رئيس التحرير
عصام كامل

أسطورة «الرجل يحكم»


علينا جميعًا أن نتفق على أن المرأة والرجل شريكان في صنع الحياة السلمية للأسرة، يكمل أحدهما الآخر فهما معًا يعملان على تحقيق كافة أسباب السعادة والائتلاف للمجتمع ككل، فلا يمكن للمجتمع أن يستقيم بدون المرأة، كما لا يمكن له أن يستمر بدون وجود للرجل.


بيد أن المرأة خاصة في مجتمعنا المصري تصدر دائمًا فكرة المظلومية والقهر، وأنها تعيش في مجتمع أبوي سلطوي بطريركي ذكوري متحيز! يجعلها تبرر لنفسها ما تصدره من إحباط وتوتر وجزع وخوف وغضب إلى كل المحيطين بها من الرجال.

وبرغم كافة المميزات والضمانات وإجراءات الحماية التي منحت للمرأة والمناسبات التي تم اختراعها خصيصًا لها إلا أنها لا تزال تتغنى بمظلوميتها في مجتمع تراه يمارس ضدها كافة أنواع التمييز والقهر!!

فإذا نظرنا إلى نموذج الأسرة المصرية، نجد كمًا مرعبًا وهائلًا من الضمانات تم منحها للزوجة في مواجهة الزوج قبل أن يرتبط الاثنان بالرباط المقدس، شبكة ومهر ومؤخر وما عرف حديثًا "بالقايمة" والشقة في حال وجود أطفال..

بالله عليكم من هو المقهور في تلك المعادلة؟ ما هى الخيارات والأدوات في يد الزوج الذي يستطيع بها التعامل مع زوجته في حال قررت أن تحول حياته إلى جحيم؟ هى تمتلك كل شيء وهو مقهور لا حيلة له سوى المكوث خارج البيت أطول فترة ممكنة.

يوم عالمي للمرأة ويوم للمرأة المصرية وعامًا للمرأة وعيد للأم وآخر للأخت، لما كل هذه المناسبات؟ ولماذا لم يتم تخصيص مناسبة واحدة لهذا الرجل الذي يضيع عمره في محاولة سد احتياجات منزله وتربية أولاده؟

المرأة نصف المجتمع.. ما هو الإبداع في تلك المقولة.. فإذا كانت المرأة نصف المجتمع فالرجل هو النصف الآخر.. لماذا لم نخرج لنقول إن الرجل هو نصف المجتمع.. لأن في الحقيقة الرجال أقل من النصف!

هل تعلم عزيز القارئ أن عدد النساء أكبر من عدد الرجال في المجتمع، حيث تبلغ نسبة الإناث في المجتمع المصري 51،6% عام 1966 طبقًا لآخر إحصائية عن التعداد السكاني في مصر، فما بالك بالوقت الحالي بعد وصولنا إلى 100 مليون نسمة.. هل تعلم أن عدد الصحفيات أكبر من عدد الصحفيين في أي مؤسسة صحفية.. هل تعلم أن عدد العاملات في البنوك أكبر من عدد العاملين الذكور.. وهل تعلم أن عدد السيدات في المؤسسات الحكومية أكبر من عدد الرجال؟ هل تعلم أن عدد الإناث أكثر من عدد الذكور في مختلف كليات مصر؟ من هم الأقلية إذن؟

هل سمعت قبل ذلك عن أب تسبب في انهيار زواج ابنه أو بنته؟ بالطبع لا ولكننا سمعنا وشاهدنا أفلامًا ومسلسلات عن سطوة الحماوات وجبروتهن!

هل نما إلى علمك يومًا أن ولدًا حصل على المركز الأول في الثانوية العامة على مستوى الجمهورية أو المركز الثاني أو الثالث أو الرابع؟

فلماذا تصر المرأة إذن على كونها مقهورة؟ أرى أن النساء يعانون من قصور في الفكر النقدي فهن متحيزات بشكل تلقائي لجنسهن، نظرًا لتدخل العوامل الانفعالية والعاطفية في أولوية تفكيرهن ولرغبتهن في الحصول على المزيد والمزيد من الامتيازات لأنهن لا يتذكرن بطبيعة الحال أي شيء يعطى لهن، وهن في هذا المقال إنما ينطبق عليهن المثل "زي القطط تاكل وتنكر".
الجريدة الرسمية