رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس برلمان الطلاب الوافدين بالأزهر: برلماننا «هيئة أممية» توحد تحت رايتها شباب 118 دولة إسلامية

فيتو


  • لا يوجد شاب درس في الأزهر الشريف وتحول إلى متطرف فكري
  • نمارس دورنا الرقابي بحرية تامة.. والإمام الأكبر يمنحنا كامل الصلاحيات
  • "وافدو الأزهر" ثروة مصر وقوتها الناعمة.. ونلعب دورا إيجابيا في تقوية علاقات الكنانة مع بلادنا
  • من أراد أن يعرف قيمة الأزهر فليسأل عنه غير المصريين.. وفي بلادنا نعرفه بـ "كعبة العلم"
  • "الطيب" أجبر الكثير من الدول على احترام مصر.. والطلبة يلقبونه بـ "أبو الوافدين"
  • المتطرفون علموا الشباب التطاول على العلماء.. وهذه حقيقة وجود متشددين فكريًا بيننا 
  • الأزهر "رمانة ميزان" الأمة ونحن متطوعون ردًا لصنائع المعروف التي قدمها لنا 
  • طالبنا بتعيين الطالب الوافد المتفوق معيدًا بالجامعة


قال آدم يونس آدم، رئيس برلمان الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف؛ إن البرلمان هيئة أممية توحد تحت رايتها شباب 118 دولة إسلامية جاءوا إلى مصر طلبًا للعلم، وأنه جهة رقابية تتابع تنفيذ ما يصدر من قرارات تخص غير المصريين الدارسين بمختلف مراحل التعليم الأزهري.

وأضاف "آدم"، في حوار مع "فيتو"؛ إن الوافدين الذين يدرسون في الأزهر هم ثروة مصر وقوتها الناعمة، وأنهم "سفراء" متطوعون يلعبون دور إيجابي في تقوية العلاقات بين حكومات بلادهم والحكومة المصرية؛ وغير ذلك من التفاصيل المهمة التي نسردها في السطور التالية..

>> في البداية نريد أن نتعرف على السيرة الذاتية لرئيس برلمان الطلاب الوافدين في الأزهر؟
أنا آدم يونس آدم، من دولة السودان، طالب بجامعة الأزهر الشريف في مرحلة الدراسات العليا، تخرجت من قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين عام 2014؛ انتخبت رئيسًا لبرلمان الطلاب الوافدين في أبريل من العام الماضي ممثلًا لقارة أفريقيا.

>> كيف جاءت إليكم فكرة إنشاء برلمان للوافدين في الأزهر؟
قبل أن أتحدث عن فكرة إنشاء البرلمان لابد أن أوضح شيئا هاما، وهو أن وافدى كل دولة من الدارسين في الأزهر يشكلون فيما بينهم اتحاد طلابي يختار أعضاءه بالانتخابات، ورؤساء اتحادات جميع الدول كانوا يجتمعون مع بعضهم البعض بشكل ودي من وقت لآخر، وفي إحدى الاجتماعات تطرق النقاش إلى قضايا الطلاب الوافدين وبدأ الجميع يسرد أهم المشكلات التي تواجههم، وفي نهاية الاجتماع اقتراح عدد كبير من الحاضرين فكرة إنشاء هيئة تجمع تحت رايتها وافدى مختلف الجنسيات وتتحدث باسمهم أمام قيادات الأزهر الشريف، وفي الوقت ذاته تعمل على تحقيق مهمة أسمى وهى توحيد شباب العالم الإسلامي وجمع شتاتهم تحت مظلة كيان واحد.

>> في أي عام أنشئ البرلمان وهل تم اعتماده من قبل قيادات الأزهر أم أنه مجرد كيان طلابي غير معتمد؟
طرحنا فكرة إنشاء البرلمان على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأعجب بها ووافق عليها في مايو عام 2011؛ وأولها رعايته الخاصة حتى إنه منذ ذلك العام وإلى الآن يترأس جميع جلسات البرلمان بنفسه ويرفض رغم المسئوليات الجسيمة الملقاة على كاهله إسناد رئاسة الجلسات إلى أي قيادة أزهرية تنوب عنه.

وعقب أسابيع من موافقة الإمام الأكبر على إنشاء البرلمان؛ عقدنا أول جلسة بمركز الأزهر للمؤتمرات في مدينة نصر، بحضور المرحوم الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر السابق، والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والشيخ على عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية السابق، والدكتور عبدالفضيل القوصي نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، ورؤساء اتحادات 118 دولة من الوافدين.

