رئيس التحرير
عصام كامل

سوف نبتهج رغم أنوفهم


المصريون هم صناع البهجة, يطلقون النكات وسط الظروف الحالكة, ومنذ ركوب الإخوان على صدر ‏الوطن, وكتم أنفاسه, فقد أحالوا حياة الشعب إلى جحيم؛ مؤامرات وأكاذيب وغرور وتسلط وحكم عبثى ‏وخزعبلات وأوهام.. أغرقوا الشعب فى بحار السياسة القذرة, لكننا سوف نلقى القبض على البهجة, ‏بالطرائف والنكات والضحك, وسوف نضرب اكتئابهم بـ«البرطوشة».‏

سوف نشارك صغارنا لعبهم ولهوهم البريء, نلعب مع أحفادنا, نستمع لصوت عبد الباسط, وعبد الفتاح ‏الشعشاعى, ونلتمس الجمال فى أدعية وتواشيح النقشبندى, ونرتقى معارج السماء مع محمد رفعت, وسوف ‏نستمع إلى فيروز وأم كلثوم وحليم وشادية وليلى مراد وآمال ماهر وهيفاء وإليسا وروبى, ونستمتع بمشاهدة ‏الأفلام الجديدة ونضحك مع هنيدى وهانى رمزى ومحمد سعد, ونرتاد المسارح وقاعات الفنون التشكيلية.‏
سوف نمارس عادة التسكع على كورنيش النيل واختلاس النظر للمحبين, لن نتردد فى الغناء الجماعى وسط ‏الشباب فى مركب يتهادى على صفحة النيل وأضوائه الملونة التى تدغدغ مشاعر ماء النهر, ونحضر حفلات ‏‏«منير» فى الأوبرا و«الحجار» فى ساقية الصاوى, لن نتردد فى الالتفاف حول عربة الفول فى الصباح الباكر ‏ونستمتع بفول المستوقد والسَّلَطَات والخبز الساخن وليمونة وطحينة زيادة, وطعم شاى الرصيف المجاور لعربة ‏الفول, وسط عمال وصنايعية وحرفيين لنضحك ونقهقه بعد تعليقاتهم الساخرة البريئة والبذيئة.‏
نندمج فى حلقات الذكر بعد صلاة الجمعة فى مسجد الحسين, وقراءة سورة ياسين بصوت عال جماعة فى ‏مسجد السيدة نفيسة, نزور المقام ونتبرك بنفحات نفيسة العلم, ونزور السيدة زينب ونقرأ الفاتحة لرئيسة ‏الديوان. ‏
سوف نلتهم لحمة الرأس والفشة والممبار ونص لسان فى مطعم الركيب, نتصفح الكتب فى سور الأزبكية, ‏ونفاصل فى ثمن الكتب, بعد أن يكتشف البائع إدماننا القراءة للعقاد ومحفوظ وسارتر وهيجل ونيتشة وبيرم ‏التونسى والمنسى قنديل ومحمد حسن عواد وصلاح جاهين وأسامة غريب والطهطاوى وعبد العزيز البشرى ‏وعمنا محمود السعدنى وأحمد رجب ونزار قبانى والأبنودى ونجم وجمال حمدان والمسيرى.‏
سوف نُقبل على الحياة ببهجة حقيقية, نشاهد أفلام الأبيض والأسود لـ«إسماعيل ياسين», و«فؤاد المهندس» ‏و«عبد المنعم مدبولى» و«عادل إمام» فى بداياته, و«مارى منيب» و«بديع خيرى».. "إنتى جاية اشتغلى ‏إيه", ونستلقى على أقفيتنا من الضحك.‏
سوف نبتهج بأعيادنا وأعياد أشقائنا الأقباط, نتشارك الفرح والحلم والأمنيات الطيبة, نقبل هداياهم بكل ‏حب ونهديهم حلاوة المولد وأـطباق عاشوراء وكعك العيد, وندعوهم لتناول الفتة واللحم فى عيد الأضحى, ‏لنلقى كآبة الإخوان وأيامهم السوداء فى أقرب سلة قمامة.‏









الجريدة الرسمية