رئيس التحرير
عصام كامل

تذكرة مترو الأنفاق.. وتهديدات داعش!


كتبت في هذا المكان على مدى السنوات الماضية، كثيرًا عن مترو الأنفاق الذي يعد أهم وسيلة مواصلات في مصر، فإذا كانت جميع خطوط السكك الحديدية تخدم 2 مليون مواطن يوميًا حسب التقارير الرسمية للدولة، فإن مترو الأنفاق يقدم خدمة لثلاثة ملايين من المواطنين يوميًا حسب أيضًا التقارير الرسمية للدولة، وقد طرحنا الكثير والكثير من الأفكار والحلول ليس فقط لإنقاذه من تراكم الخسائر ولكن لاستمراره وتطويره ليظل أقوى وأهم وسيلة مواصلات في مصر، ولكن للأسف يتغير الوزراء وكل منهم لا يفكر في الحلول الابتكارية المبدعة وأقصر طريق هو التفكير في رفع سعر التذكرة، وليس مهم كيف ستؤثر هذا على المواطن البسيط..


الأسوأ من هذا أن المسئولين سواء وزراء أو المسئولين عن إدارة هذا المرفق الحيوي المهم جدًا، يصدرون للناس أسوأ ما يمكن تصديره من إحباط وجهل وتخلف، السيد الوزير الحالي يقول لو المترو تعطل فالمواطن سيتكلف أربعة أضعاف ما يدفعه لتذكرة المترو!

هذا التصريح ينم عن قدراته الإدارية المتواضعة، كما يؤكد انعدام الوعي والحس بهموم ومشكلات المواطن، تصريحات الوزير وكأنه يهدد المواطن، أرسل الصديق وليد محمد حميد أرقامًا من مراكز المعلومات في جهاز التعبئة العامة والإحصاء ومركز معلومات مجلس الوزراء ومركز معلومات وزارة المالية والتخطيط والهيئة القومي، هذه الأرقام تقول: خط المترو الأول بين حلوان والمرج الجديد تكاليفه حتى الآن 17 مليار جنيه حقق أرباحًا تعادل تريليون جنيه، والخط الثاني بين شبرا الخيمة والمنيب تكاليفه 11 مليار وحقق أرباح 500 مليار جنيه!

هذه أرقام رسمية، أما رفع التذاكر لماذا؟ تم رفع قيمة التذكرة إلى 2 جنيه حتى يتم سداد الديون المتراكمة على الهيئه القومية لمترو الأنفاق وهى كالآتي: 350 مليون جنيه لصالح شركات الكهرباء، 150 مليون جنيه لصالح شركات المياه 10.5 ملايين جنيه لصالح شركات النظافة!

ويؤكد الصديق وليد محمد حميد، أن هذا مثبت في مراكز المعلومات في جهاز التعبئة العامة والإحصاء ومركز معلومات مجلس الوزراء ومركز معلومات وزارة المالية والتخطيط والهيئة القومية للأنفاق؟ أتمنى أن يكذبنا المسئولين عن طريق نشر تقارير هذه الأجهزة الحكومية!!

لو أن المسئولين فكروا- وهذا صعب على الجهلة- في استغلال مائة محطة وأكثر من 160 كيلو من الأسوار-الداخلية والخارجية- في إعلانات مع الشركات الكبرى.. واستخدام الإذاعات الداخلية لأكثر من مائة محطة، وغيرها لحقق المترو فعلًا مكاسب!!

وإذا كان المترو يخسر.. كيف كان يتم صرف أرباح للعاملين!؟ وكيف وصل راتب السائق إلى 11 ألف جنيه؟! وإذا كان السائق راتبه يصل 11 ألف جنيه كما أعلن الوزير نفسه، فما هى رواتب الأعلى من المفتشين أو...أو.... حتى رئيس الجهاز!؟
لم يعد للمواطن سوى التضرع لله، والدعاء: اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه!

خلال الأسبوعين الماضيين طاردتني سهام ممن أغلق عقولهم، عندما كتبت أن ديني مصري، وهى كناية لإعلاء قيمة الوطن والتأكيد على أن "الدين لله والوطن للجميع"، فلم تفهم العقول المغلقة، وعلقت على ما كتبته "يا فاسق"، وهذا ليس غريبًا عليهم، وعندما كتبت على نماذج جميلة من تاريخنا الإسلامي، خاصة من سيدنا رسول الله، ردوا على بفتاوى داعش، وأفكارهم، سواء كانت الخاصة بانتشار الإسلام أو بالتعامل مع المسحيين أو من يخالفهم دينيًا.

بإذن الله نتواصل في المقال المقبل لنتحاور مع ممن يحملون الفكر الداعشي ويعيشون وسطنا للأسف!
الجريدة الرسمية