وبرلمان الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف؛ هيئة أممية تمثل وتوحد تحت رايتها شباب 118 دولة إسلامية جاءوا إلى مصر طلبًا للعلم، وهو في الوقت ذاته جهة رقابية تتابع تنفيذ ما يتخذه قيادات الأزهر من قرارات تخص غير المصريين الدارسين بمختلف مراحل تعليمه.

>> هل أعضاء البرلمان يتم اختيارهم بالانتخاب أم التعيين؟
تشكيل البرلمان قائم على 3 هيئات؛ أعلاها الجمعية العمومية وهذه تتكون من 118 عضوًا هم رؤساء اتحادات كافة جنسيات الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر، ويتم اختيار كل واحد منهم بالانتخاب من قبل طلاب بلادهم ومن ثم تصعيده ليكون مندوبًا دائمًا لبلده في الجمعية العمومية، وقد روعي في هذه الهيئة أن يكون تشكيلها على غرار منظمتي المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة فممثل الدولة هو المفوض باتخاذ القرارات والتصويت بالموافقة أو الرفض على ما يتم عرضه من مقترحات أثناء الاجتماعات.

وأعضاء الجمعية العمومية ينتخبون هيئة البرلمان الثانية، وهى اللجنة التنفيذية أو الدائمة، وعدد أعضائها 50 عضوًا؛ من بينهم رئيس البرلمان ورؤساء وأعضاء 8 لجان متخصصة هي: الرياضية، والثقافية، والاجتماعية، والعلاقات العامة، والشكاوى والمقترحات، وشئون الطالبات، والشئون المالية، والسكرتارية أو الأمانة العامة، وكل لجنة منهم تشرف على تنفيذ الأنشطة الخاصة بمجالها.

أما هيئة البرلمان الثالثة؛ فهى الهيئة الاستشارية والرقابية، وتتشكل من حكماء يتم اختيار الواحد منهم بناء على شروط معينة؛ أهمها أن يكون سبق له رئاسة اتحاد طلاب دولته أو أي اتحاد إقليمي وهو شرط نضمن من خلال توافره أن يكون العضو من ذوي الخبرة المؤهلة للتعامل بهدوء وحكمة مع أصعب المواقف، وكذلك أن يكون العضو من الطلاب الذين يدرسون في مرحلة الدراسات العليا وذلك لضمان النضوج الفكري والإلمام بمختلف العلوم؛ وهذه الهيئة تشبه مجلس الحكماء ومهمتها تقريب وجهات النظر والفصل في النزاعات بين باقي هيئات البرلمان.

>> هل هناك مدة قانونية تُحل عقب اكتمالها هيئات البرلمان ويعاد انتخابها من جديد؟
نعم؛ الفترة القانونية لاستمرار هيئات البرلمان الثلاثة عام واحد يعاد عقبه انتخاب كافة الأعضاء؛ حيث يتم الإعلان عن إجراء انتخابات وتخطر بها كافة اتحادات الدول من أجل ترشيح مندوبين لهم في الجمعية العمومية أولًا، ثم انتخاب باقي هيئات البرلمان وفقًا للآلية التي ذكرتها سابقًا.

>> وهل يحق لرئيس البرلمان الترشح للفوز بهذا المنصب كل عام؟
لا.. ليس له هذا الحق لأن رئاسة البرلمان قارية؛ بمعنى أنه إذا كان رئيس البرلمان هذا العام من أفريقيا فيشترط أن يكون العام المقبل من آسيا مثلا، والعام الذي يليه من أستراليا.. وهكذا حتى يتناوب على هذا المنصب ممثلو جميع قارات العالم، والطلاب المنتمين إلى القارة صاحبة الحق في رئاسة البرلمان هم المفوضون في اختيار الرئيس وذلك وفقًا لانتخابات حرة ونزيهة يتم إجراؤها بينهم بإشراف مندوبين من باقي دول القارات الأخرى.

