نصيحة السيسي لترامب

ليس لدى شك في أن مؤسسة الرئاسة تعد بجد واجتهاد للزيارة الأولى التي سيقوم بها الرئيس السيسي، وهى أيضا الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس مصرى للبيت الأبيض، منذ قرابة عقد ونصف العقد من الزمان، شهدت فيها كل من مصر وأمريكا الكثير من التطورات، وتعاقب على رئاستهما عدد من الرؤساء.

وليس لدى شك أيضا في أن من يعدون لهذه الزيارة في مصر يعرفون ويفهمون أن العلاقات بين الدول تقوم على تلك القاعدة المعروفة بقاعدة (خد وهات) أي تبادل المنافع والمصالح. وهذا يعنى أنه في الوقت الذي نسعى فيه، لأن نأخذ من أمريكا مساعدات عسكرية ودعما سياسيا لنا في حربنا ضد الإرهاب، ودعما أيضا للاستثمار الأمريكى في بلادنا، لمساعدتنا على تخطى أزمات اقتصادنا، فإننا يجب أن نكون مستعدين لأن نمنح الأمريكيين مقابلا لذلك.. والمقابل المتاح لدينا هو المضى قدما وبقوة في مواجهة التطرف الدينى، وحرب الإرهاب الذي يخشاه الأمريكان أيضا، فضلا عن المساعدة في التسوية السياسية للمشكلة الفلسطينية، من خلال علاقاتنا مع الفلسطينيين وتأثيرنا عليهم.

غير أننى مع ذلك أتصور أنه في إمكان الرئيس السيسي أن يقدم هدية خاصة للرئيس الأمريكى ترامب تتمثل في نصيحة خاصة بمواجهة الذين يتآمرون عليه لإزاحته من الحكم، خاصة وأن الرئيس السيسي لديه خبره كافية في هذا الصدد، بدأت منذ أن حاول البعض إثناءه عن الترشح لرئاسة في مصر، ثم لإبعاده عن قصر الرئاسة بعد أن انتخب بأغلبية كبيرة رئيسا لمصر.. وترامب يحتاج بشدة لهذه الهدية الآن، في ظل المحاولات التي تستهدف الإطاحة به داخل أمريكا.