رئيس التحرير
عصام كامل

ثمن الإصلاح الاقتصادي!


في مقال له قال البروفيسور الأمريكى هارون. ب جونز أن العلاج الكيميائى الشهير لمرض السرطان يضر أكثر مما يفيد ويعجل بوفاة المريض.. وما قاله هذا البروفيسير الأمريكى يشاركه فيه أطباء آخرون حتى داخل مصر، لأن العلاج الكيميائى كما يقتل خلايا الجسم المصابة بالسرطان فإنه يقتل معها الخلايا غير المصابة والسليمة، وبالتالى يؤثر بشكل مباشر على صحة المريض، ويضعفه ويؤدى إلى وفاته.


أما أنا فأقول إن علاج الأمراض الاقتصادية يؤدى بدوره إلى نفس النتائج أحيانا التي يؤدى إليها العلاج الكيميائى لمرض السرطان. أي إنه لا يؤلم فقط عموم الناس خاصة الفقراء وأصحاب الدخول المتوسطة منهم، وإنما يؤدى إلى إضعافهم وزيادة الأعباء عليهم والهموم لهم، ويخفض ولا يرفع من مستوى معيشتهم، خاصة خلال فترة العلاج الاقتصادى أو تجرع الدواء المر.

وهذا يمكننا أن نلمسه بوضوح بالتضخم الذي انفلت، والغلاء الذي صار فاحشا، ويؤلم بشدة الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة وأيضا المتوسطة في البلاد.. فمعدل التضخم تجاوز 30% طبقا لآخر التقديرات الرسمية (البنك المركزى وجهاز المحاسبات)، وهذا المعدل أكبر بالنسبة لأسعار الغذاء.. كما أن هذا المعدل في زيادة مستمرة، ولا أحد يعرف متى يتراجع.. ولذلك إذا لم يتم التوسع في برامج الحماية الاجتماعية سيدفع الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة ثمن الإصلاح الاقتصادى من مستوى معيشتهم.


الجريدة الرسمية