رئيس التحرير
عصام كامل

حلايب وشلاتين


تظل المؤامرة في طريقها المرسوم.. لا يكفي الصراع الوطني القومي للحفاظ على الأرض المصرية وتساقط الشهداء يوميا لتأمين سيناء وإفشال المخطط الصهيوني لحل القضية الفلسطينية ومشكلات غزة على حساب الأراضي المصرية في العريش ورفح، وأيضا ضد الخطر الآتي من الغرب على يد دواعش ليبيا.. مع كل هذا يهب البطل المغوار الرئيس عمر البشير ليفتح جبهة جديدة للصراع ويثير قضية مصرية قومية غير قابلة للنقاش، ويطالب مصر بالتخلي عن منطقة حلايب وشلاتين، بمناسبة توقيع الاتفاق المصري السعودي لترسيم الحدود.. وتصدى له الشعب المصري..


وها هو يعاود السعي وراء المشكلات مرة أخرى ويصرح رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان عبدالله الصادق أن وزارة الخارجية دعت وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية، لتجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب وشلاتين وتحديث مخرجاتها.. ما يعني تحريك هذا الملف مرة أخرى.

شيء مقرف وتصيد في الماء العكر، فحدود مصر واضحة في جميع الخرائط ومنها «الأطلس العربي» الطبعة الخامسة في ١٩٨٠ - ما يعني أن الطبقة الأولى أقدم من ذلك - فتظهر حدود مصر عند خط ٢٢ وساحة هذه المنطقة نحو ٢٠.٥ كيلو متر مربع وتوجد بها ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وشلاتين وأبو رقاد وتضم في الجنوب الشرقي جبل عبلة.

وقد أعلن شيوخ وشعب قبائل العبابدة والبشارية والرشايدة القاطنين هناك رفضهم قرار المفوضية للانتخابات بالسودان باعتماد المنطقة دائرة انتخابية سودانية، كما أكدوا أنهم مصريون ولن يفرطوا في هويتهم ابدا.

ويستخدم البشير هذا الموضوع ليبدو أمام الرأي العام السوداني أنه يحافظ على الأرض السودانية ناسيا أو متناسيا أن نظامه هو الذي فرق السودان وفصل جنوبه عن شماله.. وهو الذي قاد حرب إبادة في دارفور أدت إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه.. والمعروف أن البشير شجع وساند قبيلة الجنجويد لإبادة وسلب ونهب أهالي دار فور المسلمين الذين يرعون الماشية ويزرعون مناطق حول منازلهم لسد احتياج اسرهم فضلا عما يعانيه سكان دارفور من التهميش الحكومي وانعدام البنية التحتية ولا ينقصهم إلا الاعتداء عليهم من قبل رجال الجنجويد القساة علما بأن كلمة جنجويد هي عملاق فوق حصان.

ولا غرابة في موقف البشير هذا، فانتماؤه للتنظيم الدولي للإخوان ثابت وأقره الأستاذ ثروت الخرباوي، وهو أيضا يقف إلى جانب إثيوبيا ضد مصر في قضية سد النهضة وعلى هذا الرجل الذي يحكم السودان ٢٨ عامًا حكما ديكتاتوريا أن يراجع نفسه ويقدر دور مصر في المنطقة ولا يعمل على تخريب العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني.
الجريدة الرسمية