رئيس التحرير
عصام كامل

أين البحث العلمي


للأسف تحول البحث العلمى في مصر إلى مجرد بحث على الأرفف، فكل الأبحاث التي تتم في جامعات مصر تناقش قضايا ومشكلات وتخرج بنتائج وتوصيات محلها على الأرفف، أو أن يتم تحميلها على الإنترنت لتكن مرجعا لمن يستند إليها في أبحاث مقبلة.


لقد افتقدنا البحث العلمى في مصر، وأصبح البحث مجرد هدف للحصول على الدرجة العلمية وليس وسيلة لإصلاح المجتمع.

المشكلة لا يمكن أن يتحملها الباحث وحده، فهو قام بما عليه والمهمة الأخرى تقع على عاتق جامعاتنا التي هي مسئولة عما نحن فيه، فكان من الأجدر أن يتم اختيار الموضوعات المتعلقة بما نعانى منه في مصر من مشكلات والبحث عن حلول واقتراح توصيات من لجان علمية من المتخصصين وإلا انتفت النتيجة من العمل البحثى لأنه لم يعد إلا سببًا للحصول على الدرجة العلمية.

إننا أمام تقصير واضح نجنى ثماره حتى في مجال العمل إذ لم يعد ينظر إلى الحاصلين على الدرجات العلمية بالصورة التي تليق بمجتمع متعلم إلا أن الاتهام الذي يوجه إلى الحاصل على الدرجة العلمية أنه أكاديمي ولا يفيد، لأنه تعلم أحبارًا على ورق وأن ما تعلمه يفيد به نفسه وأن ما حصل عليه وما تعب من أجله فهو له.. وبالمختصر المفيد أن سمعتنا حتى بيننا وخريجينا تتسم بالتجاهل وعدم الاقتناع، بدليل أن المدربين في القطاع الخاص غالبًا يكونون من غير أساتذة الجامعات إلا نادرا مع أنهم الأجدر على وضع حلول لمشكلات وهم الأولى بتطوير مصر للأفضل.

التعليم الجامعى والنظام البحثى لابد من إعادة النظر فيهم مرة أخرى وبكل الجدية للاستفادة من الأبحاث الموجودة على الأرفف من جهة ومن جهة أخرى ترجع لأساتذة الجامعات قيمتهم ومكانتهم التي يستحقونها والبداية بوضع خطط البحث للسنة الحالية لموضوعات تهم مصر في كل المجالات وإقناع الحكومة بالحلول والتوصيات وإن لم تستجب الحكومة علينا بمناقشة الأمر مع السيد رئيس الوزراء لوضع الحل موضع التنفيذ.. وإن استحال التنفيذ علينا أن نعيد البحث للمناقشات لأنه لم يسهم في حل المشكلة.

أمامنا تحديات كثيرة والوقت يمر بسرعة ولابد من الاستعانة بكل البحوث واستخراج التوصيات.. لأننا ببساطة شديدة نريد أن نرى مصر أفضل، وسنحقق ذلك بإذن الله، وستكون بلادنا أجمل بلاد الدنيا.
الجريدة الرسمية