«واشنطن بوست»: الإفراج عن مبارك دمر صورة الربيع العربي في مصر

رأت صحيفة  واشنطن بوست الأمريكية، أن الإفراج عن الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 6 أعوام من المحاكمة، دمر صورة الربيع العربي في مصر التي ارتبطت بصورته داخل قفص الاتهام لمحاكمته على جرائمه بحق المصريين.

وأوضحت الصحيفة أن تبرئة مبارك نتيجة طبيعية لغياب "ثورة شاملة" في مصر التي لم يدرك المعارضون فيها القدرة على الموازنة بين الرغبة في العدالة والقيود السياسية الكامنة في ظل غياب الشكل الكامل للثورة والتي تدفع للاستعاضة عن التدابير القاسية بسياسات أكثر تساهلا.

وأضافت في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، أن محاكمة مبارك بدأت في وقت كانت فيه قوة الشارع تشهد ذروتها، تمكنت من خلالها الضغط على المجلس العسكري بشدة لمقاضاة مبارك وكبار مسئوليه، معتبرة قبول رغبة الشعب في محاكمته كانت ضمن تنازل قدمها النظام وقتها مقابل الحصول على الشرعية.

واتهمت الصحيفة بعض القادة والمسئولين بالحكومات المصرية المتعاقبة منذ ثورة يناير 2011 باستغلال شعبية الثورة وشعاراتها من أجل تحقيق مصالح، مضيفة أن استكمال محاكمة مبارك طوال السنوات الماضية يبدو أنه هدف لمجرد تحقيق الاستقرار والمحافظة على تهدئة الثوار.

وأكدت أن محاكمة مبارك كانت نتيجة طبيعية للضغط الشعبي الشديد الذي مارسه الثوار حينها، كما أن القضاة كانوا على علم أن إصدار أي حكم لا يأخذ في الاعتبار ما يريده الرأي العام سيتسبب في عودة التظاهرات الحاشدة للشوارع من جديد، وعلى الرغم من ذلك واجه المسئولون عن جمع أدلة إدانته في قتل المتظاهرين قيودا بالغة في تجميع هذه الأدلة وتقديمها للمحكمة.