رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس هيئة الإسعاف: تشريع جديد لتغليظ عقوبة المعاكسات والبلاغات الكاذبة وتقديمه للبرلمان

فيتو

  • >> 49 ألف شخص تقدموا لمسابقة وظائف السائقين واختيار 1600 بمعايير وشفافية وتعيينهم خلال شهرين
  • >> تطبيق منظومة التتبع الآلي لكل سيارات الإسعاف في المحافظات خلال عامين
  • >> إبليكيشن على الموبايل للمسئولين بالهيئة لتحديد مواقع السيارات وتحريكها حتى لو بالمنزل


أعلن الدكتور أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف المصرية إعداد تشريع جديد لردع المستغلين للخطوط التليفونية في المعاكسات والبلاغات الكاذبة، مشيرا إلى الانتهاء من مشروع قانون خلال أسبوعين وعرضه على البرلمان.

وكشف رئيس هيئة الإسعاف لـــ"فيتو" عن خدمات تطوير منظومة الإسعاف، وكيفية استغلال التكنولوجيا الحديثة في إمكانية تحديد مكان المتصل آليا لسرعة الوصول إليه خاصة مع وجود عناوين خاطئة لبعض الأماكن يصعب الوصول إليها. 

كما أعلن خلال حواره لـ"فيتو" عن توفير سيارات إسعاف دفع رباعي حديثة خلال شهرين، والانتهاء من نتائج مسابقة وظائف المسعفين خلال أسبوعين لاختيار 1600 مسعف، ينضمون إلى فريق الإسعاف، وتطبيق منظومة التتبع الجديدة إلكترونيا في كل المحافظات.. وإلي نص الحوار..


▪ بداية.. ما السبب في قيام الهيئة بتغيير الزي المخصص للإسعاف للون اللبني في الرمادي؟
الهدف الأساسي من تغيير الزي هو مواكبة ما يحدث في العالم، خاصة وأن الزي الإسعافي له شروط يجب أن يكون مميزا، وليس مثل الأزياء المتداولة في المجتمع، ويحقق معدلات أمان مرتفعة للمسعف والسائق خاصة في الفترات الليلية، عند استخدام عواكس ضوئية يوضح طاقم الإسعاف، ويحقق معدلات راحة مرتفعة لأطقم الإسعاف الذين يعملون على مدار الساعة تم إعداده من خامات وتدعيمات معينة يتحمل تغيرات الطقس.
وتم اختيار الزي الجديد بناء على دراسة عدة نماذج للدول التي غيرت زي الإسعاف، وتم إجراء استطلاع رأي بين العاملين وكلفت إحدى الجهات بتصنيعه وتم ارتدائه بداية من مارس الجاري في كل المحافظات، لتمييز رجل الإسعاف فضلا عن تغيير الزي في أي مؤسسة يبعث بروح إيجابية للعاملين وراحة نفسية وحماس.


▪ ما الإجراءات التي تتخذها هيئة الإسعاف في مسألة زيادة المعاكسات على خط طلب الإسعاف 123؟
تم مناقشة ذلك الأمر في لجنة الاتصالات بمجلس النواب لأننا في مصر لدينا سوء استخدام لأرقام الطوارئ من قبل المواطنين، وعندما بدأ رصد مكالمات الإسعاف في عام 2008، كنا نستقبل من 100 إلى 140 ألف مكالمة يوميا، وبعد تطبيق خاصية حرق الخط المتسبب في المعاكسات ووقفه بعد إبلاغ الجهات المختصة بوزارة الاتصالات، وصلنا الآن إلى 45 ألف مكالمة يوميا منها من 90 إلى 95% بلاغات كاذبة ومعاكسات والنسبة الأكبر معاكسات.

