رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «تفجيرات الكنائس» إرهاب في حضرة الأمن

فيتو

منذ أن تسلل الفكر الإرهابى خفية إلى عقول عدد من المصريين وساقهم إلى نيران التطرف وأقنعهم أن دماء الأنفس البريئة تحملهم إلى جنة الخلد وتقربهم من صحيح الدين وترفعهم في مرتبة الشهداء الصديقين، والمجتمع المصري يشهد عمليات إرهابية تستهدف أمن وأمان الأقباط باعتبارهم لا يؤمنون بدين هؤلاء ولا يعتنقون أفكارهم المتطرفة، وبالتالي فإن حرق منازلهم وإتلاف محالهم وتهديد حياتهم "حلال".


وكانت الساعات الأولى من عام 2011 نقطة تحول جذرية في طبيعة تلك الأعمال الآثمة، فقد أصبح هذا الفكر الأسود أكثر جرأة وأشد وطأة وتجاوز التوقعات وتمكن من اختراق الحواجز الأمنية بأريحية إلى أن نسف عبارة "الأمن مستتب" من الأذهان بانفجار وقع في قلب كنيسة القديسين بالإسكندرية راح ضحيته أرواح كان جل ما ارتكبته من آثام أنها قررت الاحتفال بالعيد بين جدران الكنيسة.



وبالرغم من فداحة حجم الخسائر التي نتجت عن انفجار القديسين، وارتفاع عدد الأرواح التي رحلت وأكملت احتفالها بالعيد عند بارئها، إلا أن الخسارة الكبرى والحقيقية كانت في نجاح أيدى الإرهاب اختراق الكنائس الخاضعة للتأمين المكثف، وبالرغم من أن هذا الحادث كان كفيلًا بلفت انتباه المسئولين إلى وجود ثمة تطور نوعي في أعمال الإرهاب، إلا أن مرور الزمن وتتابع الأحداث كان كافيًا وكفيلًا بأن ينسى الجميع وفى مقدمتهم الأمن وقواته ما حدث في القديسين، لذا فإنه لم يكن مفاجئًا أن تتكرر الكارثة.

وبالفعل في ديسمبر 2016، منذ بضعة أشهر فقط، وتزامنًا مع احتفال المصريين بالمولد النبوى، هز انفجار هائل سكون العاصمة، وتعالت الأدخنة من أكثر كنائس مصر أمانًا وتأمينًا، من الكاتدرائية.. قلب المسيحية النابض في مصر والتي تحظى بدرجة عالية من التأمين يصعب معه التشكك في أن تمس يومًا بضرر، ولكن أيدى الإرهاب فاجأت مصر بأكملها وعلى رأسها الأمن وأعاد الكرة من جديد وتمكن الإرهاب بفكره الأسود من تحويل قداس الأحد إلى أنهار دماء، ضاربًا بفعلته هذه عمليات التأمين وقوات الأمن في مقتل.



ونظرًا لأن "آفة حارتنا النسيان"، ولأننا نلدغ من الجحر ذاته أكثر من مرة، حول الإرهاب، اليوم الأحد، عيد الأقباط إلى مأتم، وصبغ أخضر السعف الذي يحمله المحتفلين بلون قرمزى كئيب، وذلك بعدما استهدف كنيسة مارجرجس بطنطا، وقتل بلا رحمة أرواح كانت تضع كامل ثقتها في القوات التي أحاطت بكنيستهم، ونزعت من نفسها أي خوف وقررت تحدى الإرهاب بالاحتفال في الكنيسة ولكن الأمن خذلهم هذه المرة أيضًا ولم يتمكن من قطع اليد السوداء قبيل أن تزرع الكرة في قلب الكنيسة فيأتى الحصاد دماء الأبرياء.





الجريدة الرسمية