رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب- ميركل هات..وخذ!


السياسة لا تعرف العواطف، ولكنها تعرف فقط المصالح.. والمصالح هي التي قادت المستشارة الألمانية إلى زيارة واشنطن واللقاء مع الرئيس الأمريكي ترامب، الذي سبق أن اتهمها خلال الحملة الانتخابية له بأنها تدمر ألمانيا بسياستها تجاه الهجرة.. والمصالح أيضا هي التي حثت ترامب على الترحيب بالمستشارة الألمانية التي لم تخف عدم ارتياحها من وصوله إلى البيت الأبيض، وتأثير ذلك سلبيا على العلاقات الأوروبية الأمريكية.


لقد ألقي كل من ترامب وميركل مواقفهما السابقة تجاه كل منهما الآخر وراء الظهر، كما قالت المستشارة الألمانية في المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقداه من أجل المصالح المتبادلة التي يسعي كل منهما لتحقيقها.. ولذلك اعتمد ترامب وميركل على السياسة الأمثل في هذه الأحوال.. سياسة «خذ.. وهات» أي تبادل المصالح..

وهذا يتضح بشكل جلي في تغير موقف الرئيس الأمريكي من حلف الناتو.. فقد أقر بضرورته وبأهمية استمراره بعد أن كان يشكك - أثناء حملته الانتخابية- في جدواه.. وفي المقابل وافقت المستشارة الألمانية على رغبة ترامب في أن تزيد الدول الأوروبية من مساهمتها المالية، في تحمل أعباء ونفقات حلف الناتو، بل إنها قالت بوضوح إن ألمانيا خصصت -كما يطالب ترامب- ٢ في المائة من ناتجها القومي لدعم موازنة الناتو.. وهذه هي السياسة ومقتضياتها.
الجريدة الرسمية