ومفترض أن تقل نسبة المعاكسات إلى 0% ولكن للأسف ليس لدينا تشريع نافذ في القانون في مصر يجرم الاتصال بأرقام الطوارئ للمعاكسات أو بدون داع سواء في خطوط النجدة أو الإسعاف أو المطافئ لأنها تقدم خدمات طارئة، ويمكن في وقت يحتاج مواطن فيه لخدمة طارئة يتصل بخط الإسعاف يجده مشغولا لأن هناك آخر يتصل بغرض المعاكسة.

لذا تم الاتفاق مع لجنة الاتصالات بمجلس النواب لوضع تشريع يجرم المعاكسات، وإساءة استخدام الخطوط التليفونية والمعاقبة الفورية لصاحبها وحاليا يتم الإعداد لمسودة قانون تضاف إلى المواد التشريعية، ويعرض على مجلس النواب للموافقة عليه وخلال أسبوعين ننتهي منه ويتم تقديمه لهم بعد استطلاع رأي بقية الجهات التي لديها خطوط طارئة لوضع عقوبات رادعة للمخالفين.


▪ وكيف يتم استغلال التكنولوجيا الحديثة للاتصالات في الخدمات الإسعافية؟
ناقشنا مع لجنة الاتصالات بالبرلمان والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الاستفادة من التكنولوجيا وتفعيل خاصية جديدة بتحديد موقع المتصل آليا خاصة وأن مصر بها أماكن يصعب الوصول إليها، ولا يوجد دقة في العناوين لذا تفعيل موقع المتصل آليا يساعد في تطوير الخدمة الإسعافية واتخاذ الضمانات الكافية، لتحديد ودقة العنوان لتحسين زمن الاستجابة، ويوجد تعاون وترحيب من كل جهات الدولة، لأى فكرة جديدة تساعد في تطوير الخدمة الإسعافية.


▪ وماعدد سيارات الإسعاف في الوقت الحالي؟
حاليا نوزع 300 سيارة جديدة بالمحافظات لتنضم إلى عمل أسطول سيارات الهيئة ليتخطي العدد 3000 سيارة إسعاف، إضافة إلى زيادة عدد السائقين قريبا، لزيادة إتاحة الخدمة للمواطنين التي يكون لها أثر إيجابي على زمن الاستجابة، نعمل على زيادة الإمكانيات لتحسين زمن الاستجابة مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، وفي بلد متقدم مثل اليابان لديهم زمن استجابة أقل من 5 دقائق، نتيجة وجود عدد سيارات إسعاف أكثر واستخدام تكنولوجيا متطورة، ونسعي لملاحقة التطور الذي يحدث في العالم.

ويوجد جزء من السيارات القديمة سوف يخرج من الخدمة، لأنها اصبحت غير صالحة للاستخدام، إضافة إلى استخدام السيارات الجديدة وانتشارها في أماكن لم تكن مغطاة بالخدمة إضافة إلى وجود مرونة في الحركة وسرعة الوصول لمكان الإبلاغ، وأتوقع أن يقفز زمن الاستجابة فوق 90% في الأزمنة العالمية المطلوبة.

▪ ومتي سيتم الانتهاء من تعيين 1600 السائق الجدد وما عدد المتقدمين للمسابقة؟
خلال شهرين يبدأون استلام عملهم وخلال أسبوعين يتم الانتهاء من اختيار الــ1600 ويخضعون لتأهيل عملي وتدريب كاف، خاصة وأن هناك 49 ألف شخص تقدموا للمسابقة لتعيين السائقين خضعوا لاختبارات متعددة على 3 مراحل، وتم تصفية الــ49 ألف شخص إلى 9 آلاف، وجار تصفيتهم إلى 1600 سائق، وعملية التقديم والاختيارات وفقا لإجراءات علمية بنظام مميكن، وأؤكد على الشفافية الكاملة بها ولم يتم استبعاد أي شخص إلا بوجود سبب يمنعه من العمل كسائق ولا يؤهله لاجتياز شروط المسابقة، ونسبة الخطأ فيها 0% ولم يتقدم شخص بشكوي إلا وفحصت وكانت نتيجتها أنه غير محق في شكواه.

