رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مفاهيم يجب أن تصحح


من آن إلى آخر يطلع علينا أهل التكفير والتضليل وأصحاب المفاهيم الخاطئة المغلوطة بحملاتهم الشرسة وفتاويهم الخاطئة الناتجة عن ضيق أفقهم في فهم الدين، خاصة في الأمور المستحدثة والتي منها الاحتفال بعيد الأم والذي ينكرونه ويبدعوه ويتهمون من يحتفل بالضلالة والابتداع، هذا ونجد أن هناك مفاهيم أخرى كثيرة مغلوطة لدى بعض الناس أصحاب الفكر العقيم يجب أن تصحح وعلى رأس هذه المفاهيم، مفهوم كلمة بدعة.


كلمة بدعة في اللغة معناها ما استحدث في الدين وغيره، وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، هذا ومن أكبر المغالطات أن تأخذ كلمة بدعة على إطلاقها وهو ما يعني أن كل شيء مستحدث بدعة وضلالة، وهذا مفهوم خاطئ وجسيم، حيث يترتب عليه تكفير الناس واتهامهم بمخالفة تعاليم الدين وتعدي حدوده، من هنا وجب التصحيح...

أولًا البدعة منها البدعة الحسنة وهى مستحبة ويثاب ويؤجر عليها صاحبها، وهى التي أشار إليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينتقص من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعلية وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينتقص من أوزارهم شيئا"، هذا وهناك بدعة سيئة مضلة وهى التي عناها الحديث: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وأشار إليها وحذرنا منها وهى البدعة الخارقة لأصل من أصول الدين أو قاعدة من قواعده، والمخالفة لما جاء في منهج الإسلام وهى التي أشار اليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه وفي رواية ما ليس منه فهو رد"، أي مرفوض ومردود على صاحبه ومتبعيه..

إذا نفهم من هذا أن هناك بدعة طيبة حسنة يثاب عليها صاحبها ومتبعيه، وهناك بدعة مضلة مخالفة لأصول وقواعد وتعاليم الدين وهى المنهي عنها شرعًا والتي تقود صاحبها إلى النار، هذا وفي الحقيقة أن الاحتفال بعيد الأم من أعظم الأمور المستحدثة التي يثاب الإنسان ويؤجر من الله عليها، خاصة في هذا الزمن الذي انتشر فيه وتفشى عقوق الوالدين وظهر فيه جحود الكثير من الأبناء..

هذا وللاحتفال بعيد الأم أصل في الدين وذلك لأن الله تعالى أنزل في الوالدين قرآنا يتلى إلى يوم الدين أمر فيه من خلال آياته ببر الوالدين والعطف عليهما والإحسان إليهما، منها قوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناحا الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا".

وغير ذلك من الآيات الكريمة الكثير، وفي السنة النبوية المطهرة نجد الكثير والكثير من الأحاديث التي تحث على بر الوالدين والإحسان إليهما، خاصة الأم فهى أحق الناس بالصحبة كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، هذا ولقد كان من عظيم تقدير الإسلام للوالدين أن قدمهما على الجهاد في سبيل الله تعالى..

جاء شاب إلى رسول الله طالبًا منه أن يأذن له بالمشاركة في الجهاد، فسأله صلى الله عليه وسلم بقوله، أأحد أبواك حي، قال، نعم كلاهما يارسول الله، فقال له أرجع ففيهما فجاهد..

وفي الختام يا سادة ديننا دين جميل وهو دين حياة وحب وإنسانية، وليس فيه جمود ولا رتابة ولا غلظة ولا قسوة ولا تشدد وهو دين الرحمة والتراحم والوصل والتواصل والود والمودة وأحق الناس بكل هذا الأم، فهى رحمة الله في هذه الحياة، ولنحتفل بصاحبة الفضل والمعين الذي جئنا منه إلى هذه الحياة، وكل لحظة وكل أم بخير وفي سعادة ورحم الله الأمهات اللائي انتقلن إلى رحمة الله تعالى.

Advertisements
الجريدة الرسمية