رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. تفجير كنيسة مارجرجس.. كيف تحول العيد إلى سرادق عزاء

فيتو

في تمام الثامنة صباح اليوم، كان المئات من الأقباط بمحافظة الغربية يحتشدون داخل كنيسة مارجرجرس بطنطا، جاءوا إليها من كل صوب وحدب تعلو وجوهم الفرحة احتفالًا بعيد السعف، اصطحبوا زوجاتهم وأطفالهم ابتهاجًا وترحيبًا بقدوم ذكرى عزيزة على قلب وعقل كل قبطي.


انطلقت شعائر الصلاة واصطف القساوسة والشمامسة يرتلون أجمل الترانيم، ويطلبون من الرب المغفرة، وتحقيق الأحلام، فجأة سكتت أصوات القساوسة وعلت صرخات النساء والأطفال، بعد انفجار وقع في الصفوف الأمامية للصلاة، وتحول بهو الكنيسة إلى مسرح لواحدة من العمليات الإرهابية القذرة، التي ينفذها الإرهابيون ضد أبناء الوطن لا يفرقون فيها بين مسلم أو مسيحي.

بدأ المشهد أشبه بالجحيم، نساء يلطمن الخدود حزنًا على استشهاد أزواجهن، وأطفال يصرخون من فداحة المشهد، ورجال دين يتضرعون إلى الله بالدعاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأسر مسلمة وقبطية هرعت إلى مصرع الأحداث، لاستكشاف الأمر وتقديم يد المساعدة أملًا في إنقاذ أرواح أبرياء اغتالتهم يد الغد والخسة.

دقائق قليلة، وكانت سيارات الإسعاف تنقل جثث القتلى والمصابين إلى مستشفيات المحافظة، بينما كانت كاميرات الفضائيات تحاول أن تجد لنفسها مكانًا لنقل الصورة كاملة إلى عموم المصريين، فيما اندلعت على صفحات التواصل الاجتماعي معارك بين من يطالبون برحيل وزير الداخلية، وتحميل أجهزة الأمن مسئولية التقاعس عن حماية أرواح الأقباط، وبين من يرون أن الظرف الحرج الذي تمر به مصر يحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب واجتثاث جذوره.

المعلومات المتاحة حتى الآن تشير إلى احتمالين لا ثالث لهما إما أن تفجير الكنيسة تم عبر زرع قنبلة في الصفوف الأمامية للمصلين، وإما من خلال حزام ناسف استخدمه شخص مجهول تمكن من اقتحام الكنيسة وصل إلى باحة الصلاة وفجر نفسه وسط المصلين.

الرواية الأمنية غير الرسمية تشير إلى أن التفجير تم من خلال وضع عبوة شديدة الانفجار في الصف الأول بقاعة الكنيسة، غير أن تلك الرواية تبقى مجرد احتمال لم يتم التأكد من صحته حتى كتابة تلك السطور.

وكشفت صورة نشرها عدد من نشطاء الأقباط كيف انقلب العيد لمأتم كبير بعد أن أغرق الدم أغصان الزعف، وتحول بيت من بيوت العبادة إلى مسرح لجريمة إرهابية خسيسة، معربين عن غضبهم من استمرار استهداف الكنائس وتقاعس الأمن عن حماية بيوت الرب.
الجريدة الرسمية