ويتم مراجعة الاختيارات بدقة، لذلك كل مرحلة في التصفية تأخذ وقتا لضمان الشفافية وعدم ظلم أي شخص متقدم للمسابقة.

▪ بالحديث عن المنظومة الجديدة للتتبع الآلي لسيارات الإسعاف متي يتم تطبيقها في كل محافظات مصر؟
خلال عامين تطبق في كل المحافظات، لأنها تحتاج إلى بنية متكاملة تكنولوجية وإمكانيات وأجهزة تركب في سيارات الإسعاف، وتدريب للطاقم الإسعافي، وهي حاليا مطبقة في القاهرة الكبري "القاهرة والإسكندرية والقليوبية" تعتمد على التتبع الآلي لسيارة الإسعاف وتحديد مكانها ورؤيته على الخريطة وسوف نتوسع في إقليم القناة الذي يشمل محافظات السويس وبورسعيد والإسماعيلية وجنوب وشمال سيناء والشرقية، إضافة إلى محافظة الإسكندرية وننتهي منها خلال عام.


▪ وهل أثرت تلك المنظومة على معدل الاستجابة؟
بالتأكيد تؤثر إيجابيا وكان الهدف منها تطوير الخدمة الإسعافية كأدوات مساعدة للعمل، وقد طبقت التجربة في سبتمبر الماضي وخلال 6 شهور نجري دراسة لتحديد معدلات الاستجابة للسيارات. 

وحاليا كل المسئولين في هيئة الإسعاف ومديري الفروع بالمحافظات لديهم إبليكيشن على الموبايل يمكن من خلاله تتبع سيارة الإسعاف في أي مكان حتى لو بالمنزل أو الشارع وليس شرطا تواجده في غرفة العمليات، يري مكان تواجد السيارة في أي شارع إذا كانت واقفة أو متحركة واي سرعة تسير عليها هل حولها زحام مروري ام لا يتم تحريك سيارة أخرى اقرب للحدث ليس حولها زحام مروري من أقصر الطرق، كل ذلك لتحسين زمن استجابة البلاغات للمواطنين وتظهر أهميتها في الحوادث الكبري- لاقدرالله – يمكن تحريك السيارات بسهولة والاطقم الإسعافية أفضل من السابق قبل تطبيقها.

▪ وماذا عن مشروع إنشاء مصنع لإنتاج سيارات الإسعاف وما الفائدة التي تعود على مصر منه؟
حصلنا على الموافقة المبدئية من مجلس الوزراء، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ووزارة الإنتاج الحربي واحد الشركاء المصريين وحاليا في مرحلة دراسة الجدوي الاقتصادية لإعلان تكلفة إنشاء المصنع ومكان تواجده ومراحل إعداده. 

بالتأكيد سيكون للمصنع فوائد هائلة تستفيد منها مصر، أولا تقليل الاستيراد من الخارج، وتدريب العمالة المصرية، وتقليل تكلفة الشراء والمحافظة على العملة الصعبة، وفتح فرص تصديرية للخارج لسيارات الإسعاف وإدخال استثمارات خارجية وينخفض سعر السيارة الإسعاف وتصنع بفس القدرة والكفاءة وطبقا للمواصفات العالمية.

▪ وماهي تكلفة شراء سيارة إسعاف؟
قبل تحرير سعر الصرف، وفقا لآخر سعر اشترينا به سيارات كانت تبلغ 700 ألف جنيه، بينما الآن متوقع زيادة سعرها لمليون جنيه.

