رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الوزير مصيلحي !


الحق.. أن الدكتور علي مصيلحي، وزير سياسي بحكم تكوينه وتاريخه، فقد كان برلمانيًا منتخبًا، نجح في كسب أصوات ناخبيه ومؤيديه في دائرته بمحافظة الشرقية، ناهيك عن كفاءته المهنية التي تجلت في تطوير منظومة البريد ووضعها على طريق النجاح، ثم نجاحه في وزارة التضامن الاجتماعي التي تولاها قبل أحداث يناير.


ما أعرفه عن الوزير مصيلحي أنه يملك رؤية هادفة للتطوير، ويضع لها خططًا وبرامج تكفل لها النجاح، ودائمًا ما يسعى لحل المشكلات سواء في عمله النيابي وبين أبناء دائرته أو في عمله الوزاري، يتلقف ما ينشره الإعلام، ويجيد التفاعل معه ويفسح صدره للنقد الهادف قبل المدح والإشادة، ويتحلى بروح المبادرة والمبادأة في حل المشكلات في أي موقع عمل به؛ لذلك أرى أن ما وُجّه إليه من نقد لاذع قد جانبه الصواب، فليس من اللائق وصفه بــ "الوزير الفاشل" كما ذهب البعض رغم نجاحه في مواقع عديدة.

مبلغ علمي أن الدكتور مصيلحي، وزير التموين، ينحاز للفقراء ويضعهم دائمًا في صدارة أولوياته منذ كان وزيرًا للتضامن، وكان بوسعه تحاشي الصدام مع مافيا المصالح في وزارة التموين، وأن ينال دعمهم لو آثر الصمت وغض الطرف عما يرعى من فساد وروتين في وزارته، وترك التطوير ومنظومة الكساد والعفن الإداري على حالها، خصوصًا في قطاع المخابز والمطاحن.. وما أدراك ما المخابز والمطاحن والصوامع التي شهدت كبرى قضايا الفساد في السنوات الأخيرة، ناهيك عن مستودعات البوتاجاز..

لكنه قرر اقتحام عش الدبابير لتطهيرها وتوصيل الدعم لمستحقيه وتوفير الفاقد لخزانة الدولة فلقي مقاومة شرسة، وشن أصحاب المصالح ضده حربًا ضروسًا بالشائعات تارة، والتحريض تارة أخرى.. لكنه يدرك حجم المعركة وهو مستعد لدفع ضريبة الإصلاح حتى يصل إلى مبتغاه، لكننا ننتظر منه مزيدًا من ضبط السوق وتحقيق العدالة الاقتصادية، والإشباع للجماهير خصوصًا المطحونين والغلابة وما أكثرهم.. حتى لا نتركهم فريسة للتداعيات الصعبة لحزمة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة أو المحرضين على الدولة ودفع المواطنين للانفجار.

حماية الفقراء أولوية يعرفها الدكتور مصيلحي، ويجب أن يسرع الخطى نحو تحقيقها وكذلك حماية ما بقي من الطبقة الوسطى الآخذة في الانهيار والتآكل بصورة خطيرة.

ما نرجوه أن يكون الحس السياسي معيارًا حاكمًا عند اختيار المسئولين أيًا ما تكون مواقعهم؛ فذلك كفيل بحل مشكلاتنا المستعصية.. تخريج كوادر سياسية ملهمة فريضة غائبة، تحتاج إلى إعادة بناء مؤسسات ومنظمات سياسية جديدة يمكنها بناء كوادر وتخريج نخبة سياسية جديدة إلى أن تتعافى الأحزاب وتنهض بدورها الطبيعي الذي نراه من حولنا في كل الدنيا.
Advertisements
الجريدة الرسمية