رئيس التحرير
عصام كامل

مصابو الحروب: عطاؤنا لمصر مستمر والإصابة ليست نهاية العالم

فيتو

شرف العسكرية المصرية لا يضاهيه شرف، فمن يلتحق به يعرف معني العطاء والصمود، ويكون هدفه في الأول والأخر النصر أو الشهادة ويضحي بنفسه فداء هذا الوطن الغالي الذي لا يعرف معناه سوى الشرفاء والوطنيين.


في الحروب والعمليات العسكرية، هناك أبطال ابتلاهم الله بفقدان جزء غال من جسدهم، وقعدوا بسببه عن الجهاد في سبيل الدفاع عن مصر، هؤلاء الأبطال لم يتوقف عطاؤهم أبدا بل تحدوا الإعاقة والإصابة وتركوها خلف ظهورهم، وحاولوا العطاء بطريقة أخرى عن طريق تنمية بعض الهوايات التي كان لديهم بالفعل، والقوات المسلحة لم تتركهم أبدا بل تساعدهم في تنمية هذه المهارات وتسويقها عرفانا منها بجميل هؤلاء الأبطال الذين جادوا بأنفسهم في سيبل الوطن.

كان لـ"فيتو: شرف لقاء بعض أبطال مصر الذين أصيبوا في العمليات الحربية أو حرب أكتوبر المجيدة.

يقول البطل صلاح الدرديري، أحد مصابي حرب أكتوبر:"المعاق هو الشخص الذي لا يفكر، ولكني كأحد أبناء الجيش المصري العظيم لا استسلم بسهولة، فعقب إصابتي أثناء حرب أكتوبر ربنا كرمني بفقدان أحد أطرافي ليكون لي شرف الإصابة، والقوات المسلحة لم تتتركني بل ساعدتني بالعلاج، ولكني تركت الخدمة بسبب إصابتي".

وأضاف:"قررت أن ابدأ من جديد في هواية أعشقها وهي الرسم على الخزف، وبالفعل تقدمت بطلب وقامت جمعية المحاربين القدماء بتوفير الخامات اللازمة لعملي، وبعد التصنيع تقوم بتسويقه سواء في المعارض العامة، أو من خلال المعارض التي تقيمها الجمعية سنويا بمقر الوفاء والأمل، وأنا اعتبر أن كل قطعة أقوم برسمها هي تحفة فنية أضع فيها كل ما أتخيله في الحياة".


البطل محمد ندا، مصاب أثناء الخدمة، يقول: "الشيء الوحيد الذي كنت أخطط له أن التحق بالخدمة في القوات المسلحة، ولكن إرادة الله فوق كل شيء فإصابتي أثناء الخدمة حالت بيني وبين هذا الحلم الجميل، وبفضل الله استطعت أن أتخطي الحالة النفسية السيئة وحولتها لحالة من الجد والعمل وأقوم الآن بنحت تماثيل خشيبة من البيئة على هيئة حيوانات أو طيور أو قطعة فنية فريدة، وأنا أري أن الإبداع لا يتوقف عند الإصابة فلو كل واحد فينا ترك نفسه للأحزان لما كانت هذه الحياة فالأمل حياة جميلة يزينها العمل".

أما البطل صلاح الدرديري، أحد أبطال أكتوبر وأصيب في الحرب، قيوضح: "عندما أصبت أسودت الدنيا في عيني ليس لاعتراض على قضاء الله ولكن لأنني تركت الميدان وزملائي يحاربون وحدهم وعندما علمت بالنصر في حرب أكتوبر تحولت إصابتي إلى تاج على رأسي أتشرف به لأنني شاركت في حرب العزة والكرامة وبعد إتمام شفائي".

وتابع:"حاولت أن أشغل وقتي ببعض الأعمال الخشبية مثل النحت والصدف وعمل اللوحات الخشبية من مواد صديقة للبيئة لتزيين المنازل بها والقوات المسلحة الحمد لله توفر لي الخامات والتسويق، وأنا سعيد لأن كل عمل أقوم به إضافة فنية أضع عليها اسمي بفخر".

يقول البطل عيد طه أحد المصابين أثناء الخدمة: "الإنسان لايتوقف عمره عند الإصابة ولا التفكير فيها، فالقوات المسلحة علمتنا العطاء، وإذا فقدت جزءا من جسدك فهناك أجزاء أخرى تستطيع بها العمل والعطاء، ولكن المطلوب هو البحث بداخلك عما تستطيع عمله".

واستطرد:"أنا كنت أحب الرسم وعمل البراويز الفنية من خلال الأشغال اليدوية بالإبرة وأتقنت هذا العمل وأصبحت قادرا على الإنتاج والعمل بدل القعدة في المنزل والحمد لله أكسب من خلال عملي الفني، بالإضافة إلى أنه جعلني أنسى الإصابة وأتعامل مع الناس بشكل طبيعي".
الجريدة الرسمية