كيف أفسدت الحكومة فرحة المصريين بـ«ليلة الخميس».. «تقرير»
عبر سنوات طويلة ارتبطت "ليلة الخميس" في الموروث الشعبي بالفرح والسعادة وكانت مصدرا من مصادر البهجة في حياة المصريين، ففى تلك الليلة تقام حفلات الزفاف، ويلتقي الأحبة، وتتجمع الأسر في البيوت في نهاية أسبوع عمل طويل، وتحلو السهرات على ضفاف النيل.
طقوس عديدة كلها مرتبطة بالانبساط والسرور ارتبطت منذ زمن بعيد بـ"ليلة الخميس" التي يليها إجازة رسمية في المصالح الحكومية، وفي كثير من قطاعات القطاع الخاص، لكن "ليلة الخميس" على أيدي حكومة شريف إسماعيل تحولت إلى جحيم، ومصدر قلق لعموم المصريين، ففى تلك الليلة من كل أسبوع يضع المواطنون أيديهم على قلوبهم خوفا من صدور قرار حكومي برفع أسعار السلع، أو رفع الدعم عن الخدمات المقدمة لهم من الدولة، أو حتى خسارة جديدة للجنيه المصري أمام الدولار.
الحكومة من جانبها ترى في يوم الخميس فرصة ذهبية لتمرير القرارات الصعبة الخاصة بالإصلاحات الاقتصادية التي أعلنت عنها مرات عديدة، ويراهن المسئولون على انشغال المصريين بالتخطيط لقضاء يوم الإجازة، والاستمتاع بالسهرة، لذلك وبنظرة سريعة على أهم القرارات المتعلقة بليلة الخميس.
نهاية زمن الجنيه.
البداية كانت من أهم القرارات وأخطرها "تعويم الجنيه"، وهو القرار الذي اتخذته الدولة يوم الخميس الموافق 3 نوفمبر، حين أعلن البنك المركزي سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية والعربية، ما أدى لانخفاض غير مسبوق في قيمة الجنيه، وفقد ما يقرب من 50 % من قوته الشرائية في السوق، وما نتج عنه من ارتفاع نسب التضخم ونهاية زمن الجنيه.
الغريب أن قرار التعويم ورغم تسريب أنباء بشأنه جاء مفاجئا لعموم المصريين، خصوصا أن أسعار الدولار وقتها كانت قد شهدت هبوطا حادا، وفقدت العملة الأمريكية ما يقرب من 40 % من سعرها في أسواق الصرف.
رفع أسعار الوقود
ولم تتوقف قرارات الخميس الصعبة على التعويم ففى نفس اليوم أعلنت وزارة البترول عن رفع أسعار المحروقات (البنزين والسولار)، وشهدت محطات الوقود أزمة كبيرة بسبب إقبال ملاك وسائقي السيارات على شراء كميات كبيرة من الوقود لتخزينها خصوصا أن قرار رفع الأسعار نص على أن يتم تطبيق الزيادة في اليوم التالي "الجمعة"، ولم تتوقف طوابير زحام السيارات أمام محطات الوقود حتى الصباح.
100 % زيادة في أسعار المترو
فصول الحكومة البايخة مع المواطنين يوم الخميس بدت واضحة أيضا في قرار وزارة النقل برفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق اليوم الخميس بنسبة 100 %، ليكون سعر التذكرة 2 جنيه بدلا من جنيه واحد، وسط اعتراضات كبيرة من الركاب على لجوء الحكومة إلى الحل الأسهل بتحميل المواطن أعباء إضافية، رغم وجود أفكار كثيرة يمكن أن تدر ملايين الجنيهات لهيئة المترو لو تم تنفيذها.
إلا الفراخ يا حكومة
ومن بين القرارات الصعبة التي صدرت يوم الخميس يبقى قرار إلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة، واحدا من القرارات التي صاحبها حملة اعتراضات واسعة، وتم اتهام الحكومة بإصدار تلك القرارات لصالح أحد رجال الأعمال، ولم تتراجع وزارة المالية عن القرار إلا بعد حملة موسعة من أصحاب مزارع الدواجن الذين اعتبروا القرار محاولة لتدمير صناعة الدواجن في مصر وإغراق السوق بالفراخ المستوردة.
