رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الفرح» والكلاب !


السطحيون وحدهم من تصوروا أن نجيب محفوظ في رائعته "اللص والكلاب" كان يقصد "سعيد مهران" و"الكلاب" التي تطارده في نهاية الفيلم، بينما كان محفوظ أعمق منذ ذلك بكثير ويقصد بالكلاب من تسببوا في تحويل رجل مسالم إلى لص وقاتل !


السطحيون -اليوم- وحدهم من يعتقدون أن الأكاذيب التي طالت فرح حفيد جمال عبد الناصر مجرد تزوير فاضح للفيديو الذي انتشر بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعي فقط وليست معركة ممتدة منذ سنوات طويلة ضد كل ممثل للإرادة الوطنية والاستقلال الحقيقي، وكل من يسعى لبناء هذا البلد وتنميته والتقدم به وهو ما يجعل الهجوم على الجيش العظيم مادة مقررة في قنوات الإخوان ويجعل الهجوم يتم بالتبادل بين عبد الناصر والسيسي ويجعل وصف "30 يونيو" بالانقلاب النسخة الجديدة من اتهام "23 يوليو" بالاتهام نفسه!

وقفزًا إلى قلب الموضوع فمن يظهر في الفيديو المذكور هو العريس أحمد أشرف مروان نفسه ويبدو الفرح عائليًا جدًا وهو نسخة من أفراح المصريين والعرب، حيث تحتفل النساء بطريقتها في الأماكن المخصصة لها وهو طقس ممتد من المحيط إلى الخليج وليس من أسوان إلى الإسكندرية فقط!

مات جمال عبد الناصر وابنه الأكبر خالد ابن 17 عامًا دون أن يترك له ولإخوته شيئًا بينما تزوجت هدى ومنى في سن صغيرة وأنجبتا مبكرا، وظل زوجاهما موظفين صغيرين إلا أنهما انطلقا بعد رحيل الزعيم.. أحدهما في العمل المصرفي والثاني قربه الرئيس السادات وعينه مديرا لمكتبه وهكذا انطلق أشرف مروان حتى كان مبعوثا للرئيس للدول العربية ولنجاحه اختاره للهيئة العربية للتصنيع ومنها إلى "البيزنس الخاص"، وبالتالي فكل ثروته وبالكامل تكونت في عهدي الرئيسين السادات ومبارك.. بينما كان عبد الناصر يوجه أولاده أنهم في بيت ملك للدولة وكل ما فيه عهده ينبغي الحفاظ عليها لأنه سيعود للدولة يوم ما.. وهو ما تم كاملا لم ينقص منه قلم رصاص!

سفير العدو الإسرائيلي "ديفيد جوفرين" لم يزل في تل أبيب بزعم الأوضاع الأمنية في مصر ويا ليته يبقى هناك للأبد.. كما أنه حضر قبل أيام احتفالا بالرئيس السادات بمناسبة أربعين عامًا على اتفاقية السلام حضره السفير المصري حازم خيرت!

انتهى الرد.. ولم ينج من الصحف المصرية إلا المعتبر منها مثل "اليوم السابع" و"الوطن" و"فيتو" والقومية بطبيعة الحال ولهم التحية، ولكن يبدو أن انتفاضة المصريين دفاعًا عن عبد الناصر ضد وزير الصحة قبل أسبوعين أغضبت الكثيرين.. فكيف لرجل شنت ضده أكبر وأقذر حملة أكاذيب في تاريخ البشرية استمرت لنصف قرن استخدم فيها الكتاب والبرامج والصحف والإذاعات والسينما ووظف فيها الإخوان كل طاقاتهم ودفعت أنظمة عربية لخلفيات سابقة أموال طائلة وتقدم فيها إقطاعيون ورأسماليون قدامى وفشله وفاسدون وكثيرون مغرر بهم ومع ذلك ذهبت كلها هباءً!!

كان الغضب منطقيًا وكان الانفعال طبيعيًا، ولكن الرجل الذي ودعته أكبر جنازة في تاريخ البشرية ودافعت عنه القدر في غير موضع حينما هاجموا السد العالي فكان الجفاف القاتل وحينما هاجموا القطاع العام فعرفوا قيمته بعد بيعه واحتجنا للدواء فندمنا على ثروه صنعها وضيعناها وهاجموه بسبب الإخوان فعرفوهم بأنفسهم عن حق بعد رحيله بعشرات السنين ووفر العلاج والتعليم الحقيقي للشعب وعرف الناس قيمتهما عندما تدهور التعليم وغاب العلاج..

نقول إن رجلا كهذا سيكتب تاريخه من جديد ولن يستطيع أحد مهما بلغ إجرامه أو تمويله أو تنظيمه أن يخدع كل الناس كل الوقت!!
Advertisements
الجريدة الرسمية