رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قنبلة لا يكشفها الأمن


يفشل الأمن مرة، وينجح مرة، ليس لأنه جهاز فاشل بطبعه، ولكن لأن مواجهة غير منطقية فُرضت عليه.. فُرضت المواجهة الأمنية في قضية صورها «المرضى والمجانين والمخابيل» في أذهان شباب على أنه معركة من أجل الجنة... هو باختصار شديد خسارة للاستقرار وللأمن وللمجتمع.


ماذا تفعل خطة أمنية في مواجهة عنكبوت يعشش في العقول؟ وماذا يفعل ضابط كل مؤهلاته مواجهة لص في أوتوبيس أو قاتل مأجور يعشش في الحقول ليلا ليأخذ روحا مسالمة، وماذا يفعل ضابط أو شرطى تدرب على مواجهة السلاح بسلاح إذا ما كان سلاح الإرهابي يسكن عقله لا تراه بالتفتيش ولا تضبطه بأجهزة الكشف ولا تمسك به بمخبر سرى؟ ماذا يفعل رجل أمن في مواجهة عتمة تسكن القلوب وضباب يغلف العقول وقنابل يزرعها رجال يتحدثون باسم الله!!

التسامح في مواجهة الكراهية والحب في مواجهة الحقد والدين في مواجهة الدجل والإرادة في مواجهة المؤامرة.. كل ذلك هو السلاح الحقيقي في مواجهة جريمة تسكن عقل صاحبها أو يتم تسكينها وفق أحاديث وآيات، إنما أرسلها إلينا المولى عز وجل؛ لنتقارب ونتحابب ونبني ونزرع.

المواجهة الحقيقية ليست في مبنى وزارة الداخلية وليست في بنادق ورشاشات وقنابل.. الحل في سطور ضلت الطريق وعقول تاهت في دروب شيوخ القتل والتدمير.. الحل هناك في كتاب القرية والمعهد الدينى.. الحل على منابر التكفير والترهيب والتدمير وكل صنوف التخلف والجهل.. الحل في تعليم أطفالنا كيف يزرعون نبتة خضراء لا قنبلة سوداء.. الحل أن يعلم الناس كل الناس أن الحياة هبة من الله ولا تُختطف إلا بإذنه.. الحل أن نراجع الكتب والعقول والنفوس.. أن نفتش في ميراث لم نصنعه ولم يصنعه القدماء ليكون سيفا مسلطا علينا، إنما صنعوه وقدموه لعصورهم.. إذا فعلنا ذلك فإننا سنواجه مفجر طنطا ومفخخ الإسكندرية وقاتل الناس في كل مكان.
Advertisements
الجريدة الرسمية