رئيس التحرير
عصام كامل

الحل الأبيض من وحى الأحداث الكوبيا!


تلاميذ أبرياء أصيبوا بالتسمم بسبب وجبات غذائية مدرسية في إحدى المُحافظات، وسرعان ما تكرر الأمر في محافظات أخرى، فهل هي موضة، واللا الإعلام اهتم فجأة بحاجة كانت بتحصل كُل يوم بسبب التكرار؟ هل مُمكن نعتبر دة جُزء من مسلسل الأطفال "عالم تسمم" مثلًا؟
 الوزير مشكورًا قال إنه سيتم إيقاف تسليم وجبات للتلاميذ.. جميل.. وقد يتم تقديم فلوس بدالها(دعم مادى بدل العينى).. برضه جميل.. لكن تضمن منين سيادتك إن التلميذ يشترى أكل مُفيد بالفلوس بدل ما يشترى مثلًا لبان أو بُمب أو سجاير؟ أرجوك أوعى تقول لى هنمنع بيع الكبريت!


قيمة تذكرة مترو الأنفاق ما بين مواطن مكلوم، طالع عينه في كُل مناحى الحياة بسبب غلاء الأسعار، وبين هيئة مترو شايفة إن حرام التذكرة اللى سعرها جنيه من أيام الهكسوس يفضل كده، مع إن كُل حاجة غليت نار، والمواطن الرافض لتحريك سعر التذكرة من شبرا للمنيب(أكثر من 10 كيلو مترات) من جنيه لجنيه ونصف، هو نفس المواطن اللى بيركب التوك توك (50 متر) بخمسة جنيهات، وينزل مَرضى ويقدِّم سيجارة للسواق كمان، فأين الحل؟ 
بسيطة، كُل مواطن ينزل من المترو يقدِّم سيجارة للهيئة كنوع من تنمية الموارد!

إلحاقًا بالفقرة السابقة: نسبة التسلل في المترو تبلغ أكثر من 40% بيركبوا بلوشى؛ بسبب ضعف الرقابة، وأعطال ماكينات التذاكر، والبلطجة والتناحة والزناخة، يعنى لو حسبت الإيراد بعدد الرُكاب الإجمالى (دافع ومزوغاتى) هتلاقى إن التذكرة كمان بستين قرش مش بجنيه حتى، وهنا هانبقى محتاجين المزيد من تقديم السجائر للهيئة لتعويض هذا الفارق أيضًا!

الإرهاب يضرب بريطانيا، ويسقط الأبرياء هناك، والوضع على صفيح بريطانى أرستقراطى ساخن، جنبًا إلى جنب مع شاى وكيك الخامسة بعد الظهر، بلد هو مرتع لكُل إرهابيى العالم ـ قبل أن ينافسه تركيا وقطر ـ صار هدفًا لضرباتهم، وذلك على طريقة تتفها فوق تنزل على وشَّك، تتفَّها تحت تقع في عِبَّك، فأين يُمكنه أن يتفها؟
 سيقول قائل إن تركيا استقبلت الكثير، والدور على قطر، معنديش اعتراض، بس دى مُمكن تغرق كده!

اتحاد الكرة في مأزق، أعضاؤه يستغيثون، ويهددوننا بالفوضى، والخروج من تصفيات كأس العالم لو لم يبقوا في مناصبهم، يؤكدون أننا سنعود 1000 عام للوراء لو رحلوا من الميغة، رغم أننا فعلًا عمالين نرجع للخلف من أكتر من 1000 عام، لدرجة إننا بقينا في عصور ما قبل التاريخ كرويًا، واحتمال تلاقى إدارى ماسك عضمة مترين وماشى ناكش شعره بيدوَّر على ديناصور في الجبلاية، وواحد من الثلاثى أصحاب دعوى حَل الاتحاد طايح في كُل وسائل الإعلام، ليؤكد أنه يقدر يحل أي اتحاد، أو مجلس إدارة، أو أنبوبة بوتاجاز، هنا لن نبحث عن الحل، بالعكس ده إحنا عاوزين حَل يحل لنا الحل بعد ما اتحل وسطنا من القهر ده!

جاء في اعترافات إحدى القوادات المقبوض عليهن مؤخرًا، أنها تتقاضى 500 جنيه من فتاة الليل، و1500 من راغب المتعة الجسدية، وذلك لتوفيق راسين في الحرام، وإيجاد مكان آمن لهما، قرأت كُل تفاصيل الموضوع، ولم أجد إجابة لسؤالى: أين حبوب منع "الحل"؟!

في معهد أورام المنوفية، قامت ثلاث ممرضات بالاستيلاء على أدوية سرطان قيمتها نصف مليون جنيه، بعدها بساعات قليلة كُنت في زيارة لمستشفى الجامعة هناك، المقران-الجامعة والمعهد- لا يفصل بينهما إلا أمتار، سمعت من المرافقين أن هناك إضرابًا من تمريض المستشفى، وأن الكثيرين من المرضى في حالة يُرثى لها بطبيعة الحال، لم أعلم إذا ما كان الإضراب سببه الزعل على حبس بتوع النُص مليون، واللا الاعتراض على توزيع الأنصبة، المُصيبة تلاقى ناس لسَّة بتتكلِّم عن ضرورة تطوير الرعاية الصحية، ورفع مستوى الخدمات العلاجية، رغم أنهم نفس الناس اللى بيقولوا الإضراب حق، والتظاهر خير، والاعتصام بطولة.. مُشكلة بلدنا إن النشطاء والإعلاميين تحوَّلوا لضرِّيبة حُقن، لكن طبعًا مينفعش نستعين بيهم بدل التمريض المُضرب؛ لأن الحُقن بتاعتهم حُقن هوا!

الحل إذن في النهاية إيه؟ الحل أبيض جميل في نادي مشهور، يطلَّع بيانا رسميا، يعترض على الوجبات المُسممة بخشونة، ويسب في بتاعة القوادة بعُنف، ويفتح لنا ملفات إضراب المستشفيات وفسادها بجراءة، ويتوسط عند بتاع الحَل علشان يسيب اتحاد الكورة في حاله من غير ما يحله بصنعة لطافة، وينسحب من الدوري كمان بلذاذة!
الجريدة الرسمية