>> هل هناك دورية ثابتة لانعقاد جلسات البرلمان؟
هناك جلسة تنعقد كل 15 يومًا؛ يحضرها الأعضاء الخمسون للجنة التنفيذية أو الدائمة ويترأسها رئيس البرلمان، ونناقش خلالها قضايا الطلاب أو ما نسميه بـ "أجندة البرلمان الأسبوعية"، والتي يحصل كل عضو على نسخة منها قبل انعقاد الجلسة بأيام كافية حتى يتمكن من دراستها والإدلاء برأيه فيها، وهناك جلسة تنعقد كل 3 أشهر وتسمى "الجلسة العادية"، ويحضرها 118 عضوًا هم أعضاء هيئات البرلمان الثلاثة؛ بالإضافة إلى الجلسات الطارئة والتي تنعقد في حال وقوع أحداث مفاجئة.

>> هل قرارات البرلمان ملزمة لقيادات مؤسسة الأزهر أم أنها مجرد توصيات ومطالب؟
ملزمة للطلاب؛ أما بالنسبة لقيادات مؤسسة الأزهر فالبرلمان جهاز رقابي وليس تشريعي ومهمته متابعة تنفيذ ما تتخذه المؤسسة من قرارات تخص غير المصريين الدارسين بها، وفي هذا السياق أود التأكيد على أننا نمارس دورنا الرقابي بحرية تامة والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب منحنا كامل الصلاحيات المتعلقة بهذا الشأن، وكل العاملين بمختلف هيئات مؤسسة الأزهر يتعاونون ويتعاملون معنا باحترام، وجميع القيادات يستجيبون ويسارعون لتنفيذ مطالبنا، وهذا يؤكد أن قيادات هذا الصرح العريق يتقبلون الرأي الآخر، وأن لديهم رغبة قوية في تطوير المؤسسة.

>> هل يلعب البرلمان دورًا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية وحكومة أي دولة من 118 التي تمثلونها في حال نشوب نزاع بين الجانبين؟
ليس أعضاء البرلمان وحدهم هم من يلعبون هذا الدور بل جميع الوافدين يؤدون هذه المهمة؛ فالطالب الوافد يلقب هنا في مصر وكذلك في بلاده بـ"سفير الأزهر"، ومن المعروف أن من مهام السفير لعب دور إيجابي يقرب من خلاله وجهات النظر بين جميع الأطراف، والأمانة تحتم علينا عند عودتنا إلى بلادنا أن ننقل الصورة الإيجابية لمصر وأن نقص على أبناء وطننا ما تلقيناه من خدمات وحُسن ضيافة ورعاية أثناء سنوات دراستنا في الأزهر الشريف.

وهنا تحضرني جملة لأحد خبراء الولايات المتحدة الأمريكية في مجال العلاقات الدولية، قال فيها: "أغلى شئ تمتلكه أمريكا في علاقاتها مع جميع دول العالم هي البعثات التعليمية التي تأتي إلينا لتلقى العلم"، ولذلك أود أن أقول إن الوافدين في الأزهر الشريف هم ثروة مصر وقوتها الناعمة؛ فنحن جئنا إلى هذا البلد لتلقي العلم وأحاطتنا قيادات الأزهر الشريف بكافة سبل الرعاية وأحسنوا إلينا في المعاملة، وبعضنا يتلقى من الفرص أثناء دراسته في الأزهر ما لا يتاح له في بلده، وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب استطاع بدماثة خلقه وموفور علمه ورقة تعامله معنا أن يجبر الكثير من الدول على احترام هذا البلد المعطاء، وكل هذا يحتم علينا لعب دور إيجابي في تقوية العلاقات بين حكومات بلادنا والحكومة المصرية.

>> هل سبق وطلبت منكم قيادات الأزهر أن تبادروا بتقريب وجهات النظر بين الحكومة المصرية وحكومات وبلادكم؟
ليس بالضرورة أن يُطلب منا هذا؛ لأن القيام بهذا الدور أمانة يحملها كل طالب في عنقه عند عودته إلى بلاده، ونحن متطوعون لأدائها ردًا لصنائع المعروف التي قدمها لنا الأزهر الشريف أثناء دراستنا فيه.

>> صف لنا الطريق الذي يسكله غير المصريين للالتحاق بمختلف مراحل التعليم الأزهري؟
الوافدون ثلاثة أنواع؛ منهم القادمون من أوطانهم على نفقة الأزهر وهؤلاء يحصلون على المنحة الدراسية في بلادهم، ومنهم من يأتون على نفقتهم الخاصة، والنوع الثالث أبناء الجاليات الذين يحتفظون بجنسياتهم ويعيشون في مصر.

