رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هكذا ضاعت ثروة الشعب المصري وممتلكاته! (2)


نستكمل القراءة السريعة في سطور التاريخ، لنعرف الحالة التي نحن عليها الآن، ولنفهم سر الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وسبب ارتفاع نسب البطالة، ولماذا توقفنا عن التصدير، ولماذا زاد الاستيراد من الخارج.. وغير حقيقي ما يقال إن الأزمة بسبب فقط -فقط- الارتباك الذي نحن فيه منذ 2011 إنما المسألة اعمق من ذلك بكثير، ونتوقف اليوم عند واحدة من أهم شركات مصر.. أسسها جمال عبد الناصر عام 1954 ضمن نهضة التصنيع التي انطلقت وقتها، ولكن كان ذلك ضمن خطة لتوزيع الصناعات الوليدة على محافظات مصر!


كانت الشركة واحدة من أكبر شركات العالم، والأولي في الشرق الأوسط وأفريقيا في تصنيع الكتان ومشتقاته، من الخشب الرفيع والسميك والدوبارة والزيت والميلامين واليوريا..

ومع ذلك بدلا من الحفاظ عليها وتوسيعها أكثر وأكثر فإنه وطبقا لخطة الخصخصة بيعت عام 2005 لمستثمر عربي معروف بـ83 مليون جنيه رغم مساحتها الشاسعة التي تبلغ 74 فدانا و15 قيراطا، منها 28 فدانا مساحة المصانع، وباقي الأرض يستخدم كمفارش لوضع الكتان الخام بها، وتضم 10 مصانع منها مصنع الخشب الرفيع تم إنشاؤه عام 1993 ضمن توسعات الشركة وزيادة استثماراتها، وذلك بقرض من بنك الاستثمار تكلف وحده 63 مليون جنيه، فضلا عما تمتلكه من أتوبيسات وسيارات عادية وجرارات زراعية ولوادر وسيارات نقل قيمت دفتريا وفي 2005 كلها وبلا خجل ـ قال إيه ـ بمبلغ 73 ألف جنيه!

االمدهش إلى حد الصدمة أن المستثمر العربي اشتري الشركة بشرط السداد على أقساط ممتدة لـ3 سنوات وليست دفعة واحدة !

كانت "طنطا للكتان والزيوت" من الشركات الرابحة لدرجة أن "الشركة القابضة للصناعات الكيماوية" حصلت منها على 19 مليونا وديعة قبل بيعها مباشرة، ولا نعرف سببا لبيع شركات رابحة إن كان سبب الخصخصة هو التخلص من أعباء الخسارة و"سوء إدارة القطاع العام" كما قالوا، وبذلك يكون هذا السبب الذي أقنعوا به المصريين غير صحيح، ولا يبقى إلا أن شعبنا خسر شركة كبري-مع مئات الشركات الأخري- كانت تضم مئات العمال وتعمل في صناعات شديدة التخصص ضاعت كلها ولم يبق إلا 178 عاملا يعانون مرارة كبيرة، ويناضلون من أجل استعادة مجد شركتهم العظيمة، خصوصا بعد أن حكم القضاء العظيم ببطلان العقد وعودة الشركة للدولة التي نفذت الحكم واستردتها، وتسعي لتدبير أموال إعادتها للعمل وهوما نتمناه قريبا جدا..

لكن فضلا عن تضامننا الكامل مع العمال ومع الشركة فإننا وبعد أن استعرضنا أمس خراب شركة تليفزيون النصر العملاقة، سنستكمل غدا بإذن الله استعراض شركة أخرى من بين ما جري من وقائع خراب وتخريب مصر.. عمدا أو إهمالا.. النتيجة واحدة!

Advertisements
الجريدة الرسمية