رئيس التحرير
عصام كامل

ظاهرة سلبية.. ومتى تتحول الوعود إلى واقع ؟!


غياب الصحفيين عن ممارسة أبسط واجباتهم وأدوارهم في نقابتهم ظاهرة سلبية لا تقتصر عليهم وحدهم بل هي آفة أصابت النخبة وانتقلت عدواها إلى المجتمع كله.. وهو ما يطرح سؤالًا: كيف للنخبة وهي طليعة أي مجتمع أن تطالب بالتغيير والإصلاح بلسانها بينما أفعالها عكس ذلك تمامًا..


هي بمثابة ظاهرة صوتية تناضل عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي بينما يغيب أثرها في أرض الواقع وبين الناس.. وهذا للأسف انفصام واضح وتناقض صارخ بين ما تطالب به تلك النخبة عبر منابرها ومنصاتها المختلفة وبين ما تمارسه هي على أرض الواقع.. هذا ينطبق عليه قول الله: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"..

وقوله تعالى: "أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم".. وسؤالي لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين: لماذا لا نجد منكم حماسًا لحشد زملائكم لحضور الجمعية العمومية السنوية بمثل ما نراه في عمومية الانتخابات أم أن لكم مصلحة في عدم اكتمالها.. وكيف يتسنى لكم مطالبة غيركم من عموم الناس وخاصتهم بالمشاركة الإيجابية بينما أنتم غارقون في العزوف والسلبية في أخص خصوصياتكم وأوجب واجباتكم وهو مستقبل مهنتكم ومصير نقابتكم ؟!

فإن كان هذا هو حال الجماعة الصحفية المفترض فيها أن تكون رافعة التغيير ومنارة التنوير وطليعة الإصلاح.. فما بالنا بعامة الناس.. كيف ننتظر منهم ما عجز عنه قادة الرأي وصناع الفكر والتغيير.

لقد فاز النقيب الجديد عبد المحسن سلامة و6 أعضاء المجلس في انتخابات التجديد النصفي.. وبقي أن تتحول وعودهم إلى واقع أفضل تعيشه صاحبة الجلالة وأبناؤها.. فلم يعد في وسع الصحفيين أن يتحملوا تسويفًا ولا تأجيلًا لتنفيذها يومًا واحدًا.. فأحوال المهنة والصحفيين في تردٍ وانهيار متزايد يومًا بعد الآخر.. ومن ثم فإن تفاقم الأوضاع إذا تركت على حالها دون حلول جذرية معناه محاسبة شديدة في انتظار المجلس والنقيب الجديد.
الجريدة الرسمية