>> كيف يحصل الوافد على منحة الأزهر وهو في بلده؟
ما يحدث أن سفارات مصر في شتى دول العالم تعلن عن بدء التقديم للحصول على منحة الأزهر لعدد معين، وعقب هذا الإعلان يتقدم الراغبون في الدراسة بالأزهر ويخضعون لامتحان تجريه لهم لجنة من السفارة ومن ينجح منهم يحصل على المنحة ومعها تذاكر سفر إلى مصر، ليبدأو رحلتهم العلمية.

>> هل يحصل جميع الوافدين على منحة الأزهر؟
المنحة الأزهر الدراسية لا تشمل الجميع؛ فهناك طلاب يحصلون عليها من بلادهم كما أوضحت، وهؤلاء لهم الأولوية في الحصول عليها لأنهم أولى بالرعاية، وهناك من يأتون إلى مصر على نفقتهم الخاصة وبعد سنة أو اثنين تنطبق عليهم الشروط ويحصلون عليها إذا كان هناك فائض من المنح التي أعلنت عنها سفارات مصر في مختلف الدول.

>> كم تبلغ القيمة المالية لمنحة الأزهر وهل هي شهرية أم سنوية؟
منحة الأزهر شهرية، وتتفاوت قيمتها من طالب لآخر؛ فالطالب الذي يسكن في مدينة البعوث الإسلامية يحصل على منحة قيمتها المالية أقل من نظيره الذي يقطن في سكن بالإيجار؛ باعتبار أن الأول يتوافر له بجانب المنحة كامل سبل الرعاية من مسكن ومأكل ومشرب وعلاج.

والمنحة تشمل تحمل الأزهر لجميع نفقات الدراسة والمعيشة والعلاج وغيرهم من باقي الخدمات؛ بالإضافة إلى حصول الطالب الذي يسكن في مدينة البعوث على 500 جنيه شهريًا، ومن يسكن خارجها يحصل على 600 جنيه.

>> ما هي أبرز المشكلات التي تواجه الوافدين أثناء دراستهم في الأزهر؟
عدم إجادة بعضهم اللغة العربية، وهذا يتسبب في ضعف تحصيلهم الأكاديمي بالمعاهد والكليات، وقد أصدر الإمام الأكبر مؤخرًا توجيهات بتكثيف دورات تقوية اللغة لغير الناطقين بالعربية للتغلب على هذه المشكلة، وهناك أيضًا مشكلة أخرى تتمثل في أن عددا كبيرا من الوافدين لا يحصلون على منحة الأزهر وهذا يعرض بعضهم إلى عدم إكمال دراسته والعودة إلى بلده لعدم قدرته على تحمل تكاليف العيش وتسديد رسوم الدراسة وباقي الخدمات التي يحتاجها أثناء إقامته في مصر؛ بالإضافة إلى مشكلات الإقامة وتوفير السكن لغير القاطنين بمدينة البعوث الإسلامية وتوفير المراجع العلمية للباحثين وطلبة الدراسات العليا.

وما سبق لا يمنعنا من التأكيد على التطور الكبير في مجال الخدمات ومضاعفة الرعاية المقدمة للطلاب الوافدين منذ أن تولى الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر الشريف، ولعل هذا هو السبب في أن جميع الوافدين يلقبون الإمام الأكبر بـ "أبو الوافدين"، وهذا إن دل فإنما يدل على عظم العناية والاهتمام التي يوفرهما للطلاب لأنه أزهري مصري وسطي أصيل.

>> هل الوافد المتفوق دراسيًا يحق له التعيين عضوًا بهيئة تدريس جامعة الأزهر أم أن القانون لا يسمح بذلك؟
قانون جامعة الأزهر لا يسمح بتعيين الطالب الوافد المتفوق معيدًا بالجامعة، وقد طالبنا في مؤتمرنا الأخير منح هذا الحق للوافدين لأنه أمر معمول به في باقي الجامعات المصرية مثل القاهرة وعين شمس والإسكندرية وغيرهم.

>> ما هي الأسباب التي تجعل بعض الطلاب الوافدين عقب سنوات وأحيانًا أشهر من دراستهم في الأزهر يتحولون إلى متطرفين فكريا؟
لا يوجد شاب يدرس في الأزهر الشريف ويتحول إلى متطرف فكري.

