رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان طالبين الصلح؟!


طيب افرض الإخوان طلبوا الصلح.. هل توافق الحكومة؟ هل توافق رغبتهم الدولة؟ هل يوافق طلبهم الرأي العام؟ لو تاب الإخوان وأنابوا.. هل يقبل الشارع المصري؟


السؤال الأهم: هل ما زال من يرى أن الإخوان فصيل سياسي لابد من عودته داخل المجتمع المصرى.. على أسس جديدة.. وبشروط جديدة؟ الأكثر أهمية: هل ما زال هناك من يربط بين الإرهاب والتصالح مع الإخوان؟

آخر الأخبار تقول إن جبهة محمود عزت بدأت بحث التصالح مع الدولة.. مفترض أن يعقد مجلس شورى الجماعة، اجتماعًا للتصويت على وثيقة تصالح أعدتها لجنة شكلها عزت.

ماذا تقول الوثيقة؟
الوثيقة تأخذ آراء مجلس شورى الجماعة في "التصالح" مقابل عودة الإخوان إلى الحياة السياسية والاجتماعية في مصر.. تقارير صحفية قالت إن حركة حماس، أشارت إلى احتمال أن تعيد هي الأخرى النظر في علاقتها بالجماعة حال ما إذا أعادت الإخوان النظر لتوجهاتها مع النظام في مصر.

هناك من تساءل: هل بدأت «الإخوان» تداول التصالح دون اتصال بالدولة؟ هل الوصول إلى "تسوية ما" ممكن مع الجماعة؟ هل يمكن أن نفاجأ بعودة حزب إخوانى آخر.. ويعود نشاط الإخوان مشروعًا، ويعود ساسة الإخوان من عينة محمد مرسي ومحمد بديع.. للسعى من جديد.. في الشارع وربما البرلمان؟

الأسئلة في غير محلها؛ لأن الكلام عن "وثيقة التصالح".. والآن تحديدًا، يبدو أنه "حركة" إخوانية.. "حركة" من حركات الجماعة.. الإخوان أفعى، ومحمود عزت "صبي ثعبان".

نشرت الجماعة "وثيقة التصالح" على موقعها الإلكترونى.. قالوا إنها نافذة فور التصويت عليها.. على موقع الجماعة، قالوا إن "الإخوان" تسعى إلى تكييف أوضاعها مع الواقع.. وترغب في العودة للعمل السياسي في ظل النظام الحالي.

لا علاقة للوثيقة بالواقع.. ولا بالمستجدات على الأرض.. الإخوان "تعيش انت".. الجماعة سلمت الروح من زمن.. لا الإرهاب الدائر في سيناء له صلة بالجماعة، ولا جبهة محمود عزت قادرة، كما تريد أن توحي، أنها حجر زاوية أو طرف في "ضغط الإرهاب".

حرب الإرهاب في سيناء.. تتخطى قدرات الإخوان.. وتنظيم الجماعة.. إرهاب سيناء قضية دولية.. لم تعد دوائر سياسية كثيرة في أوروبا تعول على "الإسلاميين".. النظرة تغيرت لما ضرب الإرهاب أوروبا نفسها ضربات موجعة.

الجماعة إذن.. محلك سر.. لذلك تظل "وثيقة التصالح" ملاعيب شيحة.. تنشر الجماعة الوثيقة، بينما الرئيس السيسي في أمريكا.. تريد الجماعة أن تقول إن سياساتها تغيرت.. فتطلب في المقابل تغييرًا في سياسات النظام تجاهها.

أزمة جبهة محمود عزت، قائم مقام المرشد، أنه يريد الإيحاء بأن الجماعة لا تزال متماسكة، وأنها "رأس برأس" مع الدولة المصرية.. هذا ليس صحيحًا.. إذا كان المتكلم أهبل.. يبقى المستمع عاقل.

مفترض أن تقضى زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة على ما تبقى من "خيالات" الجماعة.. مفترض تقضى على آخر أمل.. مفترض "يطلع الكلام الفارغ" من دماغ الإخوان.. لكن "ديله" لا يمكن يتعدل.. الطبع فيهم غالب.

لذلك لجأت الجماعة للحركات.. فيها من يرى أن «الإخوان» للآن قادرة على المناورة.. هذا ليس صحيحًا.. الواقع تخطى الإخوان.. وتخطى حتى أنصار المصالحة في الداخل.. الجماعة الآن على الهامش.. حركاتها لم تعد مؤثرة.. حركاتها مكشوفة.. لن تؤثر "وثيقة المصالحة" لا هنا ولا هناك، لكن الجماعة في آخر المطاف.. تتعلق بـ "قشاية".. هي "حركة" في مواجهة دولة.. لا يريدون التسليم بهذا! غريبة.
الجريدة الرسمية