رئيس التحرير
عصام كامل

كامل الشناوى يكتب: حكم الشعب بالشعب

كامل الشناوى
كامل الشناوى

في العدد 57 من مجلة "بناء الوطن"، مارس 1964، كتب كامل الشناوى مقالا قال فيه: هذه أول مرة يمارس فيها الشعب المصرى الحكم بالنظم الديمقراطية السليمة، وكان قبل ذلك يمارس الديمقراطية بمظهرها، لا بجوهرها، فكان الشكل ديمقراطيًا والجوهر لا يمت للديمقراطية بأى صلة.

والأسس التي وضعها الميثاق وسعت القاعدة الشعبية، وجعلت عمليات الانتخاب تعبيرًا مباشرًا عن إرادة الشعب الحقيقية ومنعت أي تزييف لهذه الإرادة، وعندما يفتتح مجلس الأمة الجديد يكون هذا اليوم أول يوم في تاريخ حياتنا النيابية الصحيحة.

وقد سبق أن اتخذت الحياة النيابية في بلادنا أشكالا مزرية في عهد الخديو إسماعيل.. مثلا كان مجلس شورى النواب، ثم مجلس شورى القوانين، ولما أعلنت بريطانيا أنها منحتنا الاستقلال الزائف، وصدر دستور 1923 أقمنا مجلس نواب ومجلس شيوخ، وكان في المجلسين جبهات تمثل المعارضة والأحزاب المختلفة.. وكان مصير كل هذا في يد الملك.. يلغى المجلس كما يشاء كما حدث في عهد فؤاد وتوفيق، ويعيد تكوينه بانتخابات جديدة كلما أراد.

وكانت المهازل التي تجرى في هذه الانتخابات طوال العهود الماضية تدل على أن الشعب لا رأى له فيها، وإنما الرأي للإقطاعيين الذين يملكون الأرض والثروات.

وفى عهد الثورة كان أول ما اتجهنا إليه هو التحرر السياسي والاجتماعى معًا.. فبغير الحرية الاجتماعية لا تكون هناك حرية سياسية، وأصبح الناخبون اليوم يملكون إرادتهم ورأيهم.. وأن الديمقراطية في بلادنا هي كما قال الميثاق الوطنى في 30 مارس حكم الشعب بالشعب وللشعب.
الجريدة الرسمية