، إلا أن عاصفة الحزم أفشلت الصفقة.


كما سعت إيران إلى الاتفاق مع الروس والصينيين لتوفير قواعد أو تسهيلات بحرية في سقطرى ولكن لم تكلل جهودها بالنجاح حتى الآن.

للمزيد مصادر: إيران تفقد صفقتها الكبرى في اليمن 


قطر والإخوان
ومع تخلي على عبدالله صالح عن السلطة في اليمن، انتعشت آمال القطريين بدعم من حزب التجمع اليمني للإصلاح- الذراع السياسية للإخوان في اليمن- في فرض سيطرتها على جزيرة "سقطري" عبر جماعة الإخوان.


وهناك نشاط عسكري غامض لقطر في جزيرة "سقطري" يكشف دور الدوحة في دعم الإرهاب.


وسعت الدوحة من خلال جمعية قطر الخيرية (Qatar Charity) التي يشرف عليها الشيخ عبد العزيز بن جاسم آل ثاني، وهي جمعية ذات علاقة قوية بالأسرة الحاكمة وتعتبر واحدة من أذرعها في ممارسة النفوذ الخارجي، السيطرة على جزيرة سقطري، عبر المجهودات التنموية المدنية التي تقوم بها قطر في سقطري.


الحضور الإماراتي
ووضعت الإمارات عينها على الجزيرة، منذ بداية التدخل العربي في اليمن، فكانت أول من أرسل قافلة إنسانية في نوفمبر 2015، لمساعدة سكانها الذين تضرروا من إعصار «تشابالا».


وفي مارس 2016، وقع نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة المقال «خالد بحاح»، اتفاقية مع دولة الإمارات، لإعمار وتنمية «سقطرى»، عقب ذلك، دعمت الإمارات الجزيرة، بـ80 آلية عسكرية، تزامنا مع تخريج دفعة المتدربين في دولة الإمارات.


مصر و"سقطري"
تعد أهمية جزير"سقطري" لمصر، في أنها تتحكم في الملاحة الدولية كمضيق باب المندب وهو ما يؤثر على الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس التي تعتبر شريانا هاما للاقتصاد المصري، حيث أعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، أمس الثلاثاء، ارتفاع إيرادات قناة السويس لـ 564 مليونا و200 ألف دولار أمريكي.


وتشارك مصر بقوات بحرية ضمن عمليات التحالف العربي، وهي القوات التي تتواجد في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر يتيح لها متابعة الأوضاع في المنطقة الملتهبة.
الجريدة الرسمية