رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يعرف متى يعارض.. ومتى يؤيد؟!


البرلماني الناجح هو من يملك رؤية سياسية وقدرة على الالتحام بالجماهير والتفاعل مع أبناء دائرته وناخبيه وقضايا أمته بشكل عام.. هو من يعارض إذا كانت المعارضة وسيلة إصلاح وتقويم لا بد منها.. ويؤيد إذا كان في التأييد منفعة للصالح العام وتحقيق للوفاق الوطني وتكوين جبهة داخلية متماسكة تستعصي على الاختراق الخارجي، وتمتنع عن محاولات التآمر.


البرلماني الحق من يستشعر نبض الناس ويتفهم احتياجاتهم ويسعى لتحقيق مصالحهم ولا يتوانى عن خدمة الضعفاء منهم قبل الأقوياء، يدرك حجم الأزمات، ويصارح الجماهير بالحقائق ولا يدغدغ مشاعرهم بوعود لن تتحقق، كإيهام أبناء دائرته مثلًا بقدرته على تعيينهم في الدولاب الحكومي المكتظ بالبطالة المقنعة، العاجز عن استيعاب مزيد من العمالة الفائضة..

ومن ثم فعليه بإقناع المواطنين خصوصًا الشباب بضرورة الالتحاق بالقطاع الخاص والتزود بالمهارات والخبرات المطلوبة لسوق تسعى للمنافسة، وعليه التواصل مع الإعلام لنشر ثقافة جديدة للعمل على تغيير مفاهيم قديمة ترسخت عبر أجيال تربت على مقولة خاطئة مفادها "إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه"..

وعلى البرلماني الحق إقناع الشباب بثقافة العمل والجودة الإنتاجية والتنافسية والتصدي لظاهرة البطالة بدلًا من القضايا الهشة التي تجرى مناقشتها كل يوم.. والبرلماني الحق هو من يقدر دور الصحافة والإعلام لكنه في الوقت نفسه ينبه لخطورة التناول الإعلامي لطائفة من الفضائيات دأبت على الإساءة لسمعة مصر في الخارج وتشويه صورتها.. ومن ثم فإن الواجب يقتضي الرد على ما تثيره مثل تلك القنوات بالحوار الموضوعي ومقارعة الرأي بالرأي والحجة بالحجة.. وهكذا ينبغي للحكومة والأحزاب والمجالس الشعبية المزمع انتخابها أن تتحلى بتلك الصفات الواجب توافرها فيمن يتصدى للعمل العام.
Advertisements
الجريدة الرسمية