رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الإسكان: الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا تنشئ عواصم إدارية جديدة

فيتو

أكد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، خلال مشاركته بندوة عن المدن الجديدة، المُنعقدة على هامش مؤتمر "الابتكارية في بناء المدن - آفاق وطموحات"، أن لدينا في مصر تحديًا خاصًا هو ضيق الرقعة المعمورة.


وأضاف أنه خلال سنوات قليلة سنتخطى حاجز الـ100 مليون نسمة، ولذا ليس لدينا – ببساطة - سوى الجزء غير المعمور لاستيعاب الزيادة السكانية، وبالتالى علينا الإسراع بتنميته.

وقال الدكتور مصطفى مدبولى عندما بدأنا العمل في الجيل الرابع بالمدن الجديدة، كان لدينا فكر، فلم نصحو من النوم صباحًا، لنقرر تنفيذ مدينة العاصمة الإدارية الجديدة، أو العلمين الجديدة، أو شرق بورسعيد، ومن الحضور من عمل معنا في المخطط الإستراتيجي القومى للتنمية العمرانية في مصر، وكذا مخطط 2030، وكانت له مخرجات ونتائج منها أنه ليس لدينا حل سوى مضاعفة الرقعة المعمورة لاستيعاب الزيادة السكانية في السنوات القادمة.

وأضاف أن المخطط حدد مناطق مهمة جدًا للتنمية السريعة، مثل منطقة قناة السويس، الساحل الشمالى، امتدادات القاهرة، المثلث الذهبى، وغيرها، وهذا كان عمل كوكبة من علماء وخبراء مصر، وكل ما عملته بصفتى، كنت المنسق لهذ المخطط، ومنذ توليت المسئولية بدأت بتنفيذ هذه المخرجات.

وأشار وزير الإسكان إلى أن أي فكر له مؤيد ومعارض، وقد كانت هناك معارضة لفكرة إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وكنت أرد دائمًا بأننا بدأنا تجربة إنشاء المدن الجديدة في أواخر السبعينيات، وأوائل الثمانينيات، وكانت مبنية على دراسة مهمة تؤكد أنه لا حل إلا بالمدن الجديدة.

وأوضح أنه عندما خرجت هذه الفكرة كانت هناك معارضة شديدة لها، وظروف الدولة الاقتصادية وقتها كانت صعبة جدًا، كنا خارجين من الحروب، وهناك انهيار في البنية الأساسية، ولكن أخذنا قرارًا بأنه لا بديل سوى بالخروج إلى المدن الجديدة،.. تخيلوا معى لو رضخ المسئولون لأصوات الرفض والانتقادات، ماذا كان شكل مصر حاليًا؟! بمدنها الحالية (أكتوبر، القاهرة الجديدة، العبور، الشروق، بدر، وغيرها).

وتابع «نحن ليس لدينا رفاهية ولا وقت، وعلينا الانطلاق في تعمير الصحراء وبقوة، فالزيادة السكانية في مصر تعادل زيادة نصف دول الاتحاد الأوروبي سنويًا، وتعادل عدد السكان في دولة أوروبية بالكامل، فلا بديل سوى الخروج إلى المدن الجديدة، وتنميتها، ويجب أن نسبق بذلك، لأن الحل البديل من المواطنين هو النمو العشوائى، والبناء على الأراضى الزراعية، وسيكلفنا ذلك الكثير».

وأضاف الوزير: على سبيل المثال، ندرس حاليًا موقف الجزر النيلية، انظروا من على جوجل وسترون جزيرة الزمالك، وهى من أرقى المناطق في الجمهورية، فالمسئولون في القرن التاسع عشر كان لديهم قرار وطوروا جزيرة الزمالك، لكن انظروا إلى جزر الوراق ودهب وغيرها، لتروا الفرق، لأن البديل هو العشوائيات والنمو العشوائى، الذي يهدد كل الجمهورية وليس القاهرة فقط.

وأوضح وزير الإسكان أنه لو تتبعنا حركة نمو القاهرة في القرنين الماضيين، سنجدها تنمو شرقًا، ولذا كان يجب أن نفتح رئة لاستيعاب هذا النمو، فجاءت العاصمة الإدارية الجديدة، ودرسنا كل التجارب لنقل العاصمة في مكان بعيد، ووجدناها فشلت في كثير من الدول، حضراتكم كأساتذة لنا درستم لنا ذلك، والمهم أن أغلب الدول الكبرى تنشئ حاليًا عواصم إدارية جديدة، بنفس الفكر الذي لدينا، يحدث ذلك حاليًا في الصين، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، سبقتنا وأنشأت مركزًا جديدًا للأنشطة الإدارية والسياسية، ونعمل في مصر على أن تكون مدننا مستدامة، يتم تطبيق الاشتراطات البيئية بها، مدينة خضراء، وبها نظم ذكية لإدارة المدينة، وتحقق جودة الحياة.
الجريدة الرسمية