رئيس التحرير
عصام كامل

تامر خليل يكتب: غياب المهنية يعرقل نهضة الوطن

تامر خليل
تامر خليل

قلما تجد من تستطيع وصفه بالمهني المحترف في بلادنا العربية، تستطيع بسهولة أن تجد طبيبا أو مهندسا أو محاميا أو معلما أو أي صاحب مهنة أخرى ويصعب أن تصفه بالمهني المحترف، فالمهنية والحرفية لا تساوى أن تكون قد تخرجت من كلية مهنية.


فالمهنية لا تشمل فقط المعارف المتخصصة في مجال محدد، وإنما تشمل أيضا المهارات الضرورية لهذه المهنة وكذلك الأخلاقيات والآداب المرتبطة بالمهنة.

لا يعتبر الطبيب الذي يجتهد في إعطاء قائمة بالأدوية لمريض لعل واحدا منهم يشفيه مهنى محترف، ولا المهندس الذي يعتمد على التجريب مهنيا محترفا.

المهنى هو الشخص المؤهل علميا بشكل كامل ولديه المهارات اللازمة لأداء دوره المهني ويمتلك من الآداب والأخلاقيات المهنية ما يلزمه بالالتزام بها بدون أحد هذه العناصر لا يعد الشخص مهنيا من الأساس.

ولكى يكون هذا المهنى محترفا فيلزمه أن يكون أداء عمله مرتكزا على قواعد محددة لا مجال فيها للتجريب والاجتهاد وأن تكون خطواته في أداء عمله مرتبطة لا يشوبها الفوضى والأخطاء.

أي مهنى لا يرتبط بمؤسسة مهنية تحثه على تحديث معلوماته ومهاراته وأخلاقيات المهنة بشكل منتظم فهو مهنى قاصر ولا يمكن أن نطلق عليه لقب محترف.

لماذا يجب على المهني أن يكون محترفا ؟!

لأن غياب المهنية والاحترافية يتسبب بشكل مباشر في سوء إدارة الموارد والتي ينجم عنها تبديد وضياع الثروات بمختلف أنواعها.

حقيقة – ومن وجهه نظرى – لا يوجد لدينا مهنيين محترفين باستثناء بعض الأطباء والمهندسين والمحاسبين والممرضين، وغيرهم.

ويظهر ذلك جليا في أعمال الإدارة – كمثال - بمختلف نواحيها في شتى بقاع الوطن، فالكثير ممن يعملون بالإدارة ليس لديهم الحد الأدنى من التأهيل لممارسة العمل الإداري ويمارسون العمل بدون علم أو قواعد ويعتمدون على طريقة التجرية والخطأ مما يجعل أداءهم به الكثير من الضعف والقصور والأخطاء.

تصرف الدولة والقطاع الخاص الكثير من الأموال على قوى بشرية بها نسبة كبيرة منها تعمل في أعمال هي بالأساس غير مؤهلة للقيام بها ويمارسون أعمالهم بطريقة إجتهادية مليئة بالضعف والقصور وغالبا الخلل والخطأ.

نظرا لغياب معايير مهنية لقياس معدلات الأداء فلا تستطيع بسهولة معرفة غير المهنيين من المهنيين ويختلط الحابل بالنابل ولو طبقت المعايير المهنية لاكتشفنا كم هو متدن معدل الأداء بشكل رهيب ومع ذلك تجد أن رغم هذا التدنى يتم مكافأة المخطئ وضعيف الأداء ويترتب على ذلك هبوط حماسة المهنيين الحقيقيين وبطء الإنتاج وضعف الخدمات المقدمة للجمهور وتأخر مصالح الناس والتأخر في كل المجالات مما يعطل تقدم الوطن.
الجريدة الرسمية