▪ وماذا عن أكاديمية الإسعاف التي سعيت لإنشائها؟
اكاديمية الإسعاف انتهت دراستها وهي حلم بالنسبة لي أسعى لتنفيذه وهي ضرورية لنا، وعلي المدي البعيد تحقق مستوى تعليميا لمقدم الخدمة الإسعافية من خلال دراسته 4 سنوات، بدلا من عامين يتعلم خلالهم المهارات الإسعافية، ويكون مؤهلا علميا وعمليا ومدربا على التعامل مع كافة انواع الأمراض والإصابات الطارئة بصورة احترافية، يضمن تعليمه وتأهيل المسعف لتقديم معدلات عالية من الخدمة الطبية في مرحلة ما قبل المستشفي تكون متميزة وكذلك فتح فرص استقطاب دارسين من الدول المحيطة بنا خاصة وأن تلك الأكاديمية غير موجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا وإنشاء أكاديمية من ذلك النوع عالية التخصص تجذب وافدين يوفروا دخلا لمصر وعملة أجنبية ونصدر العمالة المصرية ذات الكفاءة العالية إلى الدول المحيطة.

وفي دولة اليابان منذ 15 سنة اتخذوا قرارا بتعليم كل المسعفين لمدة 4 سنوات في أكاديميات متخصصة وليس عامين، وسافرت لليابان رأيت مصانع إنشاء سيارات إسعاف وأكاديميات ولديهم تقدم علمي رهيب.

▪ وما إجراءات تطوير منظومة الإسعاف؟
نحن في إعادة بناء منذ عام 2008 للخدمة الإسعافية في ظل ظروف الدولة الصعبة خلال 6 سنوات ماضية، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدولة لا يمكن مثلا شراء 2000 سيارة إسعاف حتى لا نحمل على الدولة، ولكن نعمل على توفير الضروريات والأمور الحتمية التي بدونها تنهار الخدمة وأجهزة الدولة تساعد في تطوير الخدمة الإسعافية وتعاون من وزارات المالية والدفاع والتخطيط وأى مكان نعرض متطلبات الإسعاف يتم الاستجابة لنا طالما مطلب حتمي وليس رفاهية.

▪ وما هو زمن الاستجابة الحالي للبلاغات؟
حاليا زمن الاستجابة من 8 إلى 15 دقيقة في 85% من البلاغات ونستهدف أن يصل إلى 95% من البلاغات، ومع إضافة 300 سيارة جديد سيتحسن الوضع فضلا عن وجود 50 سيارة دفع رباعي جديد تتوفر في مصر لأول مرة خلال شهرين تسير في أي طريق ممهد وغير ممهد وكذلك سيتم توفير 10 سيارات عناية فائقة وهي عبارة عن وحدة عناية مركزة كاملة متحركة تتعامل مع المريض كأنه في قلب غرفة الرعاية المركزة وسوف ينبهر بها الجميع عندما يرونها ويدركون الفرق بينها وبين السيارات المتوفرة حاليا وهي نفس النوع الموجود في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وكل دول أوروبا.

ونحن نسير بخطي متقدمة تجاه تطوير الإسعاف ولأول مرة منذ 2011 يتم زيادة 360 سيارة إسعاف وكل الزيادات السنوات الماضية لا تتجاوز 200 سيارة سنويا وسوف نتخطي 20 ألف مسعف وسائق بداية السنة المالية الجديدة وكل ذلك يحسن من الخدمة.

▪ وما هي طموحات رئيس هيئة الإسعاف؟
أن نكون رقم 1 في الشرق الأوسط، وننقل تجربة الإسعاف المصري لتكون درسا يستفيد منه كل الدول، لأننا خلال 6 سنوات خضنا معارك كثيرة في الأحداث منذ ثورة يناير وتعرضنا لظروف استثنائية لم تشهدها أي دولة، ومع ذلك يتم تطوير الخدمة، والإسعاف الإنجليزي أقوي إسعاف في العالم لم يواجه ماعشناه ويحدث اسطول سياراته سنويا.

وأعتبر أن منظومة الإسعاف أصل من أصول مصر وتجربة نجاح، ولن يوجد مواطن في مصر يسأل على خدمة الأسعاف إلا وتذهب له في الزمن المطلوب وتنقله بأمان لأقرب مستشفى.
الجريدة الرسمية