رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. جريمة في غرب الإسكندرية.. ردم بحيرة «مريوط» يهدد 35 ألف صياد.. وانخفاض منسوب المياه يهدد بكارثة.. الصيادين يكشفون الأسباب.. والثروة السمكية: خاطبنا وزارة الري لإنهاء المشكلة

فيتو

مأساة حقيقية يعيشها أكثر من 35 ألف صياد وأسرهم، ببحيرة مريوط غرب الإسكندرية، وتحديدا بحوض الـ 5 آلاف، والممتد من وسط المدينة بمحرم بك إلى العامرية غرب المدينة وكفر الدوار بمحافظة البحيرة.


ويعيش الصيادون ما بين مطرقة مافيا ردم البحيرة، لصالح إحدى الشركات المجهولة، وتقليص البحيرة من 16 ألف فدان، إلى 14 ألف فدان، بعد أن كانت مساحتها 64 ألف فدان، وسندان تجفيفها وتقليل منسوبها على يد وزارة الري وهيئة الثروة السمكية، بسبب النوات التي ضربت المدينة، وتلوث البحيرة من ناحية أخرى؛ بسبب الميناء النهري والصرف الصحي.

ورغم قيام الصيادين بالتصدي أكثر من مرة لردم البحيرة، وتعرضهم لبطش أصحاب الشركة، وعدم تحرك المسئولين عنها؛ لإنقاذ البحيرة، إلا أنهم لا زال لديهم أمل في أن تعود البحيرة مرة أخرى، وتضخ فيها المياه حتى يستطيعوا العيش كما كانوا من قبل.

«فيتو» ذهبت لحوض الـ 5 آلاف؛ لترصد المأساة على طبيعتها، وترصد تجاهل كافة المسئولين لنداءات الصيادين؛ لإنقاذ البحيرة وحوض الـ 5 آلاف.

البداية
عشرات الصيادين المحملين بالهموم والأسى، بدأوا يتحدثون عن ما آلت إليه حال البحيرة، وحوض الـ5 آلاف، وما يتعرضون له من ظلم وجبروت، إحدى الشركات التي تقوم بردم البحيرة، تحت سمع وبصر الثروة السمكية وكافة المسئولين، وتقليل منسوب البحيرة خوفا من النوات.

ردم البحيرة وتجاهل المسئولين
يقول ونيس يونس، أحد الصيادين: إن الأزمة بدأت منذ العام الماضي، عندما فوجئوا بقيام إحدى الشركات بردم أجزاء من البحيرة، مرة ناحية كفر الدوار، التابعة لمحافظة البحيرة، ومرة أخرى ناحية العامرية ومحرم بك، وقاموا بالتصدي له أكثر من مرة، وتوقف الردم بعد استغاثات للثروة السمكية وأقسام محرم بك والعامرية.

ويضيف «يونس»: «بعد ذلك فوجئنا بالقبض علينا، من قسم كفر الدوار، وتحرير محاضر لنا بالتعدي على معدات الشركة وعمالها، واتهامات كيدية كثيرة، ورغم ذلك لم نتراجع للحفاظ على الحوض الذي يعيش عليه أكثر من 80 ألف نسمة، ولا يوجد مصدر رزق آخر لهم»

ويؤكد غانم ضيف الله، صياد: إنهم تقدموا بشكاوى وبلاغات لكافة المسئولين في الدولة وفي المحافظة؛ لإنقاذ الحوض دون أي رد، وتم ردم جزء كبير من البحيرة، مشيرًا إلى أن بعض الصيادين تلقوا تهديدات من قبل بعض الأشخاص، حتى لا يثيروا أي مشكلات.

منسوب البحيرة
ويرى زايد حامد، شيخ الصيادين بمنطقة حوض الـ5 آلاف، أن الأزمة الحقيقة باتت في خفض منسوب الحوض لأكثر من 3 أمتار، لافتًا إلى أن المشكلة بدأت منذ أن تعرضت الإسكندرية للغرق، وقيام طلمبات المكس، بسحب كميات كبيرة من البحيرة؛ بسبب غرق المدينة ليقل المنسوب.

ويضيف «حامد» لـ«فيتو»، أنه منذ ذلك الحين، وأصبح منسوب البحيرة يقل، إلى أن هناك مناطق جفت بالفعل، وباتت لا يوجد بها مياه ولا سمك، وأصبح 35 ألف صياد وأسرهم مشردين، ولا يجدوا أي مورد رزق لهم، وتوقفت مراكبنا عن الصيد.

ويوضح شيخ الصيادين، بأنه قام ومعه عدد كبير من الصيادين بالتوجه للثروة السمكية؛ لمعرفة أسباب خفض منسوب البحيرة، وحوض الـ5 آلاف، وكان الرد أنهم يخشون من النوه وغرق المدينة، وبعد أن تمر النوة القادمة، سيتم ضخ المياه مرة أخرى، ولكن دخلنا لأكثر من عامين، والحال كما هو عليه، وزادت الأمور تعقيدا بقيام ردم البحيرة تحت سمع وبصر الجميع، وتلوث المياه من الصرف الصحي.

الثروة السمكية تتحدث
من جانبه، قال الدكتور خالد الحسني، رئيس هيئة الثروة السمكية: إنه بالنسبة لردم البحيرة، فهناك حملات مستمرة لوقف أي تعديات على البحيرة وعند إبلاغنا بأي أعمال ردم نخطر المسطحات المائية، ومسئولي الأحياء والأقسام المختلفة؛ للتنسيق معهم لإزالة هذا التعديات.

وأضاف «الحسني»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: إن هناك حملة أمنية ستقوم بإزالة كافة التعديات، مشددا على أنه لن يسمح بذلك، خاصة أنهم قاموا بإزالة التعديات قبل ذلك.

وأكد رئيس هيئة الثروة السمكية، أن الهيئة خاطبت وزارة الري؛ لرفع منسوب المياه في البحيرة، وحوض الـ5 آلاف، حتى يتم استئناف العمل، موضحًا إنهم سيعيدون المخاطبة مرة أخرى؛ لرفع المعاناة عن الصيادين.
الجريدة الرسمية