كفانا عبثا!
لم يفكر أو يتوقع الذين سارعوا بإعلان فرحتهم بوقوع عمل إرهابي في العاصمة البريطانية لندن، وسارعوا بإعلانها مدينة غير آمنة، أن يحدث بعد عدة ساعات قليلة فقط عملية إرهابية في سيناء، وبعدها بساعات قليلة أخرى تفجيرًا في مدينة القاهرة!
وهذا يدل بالقطع على قصر نظر أو ضيق أفق أو محدودية التفكير في التعامل مع الإرهاب، الذي لا يهددنا وحدنا وإنما بات يهدد كل مكان في العالم وبلا استثناء.. وهو ما يؤكد ما سبق أن كررنا قوله من قبل، ويؤكد أيضًا أنه حان الوقت لحرب جادة وشاملة لتنظيمات الإرهاب.. وحربه غير انتقائية ضد تنظيمات ودون أخرى.. حرب نتعاون فيها جميعًا حتى نتخلص من شرور الإرهاب.. ولكن بدلًا من أن نقول ذلك خرج البعض منا بصبيانية سياسية ليلهو ويعبث ويتخذ مواقفًا ويقول كلامًا لا يفيد بل لعله يضر.
يا سادة.. السياسة لا تعرف العواطف ولا اللهو والعبث الصبياني، إنما تعرف المواقف والتصرفات والكلام المسئول.. ثم أيضًا ليس هذا هو الإعلام الذي يخبر ويحيط المشاهد والقارئ والمستمع، علمًا بما يريد عما يحدث حوله في بلاده وفي العالم.. وكفانا عبثًا وقدروا مسئولية وجودكم أمام ميكروفون أو كاميرا أو القلم الذي تحملونه، وإلا سوف يلزمكم بذلك المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
