رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة العجائب والنقائض


تأبى حكومتنا المُلهمة التي جعلها الله أحد أسباب تكفير ذنوب المصريين ألا يمر يوم إلا وتأتي بالجديد من العجائب والنقائض، فلم تمر إلا بضعة أيام على إعادة تعيين أحد وزراء حكومة المخلوع لتولي حقيبة وزارة التموين، والذي حاولت حكومتنا، كعادتها أن توهم الجميع أنه سيصلح ما أفسده الدهر، ولكن، كالعادة أيضًا.. هيهات.. هيهات، فما إن جلس المُصلح على كرسي الوزارة حتى هبت، لفائح من رمضاء زمن المخلوع حاملة معها أزمة كبيرة في أهم شيء في حياة المصريين، اليومية.. ألا وهو الخبز.


فلم يدر بخلد أشد الناس تشاؤمًا أن تحدث في يوم من الأيام مثل تلك الأزمة العجيبة، لكن دائمًا تأتي لنا حكومة العجائب، والنقائض بكل ما هو متناقض وغريب وعجيب.

وبعد الذي حدث في سلعة الخبز، لم تعد هناك سلعة واحدة تقريبًا، لم تحدث بها أزمة، ولعلنا لم ننس أزمات الــ.. (سكر – زيت – أرز– خبز– دجاج – لحوم)، ولذلك فحقيق علينا أن نُطلق على تلك الوزارة اسم وزارة الأزمات، لا وزارة التموين.

أيضًا من عجائب ونقائض حكومتنا المُلهمة، أن بلد به أكثر من ثلثي آثار العالم، وهو البلد الي يفتخر بحضارة خالدة عظيمة، ضاربة في عمق الزمن لأكثر من سبعة آلاف عام لا تستطيع أن تستخرج تمثالًا أثريًا لملك من أعظم ملوك الحضارة المصرية، وبدلًا من أن تستغل ذلك الحدث الكبير لتنشيط السياحة فإذا بها تجعلنا أضحوكة العالم بعد أن أخرجت التمثال محطمًا منفصل الرأس، وتركته بعد ذلك في العراء، ملفوفًا بملاءة!

واستمرارًا لسلسلة العجائب التي لا تنتهي..

يذهب أبناؤنا لتلقي العلم في المدارس، فإذا بهم يتلقون الدواء في المستشفيات لعلاجهم بعد إصابتهم بالتسمم، من جراء تناول، الوجبة المدرسية..

أكثر من ألفي طالب تسمموا بإحدى المحافظات، والمحافظ يقول.. "وإيه يعني" !

والعجيب، والغريب أن ذلك المحافظ ما زال يجلس على كرسي المحافظة حتى الآن، وبعد تسمم أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة طالب لا يزال وزير التربية والتعليم يتمتع بمنصبه، والأعجب، والأغرب أن حكومتنا، المُلهمة لم تتقدم باستقالتها، بعد كل تلك الكوارث التي حلت على يدها.

أما عن عجائب وغرائب رفع الأسعار، وافتقار حكومتنا المُلهمة، لأي حلول اقتصادية غير أن تضع يدها في جيوب الفقراء والبسطاء فحدّث عزيزي القارئ عن ذلك ولا حرج، وآخر ما تفتق له ذهن حكومة العجائب والغرائب، هو رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق برغم عشرات الوعود، والتصريحات التي كانت تؤكد أنه لا زيادة في أسعار تذاكر المترو، تمامًا مثلما يحدث الآن، ما بين تصريح ونفي حول رفع تذاكر أتوبيسات النقل العام، وبالطبع ما هي إلا أيام قليلة، وسترتفع الأسعار.

يبدو أن حكومتنا المُلهمة لا تعلم أن تلك الأساليب باتت مكشوفة ومثيرة لحنق المواطن المصري، ولا تدري أن أصوات الغضب تتعالى داخل الصدور كأزيز المرجل منذرة بخطر عظيم لا يعلم مداه إلا الله وحده؟
أخشى ما أخشاه هو أن تُصاب الأمة باليأس..
فليس هناك أشر من..
تيأس الأمة من غدها..
ألا هل بلغت..
اللهم فاشهد..
اللهم فاشهد.
(الله.. الله في مصر)
الجريدة الرسمية