رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. سائق مترو عن الـ «11 ألف جنيه»: مراتي بتقولى بتودي فلوسك فين.. «تقرير»

فيتو

تصريح مقتضب لوزير النقل، هشام عرفات، عن رواتب سائقي قطارات المترو، فجر ثورة غضب عارمة على صفحات التواصل الاجتماعي، ضد قائدي المترو بعد أن أكد وزيرهم أن رواتبهم تصل إلى 11 ألف جنيه شهريا، مؤكدا أن رواتب العاملين بهيئة مترو الأنفاق تمثل عبئا كبيرا على شركة المترو.


وبعيدا عن ثورة السوشيال ميديا على ضخامة رواتب سائقي قطارات المترو، كانت هناك ثورة من نوع آخر اندلعت في هيئة المترو نفسها، ثورة قادها السائقون الذين أكدوا أن تصريح الوزير مناف للحقيقة وأن مرتباتهم، لا تتخطى الـ 5 آلاف جنيه على أقصى تقدير.

"فيتو" رافقت أحد سائقى المترو في رحلة على الخط الأول للتعرف على حقيقة تصريح الوزير، وهل رواتب العاملين هي السبب في الخسائر التي تحققها الهيئة سنويا، وموقفه من زيادة أسعار تذاكر المترو.

على محطة السادات كانت البداية، داخل كابينة قيادة متهالكة، وماكينة يزيد عمرها على العشرين عاما، يجلس عليها عم محمد سعيد الرجل الخمسيني مستخدما كافة حواسه حاملا فوق كتفه مسئولية ملايين الركاب ممن يستقلون مترو الأنفاق يوميا.

بدأت رحلة عم محمد مع مترو الأنفاق منذ عام 1989، حينما تم تعيينه سائق قطار في هيئة مترو أنفاق مصر: "أول مرتب أساسي حصلت عليه بالمترو بعد عملى به كان نحو 160 جنيها، وصل بعد خدمة 29 سنة خدمة إلى 673 جنيها، في الوقت الذي يحصل فيه أي خريج حديث على راتب يتخطى الـ 1500 جنيه".

يبدأ عم محمد عمله مع إشراق أول بصيص نور ليوم جديد، يصل إلى مقر عمله بالدقيقة يقول: "لو تأخرت خمس دقائق فاليوم يضيع ويحسب غياب، فأنا أعمل تحت ظروف ضاغطة يوميا، فبجانب مسئولية الركاب هناك خطر يلازمني طوال فترة عملي متمثلا في ضغط الكهرباء الذي يصل إلى 1500 فولت خاصة بعد تحذير عدد من الأطباء من احتمالية إصابتي بجلطة جراء تعرضي لها يوميا ولمدة 8 ساعات وقت وردية العمل، وأيضا لا يوجد صيانة دورية للقطارات والإشارات الداخلية في المترو مما يعني أنني في خطر طوال فترة وجودي على مقعد القيادة".

وتابع: "التأمين الصحي عندنا ضعيف والمستشفيات ليست على المستوى، وأقصى ما يغطيه 50% ويلزم أن يكون بموافقات من هيئة المترو لتستقبلك المستشفيات.. يعني أكون مريض وأذهب لإحضار ورق وأختمه لأكشف !".

عم محمد تحدث بمرارة عن تصريح راتب الـ 11 ألف جنيها الذي قال فيه وزير النقل إن سائقى المترو يتقاضونها شهريا: "يا بيه أنا بقالى 29 سنة باخدم في المترو ومرتبي الشهرى بالحوافز بالبدلات يبلغ 5536 جنيها، وفي حالة إلغاء أيام الراحة يعني شغل 31 يوم من غير إجازات راتبي بيوصل لـ 7000 جنيه".

وشن الرجل الخمسيني هجوما على وزير النقل قائلا: "الوزير بيصدر للرأي العام إن إحنا سبب زيادة سعر تذكرة المترو، لكن الحقيقة غير كدة، مافيش سواق في هيئة مترو سكة الحديد بيقبض 11 ألف جنيه وياريت تسألوا الوزير جاب الكلام ده منين، ولك أن تتخيل إني بتحاسب على الكيلومتر بـ 15 قرش".

وتحدث عم محمد عن الأضرار التي لحقت بهم بسبب تصريح الوزير "الوزير حطنا في أزمة مع الجمهور ومع أهل بيتي أنا مراتي اتخانقت معايا بتقولي بتودي باقي الـ 11 ألف اللى قال عليهم الوزير فين، إنت بتضحك عليا وتقول مرتبك 5536 جنيه".

وحكى كيف تعامل الركاب مع السائقين بعد الكلام غير الحقيقى عن رواتبهم المرتفعة: "الركاب هاجمتنا في الكباين وشتمونا، وقالوا بتعملوا إيه عشان تقبضوا 11 ألف جنيه.. عشان كدا قدمنا شكوى للوزير ووقع عليها كل سائقي المترو".

ويتابع: "إحنا عندنا مشكلات كتير ومحدش شايفنا وبنسمع شتيمتنا من الركاب عشان خاطر المرتب الخيالي اللى قال عليه الوزير وإحنا مالناش ذنب، قانون العمل بيقول لينا ساعة راحة وإحنا ولا بناخد الساعة ولا بناخد إجازة أسبوعية".
الجريدة الرسمية