رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الجدال والعمل


لا شك أن سنوات من الجدل غير المثمر قد مرت علينا وتعاقبت، اكتشفنا أننا فقدنا الصلة بأصدقاء وأقارب لاختلاف الآراء.. كان لكل منا رأيه ودوافعه وللأسف دون أن نستزيد من علم أو معرفه كنا نتمسك بآرائنا، كأنها جزء منا.. إلا أنه في الواقع كل رأي قابل للتغيير وفقًا لمتطلبات وتأثير البيئة الخارجية وقبلها أساسًا العلم والمعرفة.


ولعلنا تعلمنا مما فات ما يلي:
أن كل منا له رأي للأسف قد لا يستمر إذ يتم تعديله بمرور الزمان، سواء نتيجة تغير رأي الإنسان نفسه في القضايا أو حتى ظهور معلومات جديدة دفعتنا إلى تغيير وجهة نظرنا.. لذا فعلينا أن نسمع قبل أن نتكلم.. ولا شك أن الوقت المنقضي في الإنصات للآخرين أقل بكثير من الوقت المستنفذ في إصلاح نتائج سوء الإدراك عبر سوء الاتصال بين الناس.. وحينها تتدخل المشاعر لتنقل الموضوع إلى موضوع حياة أو موت.. ولا يدري الإنسان لماذا تمسك بآرائه حتى وإن كانت خاطئة، خاصة أنه لا يمكن للإنسان الرجوع إلى نقطه البداية.

لدينا عقل يستقبل كل يوم مؤثرات قادرة على خلق نتائج تتوقف على نوعية المدخلات لعملية تحويلية معقدة وفي النهاية يتقسم المحيطون بنا إلى رافضين وموافقين، ومنهم من لا يهمهم أساسًا الموضوع.. إذ كل ما يهتمون به أن يوفروا الحياة الكريمة لأولادهم في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، وللأسف فإنهم هم من يتحملون نتائج اختلاف الآراء والفرقة والخلاف.

إذا كان لنا هدف نعتقد فيه فإن لنا وسيلة تجمعنا على شيء نسعى لتنفيذه بيد واحدة مؤمنين بقدراتنا نحو الإنجاز مؤمنين بعزيمتنا نحو تحقيق مستقبل أفضل لمصرنا الغالية.

وإن لم يكن لنا هدف فإن علينا خلق هذا الهدف، لنحيد كل الاختلافات ولدينا من الحكمة ما يجعلنا نفكر جديًا في لم شمل مصر تجاه تحقيق نهضة حقيقية ينسجها شعبنا العظيم معًا.

لن نلتفت إلى من يهدون من عزيمتنا.. ولن نلتفت إلى من يشنون علينا الحملات التي تريد أن تنال من إيماننا بقوتنا وتأثيرنا بل وحكمتنا في إدراك أين نحن الآن.

معًا نستطيع أن نكون شيئًا وجزءًا مهمًا من المعادلة العالمية.. وستظل مصر عظيمة بأبنائها الذين يخلصون لها بحق وسنبذل كل الجهود حتى نسلم مصر إلى الجيل القادم سليمة معافة بإذن الله.
Advertisements
الجريدة الرسمية