رئيس التحرير
عصام كامل

مختار نوح القيادي السابق بجماعة الإخوان: أؤيد فرض الطوارئ سنة وليس 3 أشهر لهذه الأسباب

فيتو

  • مبارك حكم مصر بالحديد والنار.. وعصره لن يعود
  • مبارك استخدم الطوارئ 30 عاما بلا مبرر.. والسيسي لجأ إليها مضطرا
  • ثورة الأقباط المصريين لن تحدث كما يتوهم مخططو التفجيرات
  • الإرهاب لن يحصد إلا خيبة الأمل بتماسك الجبهة الداخلية المصرية
  • مواجهة الإرهاب لم تتم بالأساليب العلمية
  • المجلس القومى لمكافحة الإرهاب تأخر كثيرا ولابد أن يضم كل التخصصات
  • نحتاج لعودة الحس الوطنى الذي اشتعل في 30 يونيو ثم تراجع
  • "الأعلى لمكافحة الإرهاب" خطوة في الطريق الصحيح
  • الأقباط تفهموا الأوضاع الأمنية لأنهم وطنيون



حوار- عصام هادى
قال القيادي السابق بجماعة الإخوان مختار نوح، إن هناك فروقًا جوهرية بين فرض حالة الطوارئ في زمن مبارك واستخدامها الآن من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق فرضها لحماية نظامه واستمراره في الحكم لأطول فترة ممكنة بينما لجأ إليها الرئيس الحالى لحماية أمن وأمان الوطن والمواطن.

"نوح" ثمن قرار الرئيس السيسي بتشكيله مجلسًا أعلى لمكافحة الإرهاب، واعتبره خطوة في الطريق الصحيح لمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره، مشيرا إلى أن المتورطين في تفجيري كنيستي "طنطا والإسكندرية" لا يمكن أن يكونوا مسلمين.. وإلى نص الحوار:


**في البداية كيف تقرأ المشهد السياسي بعد تفجيري "طنطا والإسكندرية".. وهل هناك علاقة بينها وزيارة السيسي لأمريكا؟
*بالتاكيد زيارة الرئيس السيسي لأمريكا والتقارب بينه وترامب في مواجهة الإرهاب أدى إلى إحباط جماعات الإرهاب الذين لا يمكن أن نسميهم "مصريين أو مسلمين" وإنما هم مجموعة من أعداء الأمة تسربوا إلينا عبر المنافذ وتمركزوا في سيناء وانتظروا فرصة فشل السياسة وحدوث انقسام داخل المجتمع ولم يحدث وانتظروا ثورة الإخوة الأقباط بعد تفجير البطرسية ولم يحدث وخابت آمالهم فبدءوا في التصعيد من أعمالهم الإجرامية لاسيما بعد أن تم القضاء عليهم في سيناء، وأتوقع الوصول إليهم وإلى تنظيمهم قريبا، وهذه الحوادث الإرهابية أدت إلى تحرك شعبى وفق مشروع وطنى واحد لمواجهة الإرهاب والهدف الذي فشل الإرهاب في تحقيقه هو ثورة الأقباط المصريين أو إلغاء زيارة البابا أو إفشال نتائج لقاء الرئيسين "السيسي وترامب".

**وهل تتوقع حدوث أعمال إرهابية أخرى ؟
من الممكن حدوث أعمال إرهابية أخرى ولكنها ستكون حلاوة روح أو رقصة الموت لهذه الجماعات الإرهابية التي تحاول إثبات وجودها ولو بعمل ليس ذات قيمة لأنهم في كل مرة لا يحصدون إلا خيبة الأمل وتماسك الجبهة الداخلية المصرية، لكن الشعب المصرى يدرك جيدًا نوايا الإرهاب التخريبية التي تسعى إلى هدم المجتمع وتقسيمه.