>> ألم تكن هذه الظاهرة من القضايا التي طرحت للنقاش في المؤتمر الدولي الأول للطلاب الوافدين الذي عقد مؤخرًا؟
الورقة البحثية التي أعدها أحد الباحثين الذين شاركوا في مؤتمر الطلاب الوافدين الذي انعقد في الأول من أبريل الجاري؛ حملت عنوان: "مشكلة انحراف الطلاب الوافدين فكريًا.. أسبابها وأضرارها وسبل العلاج"، ورصد فيها الباحث ظاهرة كانت تحدث في السنوات الماضية، وهى أن كثيرا من الوافدين عندما يأتون إلى مصر بقصد تلقى العلم؛ يجدون بعض المراكز غير التابعة للأزهر الشريف تعقد حلقات علمية فيلتحقون بها ظنًا منهم أن كل مكان يقدم العلم في هذا البلد تابع للأزهر وكان ما يتلقونه من أفكار تحولهم إلى متطرفين فكريًا، وفي الآونة الأخيرة اكتشف هذا الأمر وتمت معالجته، وجميع الطلاب إتضحت لهم الأمور وصححوا مفاهيمهم وأفكارهم من خلال الدروس والبرامج واللقاءات التي تعقد في الأزهر الشريف، وأصبحت هذه الظاهرة شبه معدومة وغير موجودة.

والانحراف الذي يعاني منه عالمنا حاليًا والذي أشار إليه الباحث لم يكن مقصودًا به الطالب الذي ينحرف فكريًا أثناء دراسته في مؤسسة الأزهر، ولكنه كان رصدًا لاعتناق عدد كبير من شباب الأمة الإسلامية في الآونة الأخيرة الفكر المتشدد، والباحث ركز في مناقشته على أن علماء الأزهر يعملون على توضيح ونشر المنهج الوسطي الصحيح الذي يجب أن يتبعه الجميع، وفي الوقت ذاته تفنيد الأفكار المتطرفة.

>> كيف ترى النقد الذي يتعرض له قيادات الأزهر الشريف خلال الفترة الماضية؟
أصحاب الأفكار المتطرفة علموا الكثير من الشباب التطاول على العلماء، وهذه ظاهرة خطيرة نحن في أشد الحاجة لمحاربتها؛ لأن كرامة هذه الأمة من كرامة علمائها ورموزها، والدكتور أحمد الطيب، رمزًا من رموز العالم الإسلامي؛ فهو إمام أهل السنة والجماعة ويجب على جميع الجهات والأفراد احترامه هو وجميع قيادات مؤسسة الأزهر الشريف.

>> ماذا يمثل لكم الأزهر الشريف؟
يمثل لنا رمانة ميزان الأمة، ومركز أهل السنة والجماعة، ومنبع تعليم الدين الإسلامي الوسطي المعتدل الصحيح بلا إفراط أو تفريط أو غلو أو تطرف، والناس في بلادنا يعرفون مصر بـ "بلد الأزهر" ويطلقون عليه "كعبة العلم"، والعلماء يقولون أن هناك كعبة للعبادة والطواف وهى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وهناك كعبة للعلم وتنوير العقول وهى الأزهر الشريف في مصر.

ورسالتي للمصريين حافظوا على هذه المؤسسة التي يتصارع شباب العالم من أجل نيل شرف الانتساب إليها، ومن أراد أن يعرف قدر وقيمة الأزهر الشريف فليسافر خارج مصر وليسأل عنه غير المصريين، وأنا أقول دومًا لعلمائنا ومشايخنا: "لو كان السفر من بلادنا إلى مصر بالأقدام؛ لتحملنا مشقته وعناءه من أجل الانتساب إلى هذه المؤسسة المحترمة".

وأود أن أوجه رسالة أيضًا إلى شباب الأمة الإسلامية الذين يدرسون في الأزهر الشريف؛ أقول لهم: "أتيحت لكم فرصة لم تتح لغيركم؛ فأغتنموها واستفيدوا من أوعية العلم التي صُبت في قلوبكم وعقولكم، واحملوا عند عودتكم إلى بلادكم راية المنهج الأزهري لإخراج هذه الأمة من ظلمات التبعية للأفكار المتطرفة إلى أنوار الفكر الوسطي؛ كونوا كما عُلمتم مؤمنين دومًا بثقافة الحوار والاعتراف بالآخر؛ سفراء سلام ومحبة وجنودًا مخلصين كي ما تعود للأمة سابق أمجادها".
Advertisements
الجريدة الرسمية