**تم فرض حالة الطوارئ عقب الحادثين الإرهابيين.. هل تعتقد أن مصر في حاجة لفرض حالة الطوارئ؟
*نعم مصر محتاجة إلى حالة الطوارئ رغم أن الرئيس السيسي فرضها لثلاثة أشهر وبالتالى هو لا يعتمد عليها كليًا أو كان أبقى عليها كمادة بالدستور الذي شرع في عهد المعزول مرسي، وهو جواز محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وبالتالى الرئيس السيسي ليس متشوقًا لحالة الطوارئ وإلا كان استخدمها وقت حادث البطرسية أو جعل نطاقها أوسع من سيناء ووقتها كان الكل سيستجيب لكن السيسي لم يلجأ إليها إلا مضطرا وهى تعنى أن تكون محاكم أمن الدولة العليا هي المختصة في هذه النوعية من القضايا وتكون المحاكمات سريعة بالبراءة أو الإدانة وخلال مدة قليلة، وكنت أتوقع أن تكون حالة الطوارئ بين 6 أشهر أو سنة لكن تم فرضها ثلاثة أشهر فقط.

**هل تعتقد إمكانية مد الطوارئ لمدد أخرى مثلما كان يحدث أيام مبارك ؟
*بالطبع لا لأننا عشنا 30 عاما في عهد مبارك بالطوارئ ولم يستخدمها ضد الإرهاب وإذا جئنا اليوم وفرض الرئيس السيسي الطوارئ ثلاثة أشهر لمواجهة الإرهاب تخرج أصوات تندد بالأمر رغم أننا نعيش مرحلة حرب حقيقية مع الإرهاب، وأنا كنت من المطالبين بأن تكون مدة الطوارئ عامًا أو 6 أشهر على أدنى تقدير؛ لأننا نعيش ظروفًا تقتضى فرض هذه الحالة التي تعنى محاكمة خاصة وإجراءات رقابة خاصة وإمكانية فتح الرسائل واستجواب المشتبه بهم وتفتيش السيارات دون إذن نيابة ومحاكمة سريعة ناجزة، هذه هي الطوارئ ومن يفهمها دون ذلك ففهمه قاصر على أيام مبارك وهو عصر مضى ولن يعود.

*إذن ما الفرق بين حالة الطوارئ أيام مبارك واليوم ؟
*الفرق كبير جدا.. مبارك حكم بالطوارئ ولم يكن يحتاج إليها طوال 30 عاما ولذلك كان يتطلب تجديدها كل ثلاث سنوات والشعب كان يعلم بكل طوائفه أنه سيجددها حتى وصلت إلى 30 عاما وهذا لأن عصره لم يتسم بالجدية والعمل والإنتاج واحترام مؤسسات الدولة وإنما اتسم بالتغول على القانون والحكم بالحديد والنار، وهذا لا نجد له أثرًا في عهد الرئيس السيسي؛ لأننا نرى رئيس الدولة وسط الناس معرضًا للقتل مثلهم وكذلك البابا تواضروس وكل العلماء والأساتذة يسيرون في مصر الآمنة إلا من هذه الفئة الضالة والمنحرفة التي تمارس الإرهاب، وبالتالى أيام مبارك لم نكن نحتاج للطوارئ أما اليوم فنحن نحتاج إليه لينعم المواطن بالأمان. 

ومن الصعب المقارنة بين طوارئ مبارك وطوارئ السيسي؛ لأن مبارك كان يستخدم الطوارئ في كل لحظة ضد المشجعين في السويس يوم أن اعتقلهم زكى بدر وكان يستخدم الضرب في السويداء لمن جاءوا بعد زكى بدر ولم يتكلم أحد، بل وصل تطبيق الطوارئ على المعارضين والمتظاهرين، أما الرئيس السيسي لجأ للطوارئ من أجل أمن المواطن وحمايته وليس إسكاته، ولذلك أنا أؤيد فرض الطوارئ الحالية لمدة 6 أشهر لأن 3 أشهر مدة غير كافية للمراقبة.

**هل تعتقد أن مواجهة الإرهاب لم تتخذ الطرق العلمية للقضاء عليه بدليل إطلاله علينا بين الحين والآخر؟
*هذا الكلام صحيح إلى حد ما، فالإرهاب يبقى في حالتين طالما بقى الإرهاب على أرض مصر وطالما بقيت الأفكار الإرهابية في الإعلام والتليفزيون وأساليب التحريض وعدم التعايش السلمى، وبالتالي المواجهة الحقيقية تحتاج إلى قيادات موهلة إداريا وعلميا وثقافيا، فنحن نحتاج إلى وزير تعليم يعرف كيف يربى النشء على هذا المفهوم، ووزير ثقافة يجيش المجتمع وفق هذا المفهوم، وقس على ذلك باقى مؤسسات الدولة، وبالتالى نحن نحتاج إلى منظومة متكاملة لاجثثاث جذور الإرهاب.

**الرئيس السيسي قرر تشكيل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب.. ما رأيك وما الدور الذي يجب أن يقوم به؟
*هذا المجلس القومى لمكافحة الإرهاب لابد أن يكون برئاسة أو تحت إشراف الرئيس السيسي لأنه لن يصدر توصيات أو تلميحات أو خطب رنانة ولكنه سيضع خارطة طريق للمستقبل، فسيتحدث عن وزارة للتعليم تجيد تربية الشباب على الحس الوطنى والمواطنة وهذا يختلف عن تدريس مادة التربية القومية، مجلس قومى يتحدث عن لجنة علمية دينية تنقى مناهج الأزهر من المفهوم الموروث والطريقة التقليدية في شرح أشياء عصرية والتخلص من كل ما يفرق الأمة، بالإضافة إلى إعادة ضم الدراسات الحديثة لطالب الأزهر ليكون صاحب قدرة على البحث وليس التلقى فقط لأن الآراء التقدمية للأفغانى ومحمد عبده لابد أن تشرح شرحا ممتعا والآراء التقدمية للشيوخ المحدثين لابد أن تشرح بشكل مشوق، كما يجب إعادة صياغة المناهج لتخاطب العصر وبالتالى المسألة كبيرة جدا، ولابد أن يضم المجلس علماء تاريخ لإعادة صياغته لأننا لا ننسى أن تاريخ عبد الناصر هو الذي أفهمنا جرائم الفساد وفساد السلطة الحاكمة، وهو الذي عرفنا سعد زغلول ومحمد فريد وعرابى ومصطفى كامل، لدرجة أن كل من كان اسمه كامل أطلق على ابنه اسم مصطفى وكل من كان اسمه فريد أطلق على نجله اسم محمد، فعشق القدوة يصنعها التاريخ، بالإضافة إلى ضرورة أن يضم المجلس علماء نفس وتربويين لأنه ثبت من خلال التاريخ الإرهابى للجماعات الإرهابية أن 90% منهم مرضى نفسيون.

**البعض نادى بدعوة المواطنين للإبلاغ عن أي إرهابى محتمل.. فما تعليقك على ذلك؟

*هي مبادرة أو دعوة مطلوبة في هذا التوقيت المهم، لكن نحن لدينا قوانين جديدة لم تحترمها الداخلية ومنها قانون الإبلاغ عن تأجير الشقق وصور وبطاقات المستأجرين، وبالتالى نحن لسنا في حاجة لتشريعات جديدة وإنما نحتاج إلى عودة الحس الوطنى لكل مواطن وقتها سيتحرك ضد كل ما يهدد أمن الوطن وسلامته، خاصة أن الحس الوطنى بعد 30/ 6 تراجع للوراء و"رجعت ريمة لعادتها القديمة"، وبالتالى مطلوب مشروع وطنى للمشاركة الشعبية، وهذا ما أشار إليه الرئيس وحينها لن يخشى أي مواطن من الإبلاغ ولن تقوى الداخلية على ظلم برىء.

**هل تعتقد أن التيار المحافظ داخل جماعة الإخوان يمثل عنصر أمان للجماعة في الوقت الحالى؟
*لا الجماعة الإرهابية لا وجود لها في مصر ولا يوجد شيء اسمه الإخوان أو التنظيم الآن؛ لأن وجودها يعنى دولة داخل الدولة وهذا مرفوض، فالجماعة انتهت ولا يوجد بها تيار محافظ وآخر غير محافظ؛ لأن أيديولوجيتهم واحدة، وكل ما في الأمر أنهم يجيدون تقسيم الأدوار وفى كل الأحوال هم أصبحوا مرفوضين من الشعب المصرى ككل.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية